23 ديسمبر، 2024 7:16 ص

هل تنجح حكمة طالباني برأب الصدع السياسي ؟

هل تنجح حكمة طالباني برأب الصدع السياسي ؟

مؤسف جدا ان تثار المشكلات السياسية ، وتضرب جذورها بعيدا في اطناب الارض العراقية ، ويتفاعل معها الجميع سلبا ، ويذعنون فشلهم على الملأ ، ويعطون رسائل للشارع العراقي بان هذه المشكلات لا تحل الا عن طريق الرئيس جلال طالباني .

يعني … ان الساحة السياسية العراقية تفتقد الى الرجال الحكماء الذين ينجحون بالتدخل في الوقت المناسب لحل المشكلات واعادة الامور الى نصابها الطبيعي … ففيما يبدو ان الساحة السياسية العراقية ليس فيها في زماننا هذا الا طالباني يستطيع التصرف بحكمة وله القدرة بجمع الجميع على طاولة واحدة ، رغم توجهه القومي المعروف .

لكن هذا الامر يحسب الى طالباني ، ويؤكد بانه يتعامل كرئيس لجمهورية العراقية ، ولا يتعامل على انه زعيم لمكون مهم في العراق ، وهذا الامر يجب ان يكون درسا للجميع بان يتعاملوا بنفس هذا التعامل والتوجه ، اذ انه من الصعوبة ان تنجح شخصية سياسية في زماننا هذا ان تبني علاقات جيدة مع الجميع ، وان تضع نفسها في موضع الحيادية في ظل ، الصراعات المحتدمة والاتهامات السياسية .

لكن مع هذا فان مهمة طالباني لن تكون مفروشة بالورود ، لحجم التراكمات التي افرزتها المشكلات السياسية التي لم تلقى اي حلول جذرية ، سوى انها تعرضت للتأجيل ثم التاجيل في الفترة السابقة .

فالتأجيل المستمر لهذه المشكلات ، منشأها هو الخوف من مواجهتها ، لوجود ثقافة اشيعت واستشرت في المشهد السياسية ، وهي الغاية بتمشية الامور لمرحلة معينة ، وليس لزمان وعصر معين ، وهذا بدوره ناشئ من عدم الشعور بالمسؤولية لما يعانيه الشعب العراقي من هذه الازمات وانعكاساته على حياته وحالاته بشتى انواعها ان كانت امنية او اقتصادية او تجارية .

رغم ما يتمتع به طالباني من حكمة وحيادية ، الا ان حكمته هذه لا تستطيع ان تصمد امام ملفات خطيرة وحساسة منها المادة 140 ، التي تشكل نقطة احراج له ، لما لها من ارتباط وثيق بقضيته الكردية التي ناضل من اجلها طوال عمره وفنى شبابه من اجلها ، وكذلك لا يمكن ان تصمد حكمته امام المشكلات المتجذرة بين ائتلافي المالكي وعلاوي ، ولا يمكن ان تصمد امام العلاقة المتأزمة بين حكومتي بغداد واربيل، وشكوك الاطراف السياسية ببعض المؤسسات الحكومية التي يديرها رئيس الوزراء نوري المالكي ، وخاصة بعد دخول قيادة عمليات دجلة التي شكلها المالكي في كركوك وديالى ، والتي نراها ضرورية وخطوة شجاعة منه .

واعتقد ان طالباني هو الاخر سوف لن يجد حلول لكل هذه الازمات ، انما كل ما يستطيع فعله هو تاجيلها لمرحلة ثانية .
 
[email protected]