22 ديسمبر، 2024 11:25 م

هل خلت بلادنا من العقلاء ؟

هل خلت بلادنا من العقلاء ؟

قال الله جل جلاله ! في كتابه الكريم : [ واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ] . وهي دعوة من الباري عز وجل ! الى الوحدة الاسلامية ونبذ التفرقة والتعصب , والعمل على جمع كلمة المسلمين على راي واحد وهدف واحد . ومع ان الاسلام انقسم الى مذاهب وفرق  بعد وفاة الرسول ص . الا  ان التنوع المذهبي في حد ذاته لم يكن مانعا لاي تقارب سواء كان الاختلاف بين المذهبين السني والشيعي او بين المدارس المتعددة داخل المذهب الواحد ,  لولا حالة الانغلاق السياسي والديني  , التي حالت دون ذالك تقارب . وقد حاول العقلاء من المسلمين العمل على التقريب بين السنة  والشيعة . وهو تقارب ليس هدفه دعوة احد الطرفين الى اعتناق مذهب الاخر , وانما هدفه التوصل لاتفاق  حول الاصول المتفق عليها وان يعذروا بعضهم بعضا فيما وراء ذالك مما ليس شرطا من شروط الايمان ,  ولا ركنا من اركان الاسلام , ولا انكارا لما هو معلوم من الدين بالضرورة . وقد نجحت بعض المحاولات  الا  انها دائما تصطدم باصحاب الرؤوس المتحجرة .. الذين يلتفون حول موائد الحقد والكراهية المملؤة بالطائفية  المقيته , والذين حولوا الخلافات المذبية الى صراعات ونزاعات ماساوية ودموية لا زال العالم الاسلامي  يدفع ثمنها غاليا . نحن نهيب بدعاة الاصلاح من الرموز الاسلامية .. ومن عقلاء قومنا الاعلام .. التدخل لحل  تلك المعضلة التي هولها الاعلام المعادي للاسلام .. لاغراض سياسية لا تخدم العرب والمسلمين وجعل منها بعبعا لتهديد دول المنطقة  . ان الدول الاوربية تحالفت فيما بينها واصبحت قوة عسكرية واقتصادية عالمية , يحسب لها الف حساب , رغم ان ما يفرقها اكثر مما  يجمعها , بينما  ظل حالنا على ما هو عليه , من حقد وبغض وكراهية , انتقلت من صفحات الصحف التي تنشر السموم , وتدفع الى المزيد من التعصب والغلو , الى حيث ساحات القتال , حيث يموت المسلم بيد اخيه المسلم , مع ان الذي يجمعنا اكثر مما يفرقنا . نحن ندعوا الى التقارب من غير الغاء العقيدة والهوية

فالكل حر بمعتقده .. وما نريده , العزف على اوتار المشتركات بيننا .. لنصل الى صيغة تحفظ دماء المسلمين وعلينا ان نعترف بان السني يعتقد بحقيقة معتقده ولن يتنازل عن ذالك المعتقد , والشيعي هو الاخر يعتقد  باحقية معتقده ولا يمكن له التنازل عنه .  فهل يبقى التناحر والاقتتال الى ما لا نهاية ؟ وهل خلت الديار من العقلاء الذين يضعون مصلحة الامة الاسلامية فوق كل المصالح ؟ وهل علينا ان نخاطب الكفرة كي يتدخلوا لحلحلت  الخلافات ما بين المسلمين ؟  ان المملكة العربية السعودية , تتحمل العبء الاكبر من تلك المسؤولية ..  كونها الاخ العربي الاكبر , وحاضنة الاسلام والمسلمين , وصاحبة الكلمة المؤثرة عربيا وقاريا ودوليا . وليس سرا ما تتناقله الصحافة من انها [ لو جلست مع الجمهورية الاسلامية على طاولة واحدة , وتوصلا الى حلول مرضية  , لعاد التوافق بينهما .. بالبرد والسلام , على العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين ] خاصة وان ايران قد صرحة بعدة مناسبات .. بانها مستعدة لنقل التكنالوجيا الى كل الدول المجاورة , وانها  على اتم الاستعداد لمد اليد والعمل سوية من اجل احلال السلام بين بلدان المنطقة . وليس من مصلحة احد ان تكون ايران , العدو المفترض .. فايران دولة قوية بلغت من القوة العسكرية والسياسية ما جعلها تتحدى  امريكا , وتؤكد للعالم بان لديها من صواريخ الردع , ما يجعلها ترد على اي اعتداء مهما كان مصدره .  وهي رسالة قوي .. الى من يهمه الامر .. وعلينا ان نجعل منها صديقا , ونتعامل معها كما يجب ان تعامل .
وعلى الجمهورية الاسلامية ايضا , ان لا تألو جهدا بتعبيد الطريق الموصل الى المملكة العربية السعودية . لتثبت جديتها , وحسن نيتها ,  وانها تقرن الاقوال بالافعال ,  ولتقصر  مسافات التواصل , وتكسر الجمود الذي يحيط بذالك اللقاء المرتقب ,  والذي يتمناه كل مسلم ومسلمة  على وجه الكرة الارضية ..