نصيحة من سلفي (عبد الرحمن البكري) كان يحمل نفس فكر داعش وأنقلب على عقيدته السلفية يدعو فيها السلفيين من أمثال داعش والقاعدة بعد التطرق إلى أحاديث الرسول (ص) بشأن ضلال هذه الفئة يدعوهم إلى التفكر بأحاديث الرسول (ص) بحقهم ويدعوهم إلى الرجوع إلى عقيدة أهل السنة الحقيقية خلاف العقائد السلفية يمكن الإطلاع على كافة ما يذكره من أحاديث في كتابه (داعش ومستقبل العالم – الجزء الثالث – على الموقع https://mohammedallawi.com/2011/12/01/1709/ )
(النصيحة جميلة جداً وأنصح كل شخص مسلم أن يطلع عليها لما تتضمنه من معاني إسلامية أعمق من قضية السلفيين وداعش وأهل السنة – أدناه هذه النصيحة – كما إني أنصح لمن لديه المجال أن يقرأ ألفصل كاملاً ليطلع على نبوءة الرسول ألأعظم (ص) في المئات من ألأحاديث الصحيحة التي لا تقبل الشك في ضلال الفكر السلفي للقاعدة وداعش وأمثالهما)
نصيحة مسلم لأخيه المسلم
إن من واجب المسلم نصيحة أخيه المسلم؛ كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو واجب إسلامي يلتزم به من يؤمن بألله ويرأف بأخوته المسلمين ويريد لهم الخير والنجاة من النار والفوز بالسعادة الأبدية، ولهذا فإني أرجو من إخوتي أن يتقبلوا نصيحتي قربة الى الله تعالى:
إن المسلم الملتزم هو الذي يؤدي الصلوات الخمس في كل يوم وليلة، ولا تقبل أي صلاة من دون قراءة سورة الفاتحة مرتين على الأقل، وقراءة الفاتحة إما أن تكون لقلقة لسان يرددها المصلّي من دون أن يتعمق في معانيها أو من دون أن يتوجه بها الى الله من أعماق قلبه، فحينها لا يتحقّق من صلاته إلا القيام والقعود، وإما أن يتوجه بكل أحاسيسه ومشاعره في كل كلمة من سورة الفاتحة وبالذات عندما ينطق بـ (أهدنا الصراط المستقيم) ويطلب من الله من أعماق قلبه أن يهديه الى صراطه المستقيم، فحينها لا بد لله أن يهدي عبده الى صراطه المستقيم، ولكن ذلك الأمر لا يتحقق إلا بعد أن يتغلب الإنسان على هوى نفسه التي تدعوه الى التمسك بمعتقداته التي نشأ عليها وغذاه بها والداه أو أصحابه أو أساتذته أو أيٍ ممن يحبهم أو يجلّهم، من رجل دين أو قائد حزب أو رجل فكرٍ أو قائد مجموعة من الناس، إن هذه المعتقدات التي يتلقاها الإنسان من الجهات التي ذكرناها قد تكون معتقدات باطلة، وهي فتنة من الله ليمتحن فيها عبده في قوله تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}، لذلك يجب على المؤمن أن لا يدع لأي من المؤثرات التي ذكرناها دوراً في تبني معتقد معين، بل يجعل الله وحده بما ألهمه من عقل ومن قرآن كريم ومما صح من أحاديث رسوله (ص) وبما وفره من نعمة الدعاء، من صلاة وغيرها، في تبنّي المعتقدات الصحيحة والسليمة؛ وهذا يتطلب إخلاصاً حقيقياً لله تعالى للوصول الى الحق والحقيقة؛ ولا يتصور الإنسان أن هذا الأمر هو أمر سهل أو يسير، بل هو أمر في غاية الصعوبة للإنسان بشكل عام، لأن الإنسان إذا اجتمعت عليه نفسه الأمارة بالسوء، وغواية الشيطان، وفتنة الله، فإنه بشكل طبيعي سيكون بعيداً عن الإيمان بالله بل وسائر في طريق الضلال كما في قوله تعالى {وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} وقوله تعالى {والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا……} وقوله تعالى أيضاً {ثم رددناه أسفل سافلين إلا…} فتلك مسيرة الإنسان بشكل عام والاستثناء بـ (إلا) هم القلة التي جاهدت نفسها في سبيل الله للوصول إليه وإلى صراطه المستقيم؛ فإذا قرر الإنسان أن يجاهد نفسه في سبيل الله، فمن الطبيعي أن يمنَّ الله عليه بالهداية في قوله تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، ولكن جهاد النفس ليس بالأمر الهيّن، فقد سماه رسول الله (ص) الجهاد الأكبر، مقارنة مع الجهاد الأصغر (وهو القتال والتضحية بالنفس)، مع العلم أن الإنسان في الجهاد الأصغر يمكن أن يفقد حياته، ولكن فشل الإنسان في جهاده لنفسه (الجهاد الأكبر) معناه فشله في جهاده الأصغر. فقد يعتقد الإنسان أنه عندما يضحي بنفسه بأن جهاده في سبيل الله، فإذا به يكون مصداقاً لقوله تعالى {قل هل ننبؤكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا}، فيكتشف حين ذاك أن تضحيته بنفسه (في عملية انتحارية أو القتل في معركة) سبباً للخلود في نار جهنم خلاف ما كان يتوقعه من السعادة الأخروية، لذلك وصفهم الله تعالى بأنهم الأخسرون أعمالاً.
ولكن كيف السبيل لتلافي هذا المصير المخيف؛…… إني لا أرغب في هذا المجال أن أزعم أن النجاة هي بالحذر من تبني المعتقدات والأفكار الضالة، ولكن النجاة لا تتحقّق إلا بمعرفة الفرق بين المعتقدات والأفكار الضالة وألأفكار الحقة؛ ثم تأتي المرحلة الثانية وهي تبنّي المعتقدات السليمة والحقة خلاف الباطل والضلال، ومعرفة الحق لا تتم إلا بجهاد النفس وتقديم طاعة الله على هوى النفس؛ فهوى النفس هو الحائل الذي يحول بيننا وبين معرفة الحقيقة.
إن الله بسعة رحمته لا يدع الإنسان في ضياع إذا أراد معرفة الحق والوصول الى الحقيقة وتبنيها ومعرفة الباطل والضلال ثم نبذه؛ ولكن الخطورة كل الخطورة هي أن يسوّل الإنسان لنفسه، فيكون هدفه أيجاد التبريرات لمعتقداته التي تلقاها إبتداءً من أناس يعتقد إبتداءً أنهم على الحق، بسبب علاقته بهم أو حبه لهم أو أحترامه لهم أو اعتقاده بوجوب طاعتهم؛ ولكن الله أولى بذلك الحب وأولى بذلك التقديس وأولى بتلك الطاعة. وليس عبثاً أن يأمرنا الله في كل يوم أن نكرر عبارة {إياك نستعين} ثم إذا شككنا بأمر نتيجة لأطلاعنا على حديث صحيح أو رأي مقنع خلاف قناعاتنا المسبقة؛ فعوضاً عن الاستعانة بالله لهدايتنا لمعرفة الحق، نحاول بشتى الطرق التشكيك بهذا الحديث الصحيح، أو نحاول تفسيره بشكل تعسفي لاسناد قناعاتنا المسبقة، فنسعى تارة سؤال إنسان للحصول على تفسير بحجج غير كافية ولكنه يماشي قناعاتنا المسبقة فنتشبّث بتلك الاجابة، أو نبحث عن هذه الحجج من خلال مواقع الإنترنت أو كتاب أو غير ذلك. إننا بشكل واضح نستعين بهؤلاء الأشخاص لإقناعنا بصحة قناعاتنا المسبقة والتي يمكن أن تكون غير صحيحة. أن الله يأمرنا أن لا نجعل لرغباتنا تاثيراً على معتقداتنا وأفكارنا وقناعاتنا. فإذا اخترنا هذا الطريق ختم الله على أسماعنا وعلى قلوبنا وأبصارنا لأننا قدمنا هوى أنفسنا على طاعة الله وأصبحنا مصداقاً لقوله تعالى { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون} .
إن الأمر الألهي هو وجوب الاستعانة بالله وحده وهو معنى قوله تعالى {وإياك نستعين} والتطبيق العملي لذلك الأمر الإلهي يتحقق إذا ما اطلعنا على حديث صحيح أو رأي مقنع خلاف قناعاتنا، أن نترك قناعاتنا ورغبات أنفسنا جانباً؛ ونبحث بجد للوصول الى الحقيقة، وندعو الله مخلصين لهدايتنا الى صراطه المستقيم، ونعاهد الله بالتخلي عن أي معتقد مسبق اعتقدنا به ولكنه يخالف الإسلام الحق كما أراده الله وكما أنزله على رسوله الكريم (ص)؛ وحين ذاك فقط يمكننا أن نكون مصداقاً لقوله تعالى{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، ولكن للأسف إن معظم الناس إذا اطلعوا على حقائق تخالف قناعاتهم المسبقة حاولوا تجميع أكبر مقدار من الأدلة التي تسند قناعاتهم المسبقة والتي يمكن أن تكون خلاف الحق، وبذلك لا يمكن أن تكون قناعاتهم مبنية على أسس يقينية مئة بالمئة، فيكونون مصداقاً لقوله تعالى{وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا} ، لا يمكن معرفة الحقيقة إلا بدحض كافة الشبهات بحجج يقينية واضحة والوصول الى الحقائق اليقينية وحين ذاك فقط نستطيع أن ندعي أننا على الحق؛…… ولكني أؤكد هنا أن المدخل للوصول الى الحقيقة يتحقق حينما ننطق بكلمة {أهدنا الصراط المستقيم}؛ ننطقها بتوجه كامل ودعاء صادق من أعماق قلوبنا ونطبقها قولاً وفعلاً،….. فحاشا لله أن لا يستجيب لدعاء عبده إذا كان بنية صادقة، وهو القائل في محكم كتابه الكريم {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي} وهو القائل أيضاً {وقال ربكم ادعوني استجب لكم} فـ{من أصدق من الله قيلا} ومن أصدق من الله وعداً.
لقد تم التطرق الى مجموعة من الأحاديث النبوية الصحيحة، وقد يطلع عليها من لا يعتقد بصحتها، أو من يفسرها تفسيراً آخر غير ما تم تفسيرها، فإذا كان هذا الشخص متيقناً يقيناً كاملاً مع الدليل الواضح واليقيني في عدم صحة هذه الأحاديث أو يمتلك الدليل الواضح واليقيني في تفسيرها بشكل مخالف لما ذهبنا اليه، فإن هذا الشخص قد يكون على الحق ويبرئ ذمته أمام الله.
أما إذا ولدت هذه الأحاديث شكاً في نفسه لعدم توفر الدليل الواضح واليقيني في عدم صحتها أو عدم توفر الدليل الواضح واليقيني في تفسيرها خلاف ما فسرناها، ثم قام بغض الطرف عن هذا الشك لأنه لا يرغب بالتصديق أنه ومن حوله من أهل أو أقارب أو أصحاب أو علماء دين أو أمراء جماعات أو قيادات لأحزاب أو غيرها، أنهم على الباطل؛ فليحذر يوم يقدم على الله وقد اتخذ إلهه هواه في الاستجابة لرغبات نفسه خلاف الحق؛ وليحذر من نار قد سعرها جبارها لغضبه فيبقى خالداً فيها الى أبد الآبدين، حيث لا ينفعه في ذلك اليوم شفاعة قريب او صاحب أو عالم دين أو زعيم حزب؛ لن ينفعه في ذلك اليوم، إلا إذا قرر في هذه الساعة أو أي ساعة قبل وفاته أن يخلص نيته في سبيل الله، فيتخلّى عن مشاعره ورغبات نفسه ولا يدع أي حاجز يحول بينه وبين الوصول الى الحقيقة، فيكون الله إلهه بحق لا هواه؛ وذلك هو الفوز العظيم