23 ديسمبر، 2024 3:30 م

هل تنجح لعبة الازمات ؟

هل تنجح لعبة الازمات ؟

يمر بلدنا اليوم بسلسلة متواصلة من الازمات السياسية بما يشكل تدهوراً خطيراً خصوصاً في ظل الوضع الاقليمي والأحداث من سوريا ، ومدى تأثير التغيير السياسي المحتمل فيها والذي قد يؤثر سلباً على الوضع الداخلي العراقي ، وقد يحدث اهتزاز للنظام السياسي والعملية السياسية والمشروع الوطني ككل .
لذلك ومن هذا المنطلق يجب أن يسعى سياسيونا الى توحيد رؤاهم وأهدافهم للخروج من عنق الزجاجة وتعزيز اواصر الوحدة الوطنية والتفاهمات السابقة بين الشركاء السياسيين  بمعنى آخر ان الوقت والوضع لايسمح بمثل هذه الصراعات والأزمات والتي يدفع فيها المواطن العراقي الثمن ، أذ يجب أن يضعوا مصلحة الشعب العراقي هي العليا ، والنظر على أن أمنه خط احمر لايمكن تجاوزه ، كما ان تحركات المجاميع الارهابية وتحالف البعث الفاشي معه جعل الاستهداف يكون اكبر واخطر ، مما يتيح له الدور والفرصة الى العودة الى الساحة السياسية بوجه آخر وصورة اخرى .
اليوم دخلت المرجعية الدينية بقوة في الازمة الراهنة ،تلك المرجعية الدينية التي تحظى باحترام وتقدير جميع فئات الشعب العراقي،تظل في نظر العراقيين تمثل صمام الأمان في أوقات الأزمات،وقد برز دور المرجعية مجدداً عندما ضاقت فضاءات السياسة عن احتواء الأزمة الأخيرة،فأعلنت المرجعية خارطة طريق لمعالجة الأوضاع الراهنة من خلال مبادئ رئيسية لإنقاذ البلاد والخروج من الازمة .
التشنج والاصطفاف الطائفي في الشارع العراقي أدى الى عدم اعتدال الخطاب السياسي ما أسهم في تعميق المشاكل السياسية وتغليب المصلحة الفئوية على حساب المصالح الوطنية.
ان الخطاب السياسي العراقي لم يكن خطابا معتدلا وهو احد الاسباب التي ادت الى الاحتقان الطائفي والمشكلة التي حدثت في العراق هي مشكلة سياسية بالدرجة الاولى ، الذي عزز وصول المشكلة الى الشارع العرقي هو الخطاب السياسي الذي تحول الى حالة مساجلة وتبادل الاتهامات والاتهامات المضادة بين اطراف المعادلة السياسية العراقية وهي كانت تصب في ايصال المجتمع الى حالة الاحتقان الطائفي باعتبار الجو الطائفي المشحون هو افضل جو لنمو التكتلات الحزبية الضيقة والطائفية. الخطاب السياسي يسعى الى تحقيق المصالح الحزبية الضيقة لان وجود الاحتقان الطائفي ادى الى تغييب الوعي الجماهيري وان الحل الوحيد هو تصحيح الخطاب الوطني والكتل السياسية بدأت في الاونة الاخيرة تلتفت الى هذه المسألة لانها جرت علينا البلاء، أذ ان ظهور التكتلات الجديدة تؤشر وجود تضارب في الأجندة السياسية، والمطلوب من فرقاء السياسيين ان يحملوا الهم الوطني العراقي بعيداً عن اجندات الاخرين. وقال ان الحل الوحيد في بقاء العراق موحدا هو وجود الخطاب السياسي الموحد وان الساحة العراقية ما زالت لحد الان دون الخطاب الموضوعي وهي بحاجة الى العمل وتفادي اخطاء السابق.
في ظل هذه الصراعات والأزمات المتلاحقة اليوم فاننا نطرح التساؤلات ماذا ينتظرُ العراق؟ هل هو مقبلٌ على كارثةٍ سياسيةٍ وحربٍ طائفيةٍ وعرقية؟ هل سيتمُ تقسيم هذا الوطن إلى ثلاث فدراليات للكورد والسنة والشيعة؟ أم أن الأصوات الداعية إلى المحافظة على وحدة العراق هي الأعلى والأكثر تأثيراً؟  ربما مع مرور الوقت نجد الاجابة .