تحرص الكثير من المواقع الاخبارية الالكترونية بضمنها مواقع الصحف والمجلات اليوم على تضمين خانة يومية او اسبوعية لاستفتاءات القراء، حول قضية او ظاهرة مجتمعية عامة، ولاننا محكومين بالقضايا السياسية المعقدة التي تقف دائما كالعقدة في المنشار، فأن تلك المواقع تختار الساخن منها والاكثر اثارة لتطرحه لاستفتاء الجماهير، تمهيدا لجمعه وبيان نتائجه فيما بعد.
والغريب في الامر حالتان، الاولى ان معظم تلك الاستفتاءات لاتشكل قيمة لدى صانعي القرار، فهو لايقلبها ولايشتريها ( حتى بتعريفة)، فالمصالح الشخصية والامتيازات السلطوية اكثر الحاحاً من التوجه لمتصفح الكتروني يعرض اراء الشعب بقضية عامة، والامر الثاني هو ان الجمهور خبر تلك القضية مبكراً، وصار يتعامل معها بتجاهل متبادل،
وفي مثال على تلك الاستفتاءات ماطرحته مؤخراً احدى الوكالات الاخبارية عن توقعات الجمهور بامكانية التوصل لحلول توافقية في المؤتمر الوطني المزمع عقده قريبا لحل الازمة مابين العراقية ودولة القانون، ووضعت لاجل ذلك ثلاثة خيارات للتصويت وهي امكانية الحل وعدمه ولاابالي ، والمضحك (المبكي) ان خانة (لاابالي) احتلت اعلى المراتب، وجسدت مايراه الشعب اليوم في حال حكومته التي لم تمنحه سوى الصراعات والمشاكل العالقة حتى الان، وصار السؤال عن ماسيضعه الموتمر الوطني من حلول لايساوي شيئا امام مايعانيه المواطن من مشاكل كل يوم، أحدهم كان يهم بدفع عربة خضاره الى السوق قال.. (تصالحو.. تزاعلو.. مالذي سيدخل في كيسي منهم) ؟؟ وحتى (برلمان الكيا) الذي شكل متنفساً شعبياً حراً لعموم الناس بعد التغيير طالته عدوى اللاابالية! وصار كل من يستقلها يحرص على الصمت اكثر من اي كلام خصوصا في السياسة، والتي جربها بشغف لكنه عافها سريعا بعد ان لمس عدم جدواها.
ولعل ماجسده الصحفي ورسام الكاريكاتير خضير الحميري في اخر رسوماته ينطبق تماما على سطورنا اعلاه ,, وهو ينقل حوار مابين اثنين عن الفرق بين الدكتاتورية والديمقراطية بالتالي ( الدكتاتورية اذا تكول رأيك تموت وبالديمقراطية محد يسمع رأيك لو تموووت!!) مفارقة موجزة وصائبة ينقلها لنا الحميري لشكل الحريات المعروضة على الشعوب.
ووحدها صفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) حافظت على مسار حريتها بالنقد اللاذع والموجع لكل مايعترضنا من قضايا ومشاكل وخفايا الصدامات والصراعات السياسية والملفات الساخنة ، وتواصل الجمهور معها كل دقيقة بالادلة والصور ومقاطع اليو تيوب التي تكشف بعضها عن حقائق مثيرة في المشهد العراقي نتمنى ان تبقى الاجهزة الرقابية منشغلة عنها، ولاتخربها علينا بدس المخبر السري بين صفحاتها!!.
واطرف ماوجهه لي احد الاصدقاء امس وعبر الفيس بوك هو دعوة لتبادل الصفات واسوة لما يحصل في العالم بمناسبة اليوم العالمي لتبادل الصفات، وهو احتفال بهيج يزرع ثقة البشر مع البشر بلا تمييز (عرقي – ديني – فكري – خلقي)، الاحتفال تغيب ملامحة بالتمام عند البلدان العربية، كما يقول ذلك الصديق، بينما يفقد ميزته بالكراهية عند الدول المنتمية لعوالق الجماعات الدينية بعنصرية طائفية، وختم دعوته بالقول:((دعوني اترجم الفكرة للواقع بلهجة عراقية محلية، وخلونا نحيي اليوم العالمي لتبادل الصفات بيننا ونترجم مانريده من الاخر من صفات جميلة نتمناها لنفسنا كي نحرك من الحياة قليلا ونصبغها بلون اجمل.. أحد المعلقين ربط تبادل الصفات على نحو سياسي وماكر بالقول( اتمنى ان اتبادل صفة القبلات في الاجتماعات العامة للسياسيين امام الجمهور وامنحهم عوضا عنها صفة التسامح وحب الشعب والوطن في اجتماعاتهم داخل الغرف المغلقة حول الطاولات المستديرة والمربعة والمثلثة ايضا)!!.
[email protected]