10 أبريل، 2024 4:09 م
Search
Close this search box.

هل خرج المارد من القمقم؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يمكن التصديق بسرعة وبساطة بموقف وزير الخارجية العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري المدافع عن الحشد الشعبي وحزب الله اليوم في اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية وهو عراب السياسة الخارجية للحكومة العراقية الحالية المتناغمة مع التوجهات الأميركية الناتوية والتوجهات الاقليمية الطائفية لا سيما بعد ان قطعت هذه الحكومة شوطا كبيرا في الانسجام والاندفاع مع هذه التوجهات المتحالفة على حساب العلاقة مع محور المقاومة في المنطقة ودوله وقواه الفاعلة ولم يسجل الجعفري اعتراضه على كل التجاوزات الخارجية المتتالية في الكثير من المحافل الإقليميةوالدولية بحق الحشد الشعبي من الخصوم الذين عدوه تهديدا جديا وحيويا لمشاريعهم واهدافهم في المنطقة وسبق أن اتخذ السيد الجعفري مواقف مخزية في بغداد بحضور وزيري خارجية الامارات وقطر ولم يرد على تجاوزاتهم واتهاماتهم للعراق وشعبه بل اعتبر قطر من ضحايا الارهاب ثم اردفها بموقف مذل في نفس الجامعة العربية بموافقته على إدانة إيران وحزب الله في الجلسة التي دعا اليها العراق لإدانة التوغل التركي في شمال العراق!!وختمها بسكوت مريب أمام التعديات الصارخة والفجة للسفير السعودي بحق العراقيين وحشدهم وشهدائهم!!.فهل عادت ذاكرة الجعفري إليه بعد أن فقدها لأشهر طويلة شاغلا نفسه بالبهلوانيات الكلامية والفذلكات اللفظية ومتنعما بالرحلات المتواصلة والتنقل بين عواصم الدول العربية والأجنبية دون تحقيق أي منجز لبلده وعاجزا عن عكس صورة حسنة عن العراق وحشده وجيشه؟ ام ان هذا الموقف يخفي ما وراءه ما يخفي من استهداف والتفاف على الحشد الشعبي مستقبلا يبرر للحكومة الخضوع للمواقف الخارجية بحق الحشد بحجة الدفاع المسبق عن الحشد في مؤتمر وزراء الخارجية العرب ليتم تمرير الإرادة الخارجية والرضوخ لمطالب الإدارة الأميركية بالتخلص التدريجي من الحشد في سياق المراوغة المتبعة والازدواجية المتعمدة التي تعددت فصولها وتكررت مشاهدها؟ ام ان الجعفري يريد أن يختم مسيرته الحافلة بالتقصير والفراغ السياسي والتقاعسعن أداء الواجب والمليئة بالضجيج اللغوي والصوتي والمصطلحات الرنانة الطنانة بموقف اعلامي تكتيكي مشرف بعد ان طاله التغيير الحكومي الجديد؟.رغم كل ذلك فإن توظيف موقف الجعفري الاخير إعلاميا لصالح الحشد الشعبي وحزب الله ضرورة وله أهمية كبيرة خصوصا في مثل هذه الظروف واجواء الصراع بين ارادتين إرادة إنسانية مظلومة حرة ثائرة وإرادة صهيونية أعرابية منبطحة متآمرة ولا يعني ما تقدم رفضه او عدم توظيفه بقدر ما كان محاولة لكشف الحقيقة وتنبيه المندفعين وراء الشعارات وما اكثرهم في العراق اليوم! ودعوة لاتخاذ المواقف وتبني التوجهات على أسس من الوعي والادراك والاحاطة الشاملة القادرة على التشخيص السليم فقد أكد اندفاع الكثيرين العاطفي خلف هذا الموقف على الذهول وعدم توقعه من امثاله وعلى حضور الرؤية الانفعالية والقراءة الجزئية ونسيان المواقف المؤثرة السابقة على حساب الرؤية الاستراتيجية والشمولية والقراءة الكلية للمشهد واستحضار الذاكرة في نفس الوقت الذي أكد على الشعور العام بالظلم والحيف الواقع على الشعوب العربية من الحكومات العبرية والرغبة بالتنفيس والتعبير عن حالة الرفض للتآمر والاندماج مع الرغبات الصهيونية لضرب مصادر ومراكزالقوة المتبقية والمؤثرة.نتمنى ان لا يعود المارد مرة أخرى الى القمقم ويغط في نومة عميقة في ظرف استثنائي يُعد فيه التقاعس عن أداء التكليف خيانة عظمى!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب