الكثير من الناس يعتقد أن داعش هي منظمة أو تنظيم يعمل خاج الأجندات الدولية والسيطرة العالمية، بالتأكيد الكل واهم عندما يعتقد أن داعش منظمة جمعت متخلفي الإسلام تحت راية إعادة دولة (الرسول محمد) والتوسع يميناً وشمالاً وفق نظرية (لا حدود) لتعيد لنا نظرة بانورامية عن الدولة الإسلامية في زمن الخليفة العادل(الثاني رض) التي توسعت حدود(مملكة الإسلام ) تحت يافطة الفتوحات الإسلامية لتشمل مساحات واسعة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وهنا ذكرت الخليفة الثاني تحديداً لأن في زمنه كانت الفتوحات في أوج عظمتها واعتقد أنا حسب رأي فلاسفة التاريخ بأن التوسع افقياً يزيد من سرعة السقوط عمودياً وسوف تبدأ المعضلات من داخل البرج العظيم وفعلا هكذا بانت لنا .
من المعروف ومن الغير منطقي (حاليا) هو التوسع الذي كان يُعد من مفهوم الدول ( الدينية )، فالدولة الدينية التي تؤمن بالتبشير كالإسلام والنصرانية هو فتح أو (احتلال) دول مجاورة بحجة نشر الدين، فالكثير من مفكري ومثقفي العالم يعتقدون بأن الفتوحات الإسلامية لا تختلف عن الحروب الصليبة لان النتيجة واحدة (هنا تبشير واحتلال وهناك تبشير واحتلال) وهذا ما لم نجده في الدين التوحيدي الأول الذي يعتقد أن الانتماء له لا يمكن أن يكون إلا عن طريق رحم ( يهودية ) .
لنترك المقدمة وندخل بعمق الفكرة التي رغبت في مناقشتها ولو ذاتياً فيما بين القراء وهو البحث عن جواب شاف يوضح لنا الفكرة التي تقول : ” هل حققت داعش ما تريد “؟
من المحال أن يكون دخول داعش للعراق بهذه القوة جاء من خلال ( رأي قائد داعشي فحسب ) بل هناك دولة كبيرة تسند وتدعم هذا الرأي لغايات ومصالح ومكاسب ومنافع وقد خصصت خيرة العلماء والخبراء والقادة والأموال بدعمهم (عن بعد) ليظهروا لنا كما هي الصورة الآن .
فلو فرضنا أن القوات الاميركية مع العشائر ستقوم هذه الأيام بالهجوم الفعلي على داعش في محافظة الأنبار وطرد وقتل الموجودين فهنا سوف يظهر لنا سؤال ماذا حققت داعش من هذا الفعل ؟
الجواب سيكون أن داعش حققت ما تريده اميركا وهي عودة الجيش الأميركي للعراق مع تحقيق منافع ترجمتها في ورقة التوقيع على المباحثات النووية الإيرانية مع احراج لإيران، وكل هذا بكفة والكفة الأخرى تحمل لنا ملامح التقسيم الثلاثي للبلد، فالتظاهرات الحالية جاءت نتيجة مكملة لداعش لكنها غير ( دموية ) وبطريقة خروج الشباب المتظاهر طلباً للاصلاحات، وهنا نتساءل بعد 8 سنوات من حكم المالكي وفوضى الكتل السياسية خرج الكل يصفق للمالكي وفي خلال عام واحد انقلب الكل على المالكي وخرج الكل مصفقاً لفلان كتلة وفلان قائد واليوم كل القادة وضعت صورهم في سلة القمامة ومنهم التي حصلت على أكثر من 90 الف صوت واليوم صورها ( حنان الفتلاوي ) في قمامات الحلة التي تنتمي لها .
ليتأكد الكل بأن خروج داعش من العراق مرهون بالتقسيم (وأول مظاهر التقسيم هو قانون الحرس الوطني )، فمتى تم التقسيم سنجد داعش تتبخر بليلة وضحاها وتعود المياه لمجاريها وهذا هو الربح ،فالعقل الأميركي هو عقل ذكي ( متطور جدأ بالأسلوب ) أما إيران فهي بدهاء (كلاسيكي) مكشوف وهو الدهاء الذي اصبحت خططهم يتحدث بها صباغ الأحذية في شارع السعدون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص : الدهاء ايضاً يتبع الموضة ،فالتطور في الدهاء يحتاج عقول متنورة متقدمة لا عقول كلاسيكية فلو جاء الداهية الخليفة أبوسفيان ( أبن عم الرسول والإمام علي ) في هذا الوقت لضيع مافي جعبته في سوق باب الشرقي وباع الشباب عمامته وهي على رأسه دون أن يعلم .