16 سبتمبر، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

هل حل البرلمان هو الحل ؟

هل حل البرلمان هو الحل ؟

في خضم الازمة القائمة المفتعلة تسابق الكبار والصغار والاشرار والاخيار من السياسيين الى طرح الحلول ووصف الدواء لمرض العراق العضال , فالعراقية رات في المقاطعة برلمانيا وحكوميا الحل , فان لم تفلح في خطوتها فهي ماضية في الانسحاب من العملية السياسية برمتها . وحقيقة موقف العراقية الضغظ على دولة القانون وشخص رئيس الوزراء لحلب بعض التنازلات , والا فهي اكذب من مسيلمة في انسحابها من العملية السياسية والغاء اعضائها لعضويتهم في البرلمان وفي الحكومة ؛ لان العراقية تعلم قبل غيرها بوجود من يملأ مقاعدها ومن اعضاء العراقية انفسهم الذين لم تسعفهم الاصوات في الحضور الى مجلس النواب . العراقية هي وريثة جبهة التوافق تخلق الازمات ثم تضع الحلول وتريد من الاخرين ان يصفقوا لها , المقاطعة والتعطيل سلاح سبق ان استعملته جبهة التوافق في عام 2008 عندما كان بترايوس بصدد تقديم تقريره الدوري حول الوضع في العراق فكانت جبهة التوافق تريد اظهار الوضع السياسي في البلاد بمظهر المتفجر والمتهالك , وكان في حينها التيار الصدري قد سحب وزراءه من الحكومة , ومع ذلك لم تحقق التوافق انذاك ما كانت تطمح اليه فعادت بخفي حنين , والعراقية اليوم لاتشبه التوافق بالامس في المواقف السياسية وكثرة النوح والبكاء من التهميش والاقصاء المزعومين فقط وانما تشبهها وترثها في الاخطر من ذلك وهو ملف الارهاب , فالتوافق كانت حاضنة للجنابي وكان رئيسها الدليمي ممن احتضن الارهابيين وحول منزله الى ورشة لصناعة المفخخات من قبل ابنائه وحمايته , وكان من التوافق سعد الهاشمي الوزير الارهابي الهارب ( ابن اخت طارق الهاشمي ) , ويظهر اليوم في العراقية على قائمة المتهمين بالارهاب احد ابرز قيادييها وهو طارق الهاشمي الذي تحاول العراقية خلط اوراق ملفه القضائي باوراق الملفات السياسية ,
        في هذا الخضم طرح النائب بهاء الاعرجي مقترح حل البرلمان وانتخابات مبكرة والمقترح شخصي لايمثل كتلة الاحرار فتلقفته العراقية بالتاييد والمباركة لكن في تقدير كثير من المراقبين انه مقترح لا يمكن الاخذ به وتنفيذه لاسباب اهمها  – 1 ان المشكلة ليست مشكلة برلمانية , وانما في تعاطي البرلمانيين مع الملفات في البلاد , فكل كتلة تنظر الى مكاسبها من كل ملف وكل قانون قبل الموافقة عليه  
2 –  ان المشكلة تكمن في عدم احترام الدستور والقوانين من قبل النواب انفسهم فلم تقف الكتل عند استحقاقاتها الانتخابية وانما ببدعة التوافق السياسي والشراكة تريد القفز على الاستحقاق الانتخابي , وهذا ما تقوم به العراقية الان .
3 – ان الاختلاف بين الكتل امتد الى الشارع العراقي , فهناك مثلا من يطالب بمحاكمة الهاشمي , وهناك من يرى محاكمته خطا احمرا ! وما هذا الانقسام وعدم احترام القضاء الا بسبب تصريحات البرلمانيين وعدم احترامهم الدستور .
 4 – ان اي انتخابات تجري سوف يترشح لها البرلمانيون الحاليون , وهذا يعني عودة  وجوه الازمة انفسهم , فلو عاهد البرلمانيون الحاليون الشعب بعدم الترشح وعدم افساد ذمة المواطن برشوته للفوز بصوته لكانت الانتخابات المبكرة حلا جيدا ان ذهاب البرلمانيين الى تعديل الدستور بما يلبي طموح العراقيين والالتزام بنصوصه , وتغليب المصلحة الوطنية على الفئوية والحزبية في العمل البرلماني وعدم الانجرار الى الاجندة الخارجية , هو الحل وليس حل البرلمان والمجيء ببرلمان هو نفسه بالصوت والصورة .     
[email protected]

أحدث المقالات