هل داعش تتحمل الفساد والمفسدين في العراق , كما تحملته اسرائيل وايران وامريكا افتراضا في عهد النظام البعثي الجائر ؟! فمنذ بداية السبعينات حتى نهايتها كان النظام البعثي يتخذ ذريعة بان هناك عدو وهمي يعتبره شماعة ينشر عليه فشله وعدم تحقيقه اي منجز للشعب العراقي , فقد اوهم الشعب ان اسرائيل هي عدوه الاول مدعيا انه سيسخر كل شيء في العراق من اموال وطاقات في خدمة المعركة المرتقبة معها وهي تحريرفلسطين لتكون عاصمتها القدس , فكانت الاذاعة تتحدث والصحافة تكتب والندوات تعقد والتبرعات تجمع لهذا الغرض …في الثمانينات تغير هذا العدو في ليلة وضحاها وبقدرة قادر قبل ان تحرر فلسطين ولو في عالم الرؤية ليكون النظام الايراني والرياح الصفراء القادمة من الشرق هو العدو البديل ولكن مع فارق بسيط هنا حصلت المواجهة معه فنشبت الحرب العراقية الايرانية التي اكلت الاخضر واليابس من الدماء والاموال وعطلت حركة العمران والاقتصاد في العراق … منذ التسعينات وحتى نهاية القرن الماضي اعتبرت امريكا عدوة العراق بلا منازع … الاعداء الثلاثة اسرائيل – ايران – امريكا لم نسمع منهم ان صرحوا بعداءهم للشعب العراقي مثل ما صرح به النظام وهول له كما ان النظام لم يخبر الشعب عن ستراتيجة التغير المفاجيء للانتقال من عدو الى اخر وهل عدو الامس اصبح صديقا اليوم ؟ فاسرائيل تغير موقفنا منها قبل ان نواجها او تواجهنا وتوجهنا الى ايران …ان الشعب العراقي ضاق الامرين من سوء الخدمات والفقر والحرمان من هؤلاء الاعداء الافتراضين الوهمين , ولكنه كان يدرك خطة النظام وافكارة وصلتة واتصاله مع الثلاثة فكانوا اصدقاء في الباطن اعداء في الظاهر حتى ان العلاقات العراقية الايرانية دبلوماسيا لم تقطع خلال الحرب في قطعت مع سوريا عام 1979 كذلك يعرف العراقيون الهدف من هذا العداء وهو بمثابة خطة ومكيدة للخداع والتظليل السياسي … اليوم الظاهر تجري نفس اللعبة مع الشعب العراقي فكل شيء يبرر على شماعة ان داعش مستهدفتنا وتهدد امننا ودماءنا واعراضنا واموالنا فالذي يسرق يبرر سبب سرقته بداعش والذي يعجز عن تقديم الخدمات كمسؤول يعزوه لداعش فكانما لسان حال داعش قال لهم اسرقوا يا سياسين ولا توفروا الخدمات في الصناعة والزراعة والتعليم والصحة والرياضة والمواصلات والاعمار والبلديات وحتى في مؤسسات واحزاب دينية …فهل داعش قالت لرئيس جمهوريتنا لا تصادق على قرارات احكام اعدام الارهابين المكتسبة الدرجة القطعية من المحاكم ؟ وهل داعش قالت لرؤوساء اللجان التحقيقية في قضية سبياكر وسقوط الموصل لا تعلنوا الجهات المتورطة فيها ؟ وهل داعش قالت لمسؤولينا لا تحلوا مشكلة الكهرباء على مدى عقد من الزمن رغم الاموال الطائلة التي صرفت ؟ وهل داعش كانت سببا بان اصبحت جامعاتنا الاكاديمية عبارة عن حسينيات وتكيكات وضمت اساتذة لا يعرفون المرفوع من المنصوب والجار من المجرور ؟ جامعات اصبحت الترقية العلمية فيها تقديم بحوث هزيلة ترسل بالاسم والمستفيد منها يتصل بالمقيم ويتفق معه قبل وصول البحث له بعد ان كانت الترقية العلمية ترسل لجامعات عربية او اجنبية وبشكل سري وتنشر بمجلات عالمية ذات ترقيم دولي … داعش ستنتهي ولكن هل ينتهي الفساد وطبقة المفسدين الذين تسلطوا علينا حيث عوائلهم في اوربا تنعم بالامن والسعادة وهم قابعون في المنطقة الخضراء المحصنة لا يرون حرا ولا بردا ولا يهمهم منظر نهر الدم الجاري في العراق يوميا .