ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الولايات المتحدة تعتزم الحفاظ على تواجدها العسكري شمال سورية الذي يسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية.
مع ذلك أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس 13 نوفمبر 2017 أن قوات بلاده لن تنسحب من الأراضي السورية في المستقبل القريب.
وفقا للرواية الرسمية يبلغ عدد القوات الأمريكية في سورية أكثر من 500 شخص بينهم خبراء من قوات العمليات الخاصة والمدفعية ومنسقو الضربات الجوية. ومن بين مهامهم وواجباتهم الأساسية التدريب والدعم لمقاتلي المعارضة والفصائل الكردية.
بالإضافة إلى هذا نشرت الولايات المتحدة أبريل 2017 القاعدة العسكرية في مدينة التنف جنوب شرق سورية بقرب من الحدود الأردنية وذلك بشكل غير قانوني. وبدأ خبراء من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تحضير مقاتلي “جيش سوريا الجديد” (“جيش مغاوير الثورة”
حاليا) لمحاربة السلطات السورية فليس إرهابي داعش.
ثم بعد ذلك أقام التحالف الدولي منطقة آمنة بقطر 55 كيلومترا حول التنف. وفي أوائل نوفمبر 2017 كان الحادث حيثما العسكريون الأمريكيون لم يسمحوا بدخول القافلة الإنسانية للأمم المتحدة إلى هذه المنطقة. نتيجة لذلك بقى نحو 50 ألف لاجي من مخيم الركبان
من دون الضروريات الأساسية.
في الوقت الحالي تناقش وسائل الإعلام مسألة مستقبل تواجد القوات الأمريكية في سورية. وأكدت وكالة رويترز أن سيرسل البنتاغون إلى سورية القوات الإضافية بعدد 1500 شخص.
على رغم من ذلك تبقي مسألة تواجد القوات الأمريكية اللاحق في سورية مفتوحةً. من المعروف أن الكونغرس الأمريكي يدعم اقتراح الرئيس دونالد ترامب الذي يدعو لانسحاب القوات الأمريكية من سورية بعد هزيمة داعش. لكن هذا يتناقض تماما مع مبادرات وزارة الدفاع
الأمريكية.
من المحتمل أن تناسب وجهة نظر الكونغريس الأمريكي لرأي الناس الذين يفهمون جزئيا أن التدخل العسكري في سورية غير شرعي ولم تحقق القوات المسلحة الأمريكية الإنجازات الملموسة على خلفية التكاليف الهائلة. أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن التحالف الدولي
قد أنفق أكثر من 22 مليار دولار لعمليات مكافحة داعش في سورية والعراق.
في هذا الحال يستفيد كبار المسؤولين العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية والشركات العسكرية التي تتعاون معهم فقط من تواجد القوات المسلحة في أراضي الجمهورية العربية السورية. لا يهتم البنتاغون بضرائب المواطنين الأمريكيين التي أنفقها من أجل العمليات في
سورية ولا يهتم تماما بحياة آلاف السوريين الذين قُتلوا منذ التدخل الأمريكي.
نقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية العام الماضي عن مقتل أكثر من 5 آلاف مدني في سورية في الفترة ما بين خريف 2014 وصيف 2017 جراء الضربات الجوية العشوائية للتحالف الدولي.
ومن المؤمل أن بعد هزيمة داعش التامة ستنسحب السلطات الأمريكية قواتها المسلحة ما تطلبه الحكومة السورية من واشنطن. يجب على الولايات المتحدة احترام سيادة الدول الأخرى والقانون الدولي.