17 نوفمبر، 2024 9:50 م
Search
Close this search box.

هل جربتم أن تعبدوا الله بدون رجال دين .؟

هل جربتم أن تعبدوا الله بدون رجال دين .؟

لنتأمل حال الدين اﻻسﻻمي بكل طوائفه ومذاهبه التي تتسابق فيما بينها كفأر يركض داخل دوﻻب  الى ماﻻنهاية  للفوز بجائزة الفرقة الناجية  التي تدعي كل منها إن غايتها الوصول باﻻنسان ليس للكمال وانما الى الدرجة التي تجعل منه كائناً قادراً على التغلب على نزواته وغرائزه التي غرسها الله به للحيلولة دون الوقوع في معصية الخالق متفضلين عليه بمنحة تذكرة  دخول الى الجنة
في تسعينيات القرن الماضي ومع ظهور القنوات الفضائية تسلل عرّابو هذا السباق الى شاشات التلفزيون مستغلين هذه الفُسحة التي منها استطاعوا أن يؤسسوا لهم منابراً  الظاهر منها الموعظة لكن الباطن منها هو نفث السموم في عقول الناس البسطاء لتدجينهم وحشدهم لخوض حروب فكرية ومذهبية ﻻناقة لهم فيها وﻻ جمل .. حروب النزوات ومن هذه الحروب التي لن تنتهي مادام هناك معممين يحرضون على القتل يعتلون المنابر وتشاهدهم اﻻطفال صباح مساء على شاشات التلفاز  هي حرب اﻻحقية بالخﻻفة بين عمر وعلي !! الحرب التي أُزهقت وستزهق من اجلها مﻻيين اﻻرواح ..والسؤال هنا هل بالفعل يستحق الرَجُلين أن تسفك من اجلهم أنهار الدماء التي سالت تحت اقدامهم .؟ بالتأكيد ستكون اﻻجابة باﻷيجاب خصوصاً  من أناس مُخدّرين مُسيّرين كالروبوتات بفعل جرعات التحريض على الكراهية التي تلقوها من شياطين المنابر .
بعد أن افقدوا المساجد والحسينيات قيمتها الروحية وجعلوا منها مرتعاً للسراق وشذاذ اﻻفاق والمحرضين على القتل والكراهية  اتجه ما يسمى برجال الدين للبحث عن اقرب الطرق التي تصل بهم الى سدة الحكم وها هي اليوم  الكثير من البلدان (اﻻسﻻمية) ترزح تحت حكمهم الذي تحول الى تسلط على رقاب العباد وتحكم بمصائر الناس في دينهم ودنياهم … انها الطامة الكبرى التي وقعت على رأس هذه المجتمعات… فأجتماع السياسة والدين في جسد واحد بالتأكيد ستنتج لنا مسخاً محترفاً بالقتل والسرقة .!! ونتاج هذا المولود الجديد ما نشاهده اليوم من مشاهد القتل والدمار التي تحيط بنا في الكثير من اﻻماكن … إن خطيئة تمكين(رجل دين ) من الوصول الى السلطة ومنحه الفرصة للسيطرة على اموال طائلة بالتأكيد انه سيستثمرها في امرين ﻻثالث لهما اﻻول تقوية سلطته الشرعية المستمدة (في نظره) من السلطة اﻻلهية…  فيبدأ ببناء مساجد وحسينيات ﻻفائدة منها سوى تخدير وتدجين اكبر قدر ممكن من المريدين له من شعب مريض يبحث عن من يبني له مستشفى … والثانية تقوية سلطة دولته ليضرب بها من يعارضه وبذرائع شتى اما مخالفة شرع الله او مخالفة القانون .!
والخطر الحقيقي يكمن هنا في  ازاحة هؤﻻء من السلطة لن يكون باﻻمر الهين  بأعتبارهم  من وكﻻء الله على اﻻرض وكلما طال بقائهم في السلطة  صَعُب ازاحتهم وباﻻخص في بلدان شعوبها ﻻزال الجهل والخرافة ينخر عقولهم وﻻزالت تعتقد أن عبادة الخالق تحتاج لواسطة نقل بينه وبينهم .              
واليوم نﻻحظ إن الكثير من انظمة الحكم ( اﻻسﻻمية )  كتركيا والسعودية وايران وماتقوم به من استنساخ لتجربتها في العراق ولبنان واليمن اذا مااستثنينا الدولة اﻻسﻻمية في العراق والشام ( داعش ) تؤكد ماذكرناه  وبدأت تطبيق نظرية ( اﻻلتصاق بالسلطة ) بما إن شرعنة اﻻستيﻻء على  السلطة و الحكم بأعتباره منحة لهم من الله كونهم وكﻻء على خلقه .
السؤال هو اين الحل .؟
لنتعلم من تجربة اﻻمم اﻻخرى … فالمجتمعات اﻻوربية قديماً عانت من رجال الكنيسة اكثر مما نعانيه نحن اليوم من (رجال الدين ) بعد أن استعبدوهم طيلة قرون وجروا عليهم ماجروا من ويﻻت وحروب ودمار  استدركوا امرهم وجردوا الكهنة من سلطتهم وادخلوهم الى كنائسهم واغلقوا اﻻبواب عليهم ﻻنهم ايقنوا إن كل مصائبهم كانت بفعل نزوات وشهوات ثلة من رجال الكنيسه … وكانت ردة الفعل كبيرة بحجم الدمار الذي تسببوا به فأبتعد الناس عن الكنيسة وعبادة الله  واتجه الكثير منهم نحو اﻻلحاد تاركاً خلفة كل ما يدعوه للتحول من انسان الى الة للقتل والكراهية بعد أن ادرك الكثير أن عبادة الله ﻻ تحتاج الى وسيط وﻻ شفيع … والعجيب في اﻻمر إن ابتعاد اﻻوربيين عن ( رجال الدين ) ودور عبادتهم اضفى عليهم نوع من السكينة واﻻمان نشاهده اليوم في تعامل اﻻنسان اﻻوربي مع اخيه اﻻنسان دون اﻻلتفات الى اصوله العرقية او الدينية وابتعادهم عن الكراهية والعنف .
يبدأ الحل اوﻻً في نزع الخوف من قلوبنا   لتجريد هؤﻻء من صفة اﻻلوهية التي يحيطون انفسهم بها وأن نُقنع انفسنا إن هؤﻻء اﻻ بشر مثلنا يسرقون … ويقتلون … ويزنون …ويكذبون .!!  وﻻفرق بيننا وبينهم اﻻ بما يعتمرون من عمائم مختلفٌ الوانها ..فليس من المعقول إن كان دين اﻻسﻻم دين يسر ﻻدين عسر هل عبادة الله تحتاج الى هذا الكم الهائل من ( رجال الدين ) الذين كل منهم يدعي المعرفة والباقون على خطأ حتى  تشابهت علينا العمائم وعمت الفوضى وتركت الناس امور دينها وخالقها وكل منا رفع رايته التي يعتقد انها راية الحق واتجهنا جميعاً لقتال  وتكفير بعضنا البعض …فليس من المعقول أن تعبُد الناس اله واحد في السماء  ومجموعة الهه في اﻻرض واﻻثنان يريدون أن تعبدهم الناس حتى يأتي اليقين ..ومن يعصيهم فعقابه واحد في الدنيا واﻻخرة .!
وانتم المسلمين اليوم يجب أن تتداركوا امركم وتُدخلوا هؤﻻء الدجالين الى مساجدهم  وحسينياتهم وتقفلوا اﻻبواب عليهم وتوقفوهم عند حدهم بعد أن عاثوا في ارضكم وعقولكم  فساداً طيلة الف واربعمائة عام ﻻن ردة الفعل ستكون قاسيتاً  عليكم وعلى ابناءكم في المستقبل  إن اصر هؤﻻء على حشر انوفهم بينكم وبين خالقكم .
وأصرخوا في وجوههم  (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) جربوا  أن تعبدوا الله بدون ( رجال دين ) عودوا الى انسانيتكم فأن الدين معاملة .
[email protected]

أحدث المقالات