18 ديسمبر، 2024 11:22 م

هل حكومة بغداد تمزح ؟

هل حكومة بغداد تمزح ؟

أعتقد انه تساؤل منطقي , وربما يتفق معي بعض الرهط .. التساؤل يخص القمة التي عُقدت في بغداد .. أي قادم من حافات الأرض .. قادم لم تصله الحضارة لو أنفقت عليه بضعة ما بواسطة بعض المفردات والمصطلحات عن واقع سياسي معين فسوف يصيغ لك بعض المعطيات عن هذا الواقع , من ضمن ذلك وأشدها أو أشده بساطة هو واقع العراق السياسي , كيف ؟
الطبيعي سوف تقول له : نحن شعب كان يحكمنا ديكتاتور أشر , وهذا الديكتاتور مجنون , يدخل في حرب ويخرج من حرب , ومن شدة جنونه أو غبائه انه لم يتخيل أو يعتقد أن ثمة قوى دولية شريرة وقوية من المُحتمل تكون أشد جنونا منه وتلعب على جثث البشر .. وربما كان يعتقد ذلك من يدري , لكنه يتجاهل أو تُغطي على عقله ” طُفيليات العقل ” كما يُسميها الكاتب ” كولن وُلسن ” ؟ لكنه عندما وقع في الفخ , لعله أدرك ان الخيال أو الوهم الذي شيدّ كيانه عليه كان أشبه بكارثة على منظومته الوهمية التي كان يتكئ عليها !
وتتواصل مع هذا القادم من حافات الأرض لتقول له : وعبرت المواخر تمخر الأغوار البعيدة حتى أسقطت هذا الديكتاتور .. والناس تأملت خيراً من تلك الحشود القادمة من وراء المحيطات والمستنقعات البعيدة , لكن الخير كان وبالاً عليهم , وبالٌ بواسطة دول الجوار , حيث إنبثقت الميليشيات والعصابات والإستهتار بسيادة هذا الوطن .. وعلى هذا المنوال إنتفض الشباب اليافع الذي لم يخض معارك الدم لأجل الإستيلاء على السلطة في هذا البلد – شباب يافعين , شباب جُدد – , لكنهم وُوجهوا بجزر دموي من تلك الميليشيات المافيوية التابعة لأحد تلك الدُول الإقليمية .. والصورة تعكس مدى سيطرة تلك العصابات على واقع هذا البلد .. وهنا ينبثق السؤال بعد هذا الرصد الوجيز لهذا القادم من الحافات المنقطعة :
هل تعتقد ان حكومة هذا البلد من الممكن أن تكون صاحبة سيادة لكي تعقد إجتماعاً أو مؤتمراً أو شراكة أو تكون موقع حل لأزمات إقليمية من خلال دول هي أصلا تسخر بها : سواء كانت إقليمية أو دولية .. القادم من تلك الحافات سوف يسأل أو يُصرح : يا سادة , في البدء شيدوا كيانا رصيناُ تحترمون فيه كرامة الإنسان العراقي الذي من خلاله ينبثق أو تنبثق سيادة الدولة , وبعدها إرموا العصا خارج الآفاق .. في السابق كنتم مسخرة , وفي مؤتمركم هذا أو تلاقيكم صرتم أشد مسخرة يا نُثار التاريخ حقاً !