10 أبريل، 2024 7:23 ص
Search
Close this search box.

هل حان الوقت لأقامة ألدولة الكردية في العراق!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لعبت القضية الكردية في العراق دورا تدميريا منذ تأسيسه الى يومنا هذا؛فقد شغلت مساحة واسعة في ألشأن ألعراقي وكلفته ألوف ألضحايا وخسائر أقتصادية  جسيمة وزعزعت أستقراره ألداخلي وشجعت دول ألجوار وألدول الكبرى للتدخل في شؤونه ألداخلية ومازالت.وبرغم محاولات ألحكومات العراقية المتعاقبة ؛الملكية منها والجمهورية للتفاوض لحلها ولكنها جميعا بائت بالفشل.
يطالب ألأكراد بحقوقهم القومية منذ فترة طويلة وقد تدرجت من حقهم بأستخدام لغتهم ألقومية  الى ألحكم ألذاتي ؛نجحت في العراق لضعف موقف العراق وكثرة أنقلاباته العسكرية وخلافاته الداخلية ولكنها فشلت في الدول المجاورة !!.
يشعر ألأكراد في الوقت الحاضر ان فرصتهم الذهبية أصبحت أقرب ألى الواقع في أقامة دولتهم في كردستان العراق لعوامل جديدة حصلت على ألأرض ومنها:
*ألأستقرار الذي تتمتع به ألمنطقة الكردية بالقياس الى بقية أنحاء العراق  وخاصة بعد أنتعاش واقعها ألأقتصادي بعد ألسقوط.
*ألتعاون ألوثيق بين ألقيادات الكردية وألدولة العبرية في كافة المجالات ألأستخبارية والعسكرية وألأقتصادية وحاجة آسرائيل لموطئ قدم لمراقبة آيران وخاصة فيما يتعلق ببرنامجها النووي ؛والكل  يعرف أن لجميع  الحركات ألكردية ألمسلحة علاقات وثيقة بأسرائيل منذ عقود ؛ويعرف ألأكراد أن ألوصول للأدارة ألأمريكية يتم عن طريق أللوبي الصهيوني ؛وبالتالي فقد حضي ألأقليم بموقع خاص لدى ألأدارات الأمريكية ألمتعاقبة ألجمهورية وألديمقراطية على حد سواء.تصريحات نائب الرئيس ألأمريكي ألأخيرة بأن أقليم كردستان خط أحمر في ألسياسة ألأمريكية يصب في هذا ألأتجاه؛كما أن تصريحات أبن ألرئيس طالبان مؤخرا بأن ألأكراد يسعون لأقامة لوبي في أمريكا مشابه للوبي الصهيوني لتأيد أقامة دولة كردية في شمال ألعراق يؤكد وجود جهود  تبذل بهذا ألأتجاه.
*أستفادة ألأقليم من ألموارد ألمالية ألكبيرة التي يحصل عليها من الحكومة ألأتحادية ؛ألى جانب أحتفاظها بموارد ألنفط ألمنتج لديها وبيعه لحسابها وتحصيل موارد ألمنافذ الحدودية وفرض رسوم كمركرية على المواد التي تستوردها ألحكومة ألمركزية هذا بألأضافة الى نسبة17.5% ومواد البطاقة ألتموينية جعلها تزدهر أقتصاديا وتطوير بنيتها ألأساسية.
*تلعب دورا تخريبيا وتحريضيا لتأجيج الصراع بين ألمكونات ألسياسية السنية والشيعية  العربية ؛مما أضعف ألحكومة ألمركزية وأشغالها بأزمات مستمرة من أزمة تشكيل ألوزارات الى سحب ألثقة ؛والتصريحات ألأخيرة لقيادات كردستان التي تصف فيها قوات دجلة بأنها تمثل مكون واحد {وتعني ألمكون ألشيعي }وبالتحديد تصفها بالمليشيات  وهي تطلق عادة على المجموعات المسلحة الشيعية!!
*أصبحت ألدولة ألكردية أمرا واقعا ؛حيث أن معظم دول العالم تتعامل مع رئيس ألأقليم ألبارزاني كرئيس دولة وتتعامل معه برتوكولينا على هذا ألأساس؛كما أن أكراد ألدول ألمجاورة يعتبرونها ألأساس في تكوين دولتهم ؛وموقفها ألأخير من تزويد أكراد سوريا بالمال وألسلاح وقتالهم للجماعات ألمسلحة ألعربية ألتي تقاتل ضد النظام السوري ؛تمهيدا لأقامة أقليم كردي آخر مشابه لما عليه في العراق مستغلة الفوضى ألموجودة في سوريا!!.
*على الجانب ألآخر في ألمناطق العربية السنية والشيعية ومكوناتها السياسية في حالة من الهرج والمرج وألفوضى ألعارمة وألأقتتال قائم على قدم وساق منذ السقوط الى يومنا هذا .فالمكونات السياسية ألعربية الشيعية منقسمة على نفسها فما يسمى بالتحالف ألوطني فيتألف من مكونات غير متجانسة متذبذية في سياساتها وفي ولائاتها؛ويتسابق معظم قادتها على ملئ الكروش والجيوب {وكل يغنى على ليلاه}؛وممازاد في الطين بله هوسيطرة أهل ألعمائم على الرأي العام الشيعي بطقوس يدعون أنها دينية للسيطرة على الشارع وتحريكه حسب رغبتهم ضد هذا الطرف أوذاك ؛والسيطرة على صناديق ألأقتراع بأستخدام هذا المرجع أو ذاك لتحقيق أهداف سياسية ومالية ودنيوية في آن واحد .لقد غسلوا عقول ألناس ألبسطاء في ترويج أحاديث كاذبة لتشجيع هذه الطقوس حتى وصل عدد أيام ألعطل الرسمية في ألعراق ألى أعلى نسبة في العالم وتقدر بحوال 180يوما في السنة ؛تخوف ألمكون ألشيعي من ألهجمات التي تقوم بها ألمجموعات ألأرهابية والتي حصدت مئات ألألوف من ألأروح ألبريئة ؛الى جانب مقاطعة دول الجوار الخليجية للنظام الجديد لأعتبارات طائفية ؛جعلتهم مرغمين الى ألأرتماء في أحضان النظام ألآيراني.
أما ألمكون ألعربي السني فهو ليس أفضل حالا من ألمكون ألشيعي فيتألف من كيانات هزيلة تبحث عن ألكراسي والمال وأبتعدت عن الجماهير التي أنتخبتها وتركتهم بعدما حصلت على ماتريد ؛وأنقسمت القائمة العراقية التي تمثلهم الى شيع وأحزاب ؛كما شجعت بعض هذه الكيانات ألمجموعات ألأرهابية وخاصة بعد السقوط بسبب خسارتها للحكم التي كانت تتربع عليه لأكثرمن ثمانين عاما .ووقعت بنفس ألأخطاء ؛وسقطت  في أحضان الدول ألسنية وخاصة السعودية وتوابعها في طلب العون والدعم.
من كل ماتقدم يمكن القول أن مراجعة التاريخ  بعناية وتدبر؛ ونتيجة لتجارب حصلت في الماضي القريب يجعل التفكير جديا ؛بالتفاوض مع ألأكراد بأقامة دولتهم في أقليم كردستان أليوم قبل ألغد؛ للأعتبارات ألتالية:
1-ألخطاب الذي ألقاه ألرئيس التونس ألحبيب بورقيبة في مؤتمر القمة العربية في عام 1962وألذي دعى فيه الى ألأعتراف بدولة آسرائيل وألتفاوض معها في أقامة دولة فلسطينية بموجب قرارات التقسيم لعام1948وألتي جوبهت في حينها بمعارضة وأستنكار من قبل ألحكومات ألعربية وخاصة القومجية منها وألتي لوقبلت في حينها لما خسر العرب مئات ألألوف من ألأرواح البريئة وألخسائر ألأقتصادية ألباهظة التي تركت بصماتها على حياة المواطن العربي منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا ؛ولربما تكونت دولة فلسطينية كاملة السيادة ولديها جيش قوي يطالب بحقوق شعبه؛ولسقطت نظرية آسرائيل أنها محاطة بدول تحاول رميها في البحر وحصلت على دعم من أمريكا وألدول ألأوروبية؛فألى جانب ضياع فلسطين بكاملها ؛أحتلت أسرائيل أراضي عربية في مصر وسوريا ولبنان ألى يومنا هذا.
2-تجربة ألسودان:خاضت السودان حروب أهلية بين الجنوب وألشمال كلفت ألسودان خسائر بالأرواح قدرت بمئات ألألوف ومئات ألمليارات من الدولارات وأستمرت لأكثر من عشرين عاما وكانت ألنتيجة قيام دولة ألسودان ألجنوبي ؛فماذا أستفاد السودان من شعارات ألوحدة ؛سوى بقاء الحكومات العسكرية الدكتاتورية في السودان .
أن قيام دولة كردية في شمال العراق سيساهم في تحسين ألأوضاع ألأمنية وألأقتصادية في العراق ؛فبدلا من دفع أموال طائلة للأقليم يمكن ألأستفادة منها في تحسين البنية ألأساسية ألمدمرة وفي ألنهاية سينفصل ألكراد عاجلا أم أجلا ؛ولو لوحصلت الحرب بين ألجانبين لاسمح ألله؛ فستزهق ألأرواح ألبريئة بعشرات الألوف وسيرجع ألعراق الى القرون ألوسطى ؛الى جانب أن ألدولة الجديدة ستقع في كماشة بين مطرقة الدولة التركية  القوية وسندان الدولة الأيرانية ألقوية وستصبح تحت رحمتهما ؛وبالتأكيد أن ألمخدر ألتي تستخدمه الكيانات ألكردية في دولة أربيل ودولة ألسليمانية في أقامة دولة سينتهي وتعود ألخلافات بين المكونين للتقاتل بينهما على ألسلطة والمال كما حصل ذلك في تسعينات ألقرن ألماضي.أن حالات مماثلة حصلت في ألأتحاد ألسوفيتي السابق وتشكسلوفاكيا السابقة ؛ وتجري ألآن في مقاطعة كاتلونيا أستفتاء للأنفصال عن أسبانيا وستجري أنتخابات قريبا في أسكوتلندا للأنفصال عن بريطانيا .
أنني متأكد سيتهمني ألكثيرون بألأنهزامية وألذيلية وألعمالة وألمعاداة للأمة ألعربية وطموحاتها وحرصهم على وحدة العراق أرضا وشعبا ؛ولكن بمرور ألزمن وبعد أن يقع ألفاس بالراس؛ونشوء  ألدولة الكردية سنتذكر كم كان  ألرئيس بورقيبة على صواب في مقترحه؛وأن غدا لناضره قريب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب