23 نوفمبر، 2024 5:03 ص
Search
Close this search box.

هل حان وقت التصدير ..الثورة الايرانية انموذجا

هل حان وقت التصدير ..الثورة الايرانية انموذجا

برعت الدبلوماسية الايرانية في التملص والمراوغة مع المفاوضين الاوربيين والأمريكيين رغم محاولات تقليص القوة الايرانية بفرض الحصار المالي والاقتصادي على هذا البلد حتى ان المفاوضات مع الدول الست زائد واحد يخال للمتتبع انها لا تنتهي لكن في المقابل اي التزام او حتى تعهد من الجانب الايراني لم تحصل عليه الدول الأوربية وأمريكا على الاقل لأيقاف عجلة التطور النووي وهذا يعني ان ايران مستمرة في برنامجها بيد علمائها النوويين واليد الثانية مستمرة في التفاوض مع الدول الكبيرة وتتصافح وتلتقط الصور معهم ..
لكن الامر اليوم بالإضافة الى ملفها النووي اخذ منحى اخر مضافا الى تلك المخاوف التي كانت تصدر من هنا وهناك وهي خجولة سابقا لتظهر علنا من دول الخليج العربي وأمريكا والدول الاوربية وإسرائيل ان ايران عادت امبراطورية تهيمن وبقوة على الدول العربية وأن مفهوم وتصدير الثورة الايرانية التي ظهرت في الثمانينات من القرن الماضي الان حان تصديرها الى الدول المجاورة والبعيدة لها والهيمنة على الدول العربية في تلك الدول التي يوجد في دولها مكونات شيعية كالسعودية والبحرين والعراق وسوريا واليمن وغدا بعد ان يسير التشيع بخطاه المتسارعة في دول اخرى
 كشمال افريقيا ومصر اي ان ايران تعتبر نفسها اليوم الاب الراعي لتلك الدول ولشعوبها الشيعية وهي كما يصدر في بعض صحفها ومسئوليها ان عليها التزام اخلاقي وشرعي وسياسي لوجودها بالكيفية التي تحتم الظروف في تواجدها ففي سوريا مثلا ايران لها قوة قتالية واستشارات عسكرية وفي لبنان كذالك وهي تدعم حزب الله علنا بالأسلحة والمال والاعلام والعراق ليس ببعيد عن الوجود الايراني الشيعي في المنطقة وهذا ما جعلها بعد نجاح وجودها في تلك الدول ان تعلن وجودها ايضا في اليمن وتدعم الحوثيين على الرغم من ان هذا الدعم لم يكن واضحا لكن على الاقل انه موجودة
 بنفسها وإعلامها وشرح مواقفها وكذالك في البحريين الذي ينتفض الشعب اليمني الشيعي ومنذ سنوات في بلده ضد حكومته وهذا كما اضن يجعل من البحرين الدولة الاكثر قلقا من قبل الدول الخليجية وخاصة السعودية التي لها وجود عسكري في اليمن والتي هي ايضا تعتبر نفسها الاخت الاكبر او الدولة التي لها ايضا مسئوليات اتجاه تلك الدول والتي ابرمت معاهدات في مجلسها الخليجي للدفاع المشترك ..
لسنوات قريبة لم تكن ايران لها وجود بهذه القوة وان كان فوجودها مغطى ولم يكن علني او خجول او تخشى من ردات الفعل العالمية في التدخل في شؤون دول اخرى لكن اليوم الامر مختلف فهي تجاهر في ذالك اعلاميا وسياسيا وعلى ألسنة كبار مسئوليها بالرغم من الوضع الاقتصادي الحالي الضعيف التي وضعت فيه ايران نتيجة العقوبات الدولية عليها بسبب البرنامج النووي ..
تدخل ايران جاء لأسباب عديدة اهم تلك الاسباب هو الشعور بالضعف والوهن السياسي التي تمر به الدول العربية قاطبة وعدم استطاعتها التوحد واتخاذ قرارات لردع وأيقاف اي تحرك من هذا النوع سواء لإيران او امريكا او اسرائيل حتى سقوط بعض الدول العربية التي تضم مكونات شيعية على يد منظمات ارهابية وتهميش وقتل لأبناءها على يد تلك المنظمات المدعومة من دول عربية تعلن بفتاواها وأموالها ورجالها حربا ضد تلك الدول التي يعتبرها الايرانيين الظهير الأول او الخندق الامامي في الحفاظ على التجربة الايرانية الدينية كذلك فأن الدول العربية القوية على الاقل
 نفضت يدها من العون وسحبتها من مساعدة اشقاءها العرب لتجد ايران الفرصة سانحة في الوجود على اراضي تلك الدول وتقارب المشروع الديني المتشدد الايراني في بعض الدول العربية والتي تعتبر ذات مشروع ديني واحد شيعي الابعاد زائدا الخشية الايرانية من التدخل الدولي في تلك الدول والتي ربما تحاول تقويض الدولة الايرانية وبرامجها الانفتاحية والتصديرية على العالم العربي والإسلامي ومحاولة دول عظمى الحصول على موطأ قدم في اراضي تلك الدول وبناء قواعد عسكرية تطال الدولة الايرانية ,,الموقع الجغرافي الايراني الكبير والمجاور للأقليم العربي وعلى دول
 اسلامية اخرى كأفغانستان وباكستان والخليج العربي هذه الحدود الطويلة البحرية والبرية يجعل ايران قريبة من بؤر التوتر والصراع على المنابع بين لدول الاخرى اوربا وأمريكا ..
طبعا من الاسباب التي يجب ان لا تغفل سقوط انظمة دكتاتورية دموية شرسة كانت في فترات طويلة دول مقفلة على ساكنيها وشعوبها ولا تسمح ابدا من التطلع الى الاخر كالعراق ومصر وسوريا وليبيا مما اعطى مسوغ لمواطني تلك الدول البحث عن الدولة الراعية لتجاربهم وثوراتهم التي تقترب كثيرا من المشروع الايراني التي نادى به مؤسس الدولة الايرانية في الثمانينات من القرن المنصرم ومحاولة استنساخ التجربة الايرانية في تلك الدول ونقلها الى دول الداير الاقليمي لجمهورية ايران مع الخطاب الايراني الذي يعتبر خطابا معتدلا يغري شعوب المنطقة مقارنة بخطابات
 الدول العربية الاخرى التي لا تقبل من قبل هذه الشعوب الخارجة للتو من العنف الحكومي لتتلقفها خطابات سياسية تحررية ايرانية تجرها الى مدارات الفلك الايراني بعيدا عن خطابات الفتاوي المتطرفة والتي لا تريد ان تسمع من الاخر وتحترم اراءه ووجوده وانتماءه العرقي والمذهبي …
بروز ايران كقوة تتصارع علنا مع العالم من اجل تثبيت تواجدها النووي والفكري نمى لدى الشارع في بعض الدول العربية ان تلك الدولة هي راعية للحرية والانعتاق من هيمنة وشرانق الدول العظمى كما هو حال بالتجارب في ستينات وسبعينات القرن الماضي وبروز شخصيات ودول ينظر لها بأنها الراعية لتطلعات الشعوب والدول المستضعفة كما تسميها ايران ودول الاستكبار العالمي او الدول الامبريالية كما تسمى آنذاك في الجانب الاخر من المعادلة ,,ان اللعب بهدوء على حبال السيرك هذه من قبل ايران وبترو وبوتيرة غير مستعجلة ولمديات زمنية ليست محددة جعل ايران تخطو خطوات
 واثقة من تحركها باتجاهات محسوبة بدقة السياسي الايراني والمفاوض الدبلوماسي المحنك دون الوقوع في افخاخ الوعود الامريكية والأوربية وعدم الاهتمام بتلك الوعود حتى لو تطلب الامر اضافة حصارات اقتصادية وسياسية عليها لكن تجد ان ايران دائما متحررة من تلك الحصارات نتيجة وصولها تقريبا الى الاكتفاء الذاتي كذالك قبع المجتمع الايراني يعيش تحت قوانين داخلية صارمة تجعل منه لا يبتعد في نقده او اعتراضه بعيدا عن اسوار الجامعة على اكثر تقدير او جدران البيت ولهذا فالمراهنة على التغيير من الداخل التي تعتقده امريكا واوربا اثبت فشله ومنذ سنوات
 عديدة وعدم قدرة تلك الاهداف من الظهور للعلن ابدا لأن كبتها وإنهاءها سيكون جاهزا بمجرد الاعلان عنه كما حدث قبل سنوات في الانفتاحيين في الانتخابات الايرانية قبل الماضية .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات