المتتبع للأحداث العالمية يجد وبوضوح ان منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الأكثر سخونة في العالم وهو منطقة لأزمات متتالية ومتجددة وما تكاد تنتهي أزمة إلا وتستعر أزمة جديدة في هذه البقعة من الكون.
تدور في الأروقة الأمريكية وحليفاتها الخليجية فكرة تشكيل جيش دولي مشابه لفكرة تشكيل حلف شمال الأطلسي (ناتو) والذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية.
أسئلة كثيرة تُطرح حول هذا الوليد الجديد بدءا من أسباب تأسيسه مرورا بالدول المشاركة فيه انتهاءا باليات التنفيذ العملية لهذا الكيان العسكري، كما إن المشاكل التي تكتنف الشرق الأوسط هل هي مشاكل في حقيقتها ممكن أن تُحل باستخدام قوة عسكرية ضاغطة؟.
اعتقد ان كل ما يقال في الإعلام عن دور هذا الحلف في مكافحة الإرهاب ما هو ألا هراء وترهات مللنا إعادتها وتكرارها من قبل أميركا التي ما أن تريد أن تقدم على شيء ألا وألصقت الإرهاب به -سلبا أو إيجابا-
المتابع لطبيعة هذا التشكيل سيجد بوضوح انه عبارة عن جيش للمرتزقة وتشكيل لميلشيات وعصابات تحت غطاء دولي إذ إن فكرة هذا التشكيل هي أن يكون بقيادة أمريكية وتمويل سعودي خليجي وقوى بشرية مختلطة افريقية من السودان ومصر والمغرب وغيرها وهذه دول معروفة بفقرها.
إن مشاكل الشرق الأوسط هي مشاكل فكرية مرتبطة بالأيديولوجيات وبالإمكان أن تحل في أروقة الفتوى من خلال منع خطباء وشيوخ التكفير وطرح خطاب عقلاني متزن يقبل الآخر بالتعايش السلمي، أما ما يتحدثون عنه من ضرورة هذا التشكيل هي في الحقيقة ضرورة أمنية لحماية إسرائيل ومواجهة محور المقاومة بإيجاد ضد نوعي لهذه المقاومة إذ أنه من الواضح إن أتباع المنهج التكفيري سيكونون العمود الفقري لهذا التشكيل.
المسؤولية الوطنية والأخلاقية والشرعية تحتم على أبناء هذه الدول أن يتكاتفوا وأن يتعاضدوا وأن لا يسمحوا بتمرير هذا التشكيل والذي لن يساهم بحل مشاكل الشرق الأوسط وإنما سيزيد في تعقيدها.