أثار الفديو الذي أنتشر على مواقع التواصل الأجتماعي والسوشيال ميديا ، عند زيارة دولة الرئيس الأخيرة الى بريطانيا ، لغطا كبيرا وكثيرا في الشارع العراقي ، حيث ظهر شخص كويتي! ، يحمل بيده صورة كبيرة لشاب لا يعرف من هو؟ ، وأخذ هذا الكويتي يتلفظ على السيد ( أسعد العيداني)! محافظ البصرة الذي كان ضمن الوفد الذي رافق دولة الرئيس في زيارته ، بألفاظ نابية! ، متهما أياه بتسليم صاحب الصورة الذي يدعى (سلمان الخالدي) الى السلطات الكويتية! . أصل الحكاية وحسب ما تتناقله الأخبار تقول ، بأن صاحب الصورة أسمه (سلمان الخالدي) وهو شاب كويتي معارض للنظام! ، صدرت بحقه أحكام بالسجن ( 11 حكم) ، كما أنه مطلوب من قبل (الأنتربول) منذ 2003! ، وآخر الأحكام التي صدرت ضده كانت في شهر يونيو/ حزيران / 2024 لمدة 5 سنوات مع الشغل والنفاذ ، بتهمة تتعلق بأمن الدولة وهي العيب بالذات الأميرية . ولكن الغريب في الأمر أن (سلمان الخالدي) ، جاء الى العراق والى محافظة البصرة! ، بعد هروبه من الكويت ، بسبب الأحكام التي صدرت بحقه ، والسؤال هو لماذا أختار العراق ؟ ولماذا محافظة البصرة تحديدا؟ ، وهل يعتبر ( سلمان الخالدي) معارض سياسي ضمن توصيف المعارضة السياسية في عالم السياسة وقواميسها؟ أم هو مجرد مواطن شتم وسب الذات الأميرية في لحظة غضب أو ما شابه ذلك؟ . للتوضيح نقول ، بأن غالبية الدول العربية فيها معارضة سياسية في الداخل والخارج ، وفيها أحزاب ومعارضين وسياسيين ورموز وأسماء ، أستثاء من دول الخليج!! ، حيث لم نسمع من قبل أن هناك معارضة سياسية في أحدى دول الخليج ، منذ ان عرفت وظهرت هذه البلدان والدول على خارطة العالم! ، ويعود ذلك ومن وجهة نظري الشخصية الى سببين ، الأول : هو عدم وجود أحزاب سياسية في دول الخليج ، لأن أنظمة الحكم فيها هي مشايخ قبلية ، تتوارث الحكم بين الأباء والأخوة والأبناء ، فلا توجد لديهم أحزاب ولا أنتخابات ولا أي شيء آخر كما في عالم السياسة المعروف ، ثانيا : أن المعارضة السياسية تتأسس وتتكون عند عدم توفر العدالة والحرية لدى النظام الحاكم ، وعدم حصول الفرد على حقوقه في الحياة وفي العيش الكريم ، والكل يعرف أن الغالبية العظمى من مواطني دول الخليج يعيشون برفاهية حيث وفرت لهم حكوماتهم العيش الرغيد ، وكل وسائل الراحة والأمان ، وكل الضمانات الأجتماعية والحياتية ، بحيث جعلتهم يحتلون المراتب المتقدمة بين كل دول العالم في معدل الدخل السنوي للفرد ، فأي مواطن كان من يكون ، عندما تضمن له الدولة كامل حقوقه وتشعره بالعيش بأمن وأمان ، وله الأولوية والأفضلية في كل شيء ، فمن الطبيعي أنه لا يفكر في السياسة ولا بمعاداة النظام ولا بمعارضته ، وتتولد لديه القناعة بأن السياسة هي شأن الحكومة ومسؤوليها ، وبالتالي هي شغل الرئيس والأمير والملك ، وليس له دخل فيها! ، مادامت الدولة ضمنت له ولأسرته كامل حقوقهم غير منقوصة وضمنت له مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة ، وهنا لابد من الأشارة بأن ( العراقيين طالما سألوا أنفسهم ولا زالوا يسألون الى الآن ، لماذا لا نكون مثل مواطني دول الخليج ونعيش بخير ورفاه وسلام وأمن وأمان ، ونحن دولة خليجية ونمتلك من الخيرات أكثر منهم؟؟) . نعود الى صلب الموضوع ، ومع هذه الأجواء الوردية لصورة العيش والحياة الكريمة والرفاهية في دول الخليج ، ألا أن الأمر لا يخلو من وجود من يعارض السلطات هناك؟؟، حسب ما تشير بذلك الأخبار السياسية والدولية ، وخاصة وتحديدا في السعودية والبحرين! ، ففي البحرين يوجد (أئتلاف شباب 14/ فبراير المعارض ، ولديه مجلس سياسي) ، كما وسبق لحكومة البحرين أن أسقطت الجنسية عن أكثر من 1300 معارض بحريني خلال السنوات القليلة التي مضت! بسبب معارضتهم للنظام حيث ينددون بدكتاتورية آل خليفة! ، كذلك تنقل الأخبار عن وجود مقاومة مسلحة تعمل تحت أسم ( كتائب الأشتر الأسلامية) والتي أعلنت مسؤوليتها عن أكثر من 20 عملية داخل البحرين! وكذلك قيامها في أيار من عام 2024 باستهداف ميناء أيلات الأسرائيلي بطائرة مسيرة! ، وكذلك تنقل الأخبار في آحايين عن وجود معارضة سياسية في شمال شرق السعودية!. وفي الحقيقة وحسب ما تنقله الأخبار ومنها شبكة ( شفق نيوز) وما يتبين أن هذه المعارضة ( البحرينية والسعودية) هي معارضة دينية مذهبية ( شيعية )!! ، وليست معارضة سياسية كما في المفهوم الشائع ، وقسم من المعارضين موجودين بالعراق؟ . والسؤال هل صار العراق ملاذا آمنا للمعارضة الخليجية أن وجدت فعلا؟ ، وهل من مصلحة العراق أن يأوي المعارضين الخليجيين ( الكويت ، البحرين ، السعودية) ؟ أيا كانت معارضتهم سياسية أم دينية ومذهبية؟. الذي نريد أن نقوله ، أن الحكومة العراقية ومن خلال خطابها السياسي حريصة على أدامة علاقتها مع محيطها العربي بكل السبل ، ولا تريد أن تبتعد عنه ، وبالتالي أرى ومن وجهة نظري أن تسليم المعارض ( سلمان الخالدي) الى الكويت ، هي رسالة أطمئنان من العراق الى الكويت وباقي دول الخليج ، بأن العراق لم ولن يكون ملاذا لكل معارض أن كان خليجيا أم من أية دولة عربية ، لأن العراق يحرص على أقامة علاقات حسن الجوار مع كل محيطه العربي والخليجي والأقليمي.