23 ديسمبر، 2024 3:13 م

هل حكم الارجل في اية الوضوء المسح ام الغسل ؟!

هل حكم الارجل في اية الوضوء المسح ام الغسل ؟!

قال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى اَلصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى اَلْكَعْبَيْنِ﴾ [اَلْمَائِدَةِ: 6]…انا كمسلم الصلاة واجب علي والوضوء مقدمة للصلاة سواء كانت هذه المقدمة واجبا او مقدمة لواجب حيث لا صلاة بدون وضوء وحيث المسلمون اختلفوا بشان حكم الارجل في الوضوء هل هو المسح ام الغسل؟! …فان الامر يستوجب وضعه على طاولة البحث بعيدا على ما يامرك به مذهبك الديني من خلال رجال دين يفرضون علينا رايهم دون نقاش؟! وفق قاعدة المجتهد اذا اصاب له اجران وان اخطا فله اجر عجيب في كل الاحوال رجل الدين له اجور تتعاظم في الحكم الصحيح وتتضائل في الحكم الخطا , ولكن انا ما هو مصيري في تقليده في حالة حكمه الخاطء ؟! اكيد غير مثاب لان الله وضع لي عقلا يجب ان استدل به بالقرائن والادلة للوصول الى الحكم الصحيح خاصة اذا كنت من اصحاب الشهادات والمعرفة العلمية ؟! المطلوب علينا ان نتبع الدليل الناهض ولا نتبع ما يفرض علينا من مذهبنا فرضا .اعزتي اذا رجعنا الى اللغة وحكمناها في اية الوضوء من خلال الاعراب سنرى أن (وُجُوهَكُمْ) مفعول به للفعل (فاغْسِلُوا) كما أن (أَيْدِيَكُمْ) ايضا مفعول به معطوف على (وُجُوهَكُمْ) …أما (ِرُءُوسِكُمْ) فهي اسم مجرور بحرف الجر الباء , لحد هنا لاتوجد مشكلة…. بينما المشكلة والخلاف والاختلاف في (أَرْجُلَكُمْ) عندما نقرا اللام بالفتح  ستكون مفعول به للفعل (فَاغْسِلُوا) وهنا يستوجب الغسل , او نقرء اللام بالكسر فستكون معطوفة على رؤوسكم وهنا يستوجب ويجب المسح …ان اصل المشكلة في كلمة (أَرْجُلَكُمْ) بل المشكلة تكمن في اللام هل هو بالفتح ام بالكسر؟! ولكن نحن نقول هل الاية الكريمة فيها لغز؟! وهل يصح هذا والقران الكريم كتاب الهداية والإرشاد؟! ام الله سبحانه وتعالى يريد ان يبتلينا لكي نتدبر ونتامل … وعلى هذا الاساس فالمطلوب منا بيان اي الخيارين الغسل ام المسح اوجب ؟ او قد يكون كليهما ولكن يحتاج الى بينة او دليل .ملخص للبحث الاستدلالي
المسح هو الواجب
أ‌-       بدلالة اللغة
نقول وبعد الاستئناس براي اهل اللغة فانه حتى وان كانت القراءة بنصب الارجل فهي تستوجب المسح لانها معطوفة على محل الرؤوس  واعرابها : الباء حرف جر زائد بمعنى ( من ) التي تفيد التبعيض ( رؤوسكم ) اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به وتقديره امسحوا رؤوسكم .وأرجلكم : الواو حرف عطف . ( ارجلَكم ) معطوف على محل رؤوس منصوب وعلامة نصبه الفتحة ( حالة اللام مفتوحة) ( ارجلِكم ) معطوف على رؤوس مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، و( ارجل ) مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف اليه ، والميم علامة الجمع (في حالة اللام مكسورة)بقي ان نعزز قولنا ان عطف الارجل على الايدي او على الوجوه فهو باطل من وجهتين
1-       أمتناع العطف على المنصوب للفصـل بين المعطوف ( أرجلكم ) والمعطوف عليـه ( وجوهكم ) بجملة أجنبية ( وامسحوا ) والأصل أن لا يفصل بينهما بمفرد فضلاً عن الجملة فالعطف يحصل بين القريبين لا بين البعدين
2-      ان الفقرة الاولى المشتملة على وجوب الغسل زال حكمها وانتفى باستئناف الفقرة الثانية المشتملة على المسح فلا يجوز بعد انقطاع حكم الفقرة الاولى ان نعطف على ما فيها وهذا شائع في لغة العرب كقولك اضرب زيدا وبكرا واكرم محمد وعليا فالامر هنا لا يفيد بضرب علي بل لا يجوز عطفهعلى كل من زيد وبكر
ب‌-    بدلالة الماثور من السنة النبوية الشريفة
        التي قالت بالمسح لا الغسل فهي
1 – ابن عباس ، قال : الوضوء غسلتان ومسحتان
2 – عكرمة ، قال : ليس على الرجلين غسل ، وإنما نزل فيهما المسح .
3 – الشعبي قال : نزل جبرئيل بالمسح وقال : ألا ترى أن التيمم أن يمسح ما كان غسلا ويلغى ما كان مسحا .
4 – قتادة في تفسير الآية : افترض الله غسلتين ومسحتين .
5 – الأعمش : قرأ ” وأرجلكم ” مخفوضة اللام .
 6 – علقمة : قرأ ” أرجلكم ” مخفوضة اللام .
 7 – الضحاك : قرأ ” وأرجلكم ” بالكسر .
8 – الامام احمد بن حنبل من حديث علي (ع) قال : كنت ارى باطن القدمين احق بالمسح م ظاهرهما حتى رايت الرسول (صلى) يمسح ظاهرهما .
9. روى ابن جرير الطبري بسنده عن النزال بن سبرة قال : رأيت علياً صلى الظهر ثم قعد للناس في الرحبة ثم أتى بماء فغسل وجهه ويديه ثم مسح برأسه ورجليه وقال : ( هذا وضوء من لم يحدث ) .
10. روى ابن جرير الطبري بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال : الوضوء غسلتان ومسحتان ، وكذا روى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة .
11. روى ابن ابي حاتم بسنده عن يوسف بن مهران عن ابن عباس : ( وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين ) قال هو المسح . ثم قال ابن ابي حاتم : وروي عن ابن عمر وعلقمة وابي جعفر محمد بن علي والحسن في إحدى الروايات وجابر بن زيد ومجاهد في إحدى الروايات نحوه.
12. روى ابن جرير الطبري بسنده عن أبي أيوب قال : رأيت عكرمة يمسح على رجليه ، قال : وكان يقوله ، أي كان يقول بمسح الرجلين في الوضوء.
13. روى أبن جرير الطبري بسنده عن الشعبي قال : نزل جبريل بالمسح ، ثم قال الشعبي : ألا ترى إنَّ التيمم أن يمسح ما كان غسلاً ويلغي ما كان مسحاً.
14. روى ابن جرير الطبري بسنده عن اسماعيل قال : قلت لعامر ( الشعبي ) : ان اناساً يقولون ان جبريل نزل بغسل الرجلين ، فقال : نزل جبريل بالمسح
15. اخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس قال : أفترض الله غسلتين ومسحتين الا ترى انه ذكر التيمم فجعل مكان الغسلتين مسحتين وترك المسحتين
كلمة الفصلقد يقول احد لماذا استندت الى الروايات وانت في مقدمة البحث قلت ساعتمد على قرائن لا تمت لرجال الدين نقول بعد ان ثبت ما نريده في البحث لا باس بتعزيز ذلك برواة النقل وليس العكس … بقي لنا شيء مهم نقوله للاخوة الاعزاء من يعترض على استنتاجنا وهو لا باس اان تغسل رجليلك بعد المسح من باب التبرد كما كان النبي (صلى) يفعل ، أو كان من باب المبالغة في النظافة بعد الفراغ من الوضوء , اما من يقول الغرض من غسل الارجل اثناء الوضوء غرضه  نقاء الأرجل من الدنس فنقول له هذا الشرط لا بد من إحرازه قبل الوضوء , والله أعلم .