23 ديسمبر، 2024 9:47 ص

هل توحدنا ملابس داعش الداخلية؟

هل توحدنا ملابس داعش الداخلية؟

لم اكن انوي النفخ في “داعش” وتحويلها الى بعبع او اسطورة بحيث جعلت الادارة الاميركية والاتحاد الاوربي ومعهم كل العالم “ما عدانا نحن وسوف تاتيكم السالفة” منشغلون بها بل “دائخون سبع دوخات”. اعلامنا بمختلف مستوياته واجنداته غير مهتم بداعش كعدو او قصة او مصيبة بقدر ما هو مهتم بالقضايا والخلافات والمشاكل والاشكالات نفسها التي ادت الى تغوّل داعش وتمددها بنحو ثلث الاراضي العراقية ومثلها السورية وتهدد دول الجوار بل وحتى العالم. لكن صحيفة “الغارديان” البريطانية كشفت عن وجه اخر للكيفية التي نشأ فيها هذا التنظيم وتمدد؟ فطبقا لاحد قياديي داعش الذي تحدث الى الصحيفة باسم مستعار “ابو احمد” فان عددا كبيرا من عناصر داعش ممن كانوا في سجن بوكو وكان من جملتهم من اصبح فيما بعد زعيم داعش الحالي ابو بكر البغدادي اتفقوا جميعا على ان يلتقوا عندما يخرجون من السجن “وكانت وسيلة إعادة الاتصال سهلة. كتبنا تفاصيل كل شخص منا على (شريط الأستيك المطاط) الموجود في السراويل الداخلية. وتواصلنا عندما خرجنا. كان أي شخص مهم بالنسبة لي مكتوب على شريط المطاط الأبيض. كان عندي أرقام هواتفهم وقراهم. وبحلول عام 2009. كان الكثير منا قد عاد للقيام بما كنا نقوم به قبل اعتقالنا. ولكننا كنا نقوم بذلك هذه المرة على نحو أفضل”. هذا بالنسبة لداعش حسب رواية قياديها ابو احمد للغارديان. فماذا عن جبهتنا الداخلية؟ الاجابة المنطقية لابد ان تكون هذه الجبهة متراصة, قوية, حصينة, منيعة على طريقة “اخوان سنة وشيعة هذا الوطن منبيعه”. لكن هل هذا هو ما موجود الان على ارض الواقع؟ الاجابة غير المنطقية تقول لا. وانا اقول لا كذلك ليس لان داعش تمكنت من توحيد مواقفها من خلال الملابس الداخلية على اهمية هذه “الفيكة” في التخلص من نمط الرقابة الاميركية عليهم في السجن والتي عليها الكثير من علامات الاستفهام. بل لاننا “جبناها” خلافات تنطح خلافات من 2003 والى اليوم الامر الذي جعلنا صيدا سهلا حتى لمن تمكن من توحيد نفسه ومواقفه من خلال “لباس ابو التجة” لمن يتذكره. ولان المجال لايتسع لذكر المزيد من الامثلة والدلائل على ما اقول سوف اركز على جزئية واحدة وهي من يحقق النصر على داعش؟ في الحروب عادة يتقابل جيشان وفي النهاية ينتصر احدهما وينهزم الاخر. في حربنا مع داعش الامر مختلف ودلائله ونتائجه في غاية التشابك والاختلاف. فنحن لدينا الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة والمليشيات والصحوات وقوات العشائر وربما فصائل اخرى وقوات التحالف. وبلا شك ان هذه الجيوش والفصائل والحشود منقسمة مذهبيا الى

سنة وشيعة باستثناء البيشمركة الكردية التي تصنف نفسها على اساس قومي. وكذلك التحالف الدولي الذي يبدو انه ليس في وارد الدخول في قصة الخلاف حول النصر. ولكي اعطي مثالا واحدا على اشكالية النصر فيما لو تحقق ونتمنى تحقيقه “اليوم قبل باجر” هي برقية التعزية الحارة التي بعثها قبل ايام احد قياديي الحشد الشعبي الى النائب ظافر العاني حين تمكنت الاجهزة الامنية ومعها الحشد الشعبي من استعادة بيجي من يد داعش.. كان فحوى البرقية بالغ الدلالة ونصه .. نعزي النائب ظافر العاني على اندحار عصابات داعش. “هسه شفتوا اشسوت بينا ملابس ابو بكر البغدادي الداخلية؟”