يبدو أن العراق المبتلى والمنكوب أرضاً وشعباً وتحديداً منذ عام 1980 , وعلى مدى ما يقرب من 36 عام , لم يتوقف أعداء الله والإنسانية من جعله ساحة حرب عالمية , ومنطقة صراع لتصفية حسابات وتطبيق وتنفيذ أجندات دولية وإقليمية , وجعله أكبر ساحة تجارب ومختبر ومسلخ ومرجل يغلي على مدار الساعة , لإبادة وقتل وشوي ودفن أبنائه وهم أحياء , وتشريد أكبر عدد ممكن من سكانه داخل وخارج العراق , لكنه أيضاً حسب جميع الشواهد والمعطيات بات البلد والدولة الوحيدة على وجه الكرة الأرضية منذ انتهاء الحربين العالميتين الأولى والثانية عام 1945 , ومنذ نهاية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي السابق عام 1989 , أصبح ساحة ومختبر وحقل تجارب أسلحة فتاكة للدول العظمى والشركات الكبرى المصنعة والمصدرة للأسلحة , التي جربت وطورت مدى قدرة وفعالية أسلحتها التدميرية , بداً من الحرب العراقية الإيرانية مروراً بحربي الخليج الثانية والثالثة والحرب الرابعة على ما يسمى الإرهاب ؟, التي تدور رحاها على ما يسمى ” داعش ” ؟, وصولاً لحرب الإبادة الجماعية بواسطة التفجيرات بواسطة الأسلحة المحرمة دولياً التي صنعتها الدول العظمى والدول الاقليمية وجربتها وما زالت تجري عليها تجارب فقط في العراق , كما هو حصل ويحصل منذ حزيران 2014 , بما فيه السلاح الفتاك الأخير الذي استخدم في تفجير منطقة الكرادة قبل بضعة أيام .
لقد كتب وحللَ وخاض الكثير من الكتاب والمحللين المدنيين والعسكريين وعوائل الضحايا حول ما جرى في أبشع وأسوء تفجير إجرامي منذ بداية الاحتلال , ألا وهو تفجير السوق أو المركز التجاري في منطقة الكرادة المنكوبة قبل حلول عيد الفطر بيومين فقط !؟, والذي بحد ذاته يعتبر ثاني أبشع وأكبر جريمة نكراء ترتكب بحق العراقيين المدنيين الأبرياء العزل , بعد ارتكاب الولايات المتحدة الأمريكية جريمة ملجأ العامرية في 13 فبرايرعام 1991 , والذي راح ضحيته آنذاك .. أكثر من 400 شهيد عراقي مدني أعزل جلهم من الأطفال والشيوخ والنساء .
كثر الكلام واللغط والتكهنات عن أسباب ودوافع وتوقيت هذا التفجير الإجرامي البشع , ومن يقف ورائه ؟, ومن هو أو هي الجهة المستفيدة منه ؟, ولكن في نفس الوقت كثر اللغط عن المادة أو المواد والسلاح الذي تم استخدامه في هذا التفجير !!!, أو بالأحرى إجراء تجربة عن مدى قوته وفعاليته التدميرية في مثل هكذا أماكن !؟, وهل سيتكرر استخدامه مجداً في العراق؟, أو في أي مكان آخر من العالم ؟, ومن هي الدولة التي قامت بتصنيعه وإجراء هكذا تجربة عليه … والتي .. أي هذه التجربة بلا أدنى شكل لا يمكن إجرائها على أي مكان أو بقعة من العالم .. إلا في مكان واحد وفي بلد مضطرب ومستباح لكل من هب ودب وغير آمن وغير مستقر منذ أكثر ثلاثة عشر عاماً كما هو العراق الجديد !؟. لا نود ولا نريد أن نسهب في التفاصيل ونذهب بعيداً , خاصة عن مدى فعالية وتاريخ استخدام الأسلحة الفتاكة التي استخدمتها بعض الدول في حروبها , وعلى رأسها أمريكا , التي استخدمت شتى أنواع الأسلحة المدمرة والمحرمة دولياً في جميع حروبها , منذ أن ألقت القنابل النووية على اليابان , مروراً بالحرب الفيتنامية وأسلحة النابالم التي استخدمتها ضد الثوار الفيتناميين … ألخ من الحروب , واستخدامها لسلاح اليورانيوم المنضب في حرب الخليج الثانية , الذي ستبقى آثاره المدمرة على البشر والحجر والتربة والزراعة لآلاف السنين , وصولاً للسلاح الفتاك الذي استخدمته في معركة مطار بغداد بداية احتلالها للعراق لحسم المعركة سريعاً , ولكن كل الدلائل والقرائن تشير بأن السلاح الذي تم استخدامه في إرتكاب جريمة الكرادة النكراء , ما هو إلا سلاح فتاك مشابه أو قريب جداً من تلك الأسلحة , التي تعتبر أسلحة دمار شامل بكل المقاييس لما خلفه من دمار وخراب وخسائر بالأرواح , وما هو السبب وراء استخدام مثل هكذا نوع من الأسلحة , وهل كان حقاً عبارة عن عملية إجراء تجربة ميدانية على مدى قدرة وفعالية السلاح الجديد وآثاره التدميرية على البشر والحجر والشجر !؟؟؟.
من هنا يطالب أهالي الضحايا وجميع الجهات القانونية والحقوقيين المنصفين والناشطين في مجال كشف الجرائم , إجراء تحقيق دولي محايد عاجل , لمعرفة نوع السلاح المستخدم في هذا التفجير , وأين تم تصنيعه , وفي حيازة أي دولة !, علماً بأن هذا التفجير والـ 200 ألف تفجير الذي سبقته على مدى 13 عشر عاماً , تقوم الأجهزة الأمنية والحكومية بشكل مباشر وتلقائي بتنظيف المكان فوراً , وتقوم بجمع مخلفات التفجير وحرقها ودفنها في أماكن بعيدة عن أنظار الناس !؟, وهذا ما يدلل ويؤكد بأن الغرض والهدف من وراء ذلك هو محو أثر الجريمة وطمسها وعدم التمكن من معرفة منفذيها .
ولماذا ترفض الحكومة العراقية رفضاً قاطعاً جلب شركة مختصة وخبراء دوليين مختصين في هذا المجال للتحقيق والكشف … على أقل تقدير عن نوع السلاح المستخدم في تفجير الكرادة . أفادة بعض المعلومات والتسريبات … بأن الجارة الإسلامية إيران تحوم حولها الشبهات , وأنها متورطة بشكل مباشر في هذا التفجير , وقد قامت مع سبق الاصرار والترصد والتجسس وانتقاء المكان والزمان والاستفادة من هذا الظرف السياسي وهذه الفوضى العارمة التي تعم العراق والمنطقة , خاصة بعد ما يسمى تحرير مدينة الفلوجة من داعش ؟, ولهذا أقدمت على الفور بإجراء تجربة ميدانية على سلاح فتاك أنتجته ترسانتها ومختبراتها العسكرية في هذا المكان بالذات , والذي يعتبر معقل لأجهزتها ومخابراتها وللميليشيات الموالية لها , ومنطقة نفوذ عميلها وأبنها البار عمار الحكيم والمجلس الأعلى الذي يتزعمه , للتأكد من قدرته التدميرية وآثاره , وضرب أكثر من عصفور وتحقيق أكثر من غاية وغرض وهدف في آن واحد …أخيراً ننبه ونحذر الشعب العراقي في جميع أنحاء العراق , وشعوب ودول المنطقة العربية وجميع دول العالم , بأنه لا قدر الله وفي حال لم يتم كشف ملابسات هذا التفجير الإجرامي وتحديد هوية الفاعل الحقيقي ونوع السلاح المستخدم فيه , فإنه بلا أدنى شك ستتطور أماكن و أساليب استخدامه , وسيتكرر في أماكن أخرى من العراق , وربما لا قدر الله سيطال أضرحة ومراقد بعينها هنا وهناك مكتضة بالناس … اللهم هل بلغت .. الله فاشهد .