أردوغان يحاول جاهدا اعادة امجاد الإمبراطورية العثمانية وإعادة بناء السلطة والنفوذ عبر الحدود حتى تصبح قوة إقليمية وعالمية مؤثرة ولكن في المقابل لا تريد لتنظيم بيته وانه يسعى دائما لتجنب حل واقعي للصراعات الداخلية وخاصة القضية الكردية التي يحاول علاجه فقط بعض أقراص مسكنات مثل السماح للغة الكردية ودراسة الاختيارية للغة الكردية على نفقات طلاب انفسهم تركيا فقط يتركز على الحل الأمني في المشكلة مع الأكراد ولكن لا تزال دستور التركي تنكر وجود الشعب الكردي في تركيا. فقط إذا تركيا تحل القضية الكردية في تركيا بطريقة عادلة والواقعية تركيا ستصبح القوة الحقيقية على المستوى الإقليمي والعالمي لا يستهان به .
تركيا لم ولن تكون قوة اقليميه لان سياساتها مبهمه غير واضحة المعالم على الصعيد الداخلي والخارجي ففي الداخل ينكر حق وجود اكثر من ثلث سكانه الكرد حقوقهم في التعلم بلغتهم وتعبير عن ارائهم في كيان ديمقراطي كما يدعون ويعيش باقي سكانها شظف العيش بسبب ندرة فرص العمل والحياة الكريمه وهكذا ترى في كل مدينه في العالم اتراك هاجروا بلادهم بحثا عن لقمة العيش وممارسه مهن لا تتعدى التنظيف الجاف ومطاعم الشاورما ودكاكين البضاعه التركيه. وتنتهج سياسه متخبطه على الصعيد الخارجي بتحالفاتها الغريبه والمريبه مع منظمه داعش الارهابيه وعلاقاته الوطيده مع اسرائيل بينما يحاول جاهدا اقناع العرب والمسلمون بانه مع قضاياهم المصيريه ناهيك عن تدخلاته السافره الهدامه في شؤون البلدان الاقليميه كسوريا والعراق ومصر وليبيا وعلاقاته المشؤومه مع تنظيم اخوان المسلمين المنحله.
علاقة تركيا بحلف الناتو وباسرائيل تجعلها محل شكوك في أمريكا الجنوبية… حتى في الدول المزدحمة بالفلسطينيين في اميركا الوسطى. هل لتركيا امكانات لاقناع حكومات وكارتيلات اللاتينو بالتعاون في صناعات الصيدلة والاستغلال الطبي للمواد التخديرية التي تنزرع بكثافة في تركيا وافغانستان وفي دول اميركا الجنوبية؟ نسي المقال نقطتين الاولى تتعلق بان الدور القهري العصبي العثماني هجر ملايين الشوام من بلادهم لأمريكا الجنوبية التي كانت انذاك اثرى من أميركا الشمالية. الثانية ان الدور القهري العصبي العثماني تسبب في الثورات ضد حكم الخلافة الاسلامية العثمانية الوهابية في نجد، العرابية في مصر، المهدية في السودان، السنوسية في ليبيا، البائية في تونس .
التوجّه التركي الجديد نحو أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا توسعاً في حضورها الديبلوماسي وهي مجبرة عليها ويعتمد أردوغان على الموروثات التاريخية والثقافية التي تجمع تركيا وبلدان هذه القارات فالعلاقة بينهما خالية من العُقَد كما هو يعتقد، ، فضلاً عن أن ثمة صورة سلبية للعالم الغربي وواشنطن تجمع بين تركيا وعدد كبير من دول القارتين الأفريقية واللاتينية. ففي الوقت الذي تدخل فيه علاقات تركيا مع أوروبا وواشنطن مناخ الشحن، فإن المجتمعات الأفريقية واللاتينية وبعض الدول الآسيوية، باتت لا تؤمن بالاعتماد على واشنطن كشريك موثوق فيه. وزاد من ذلك التوجس الفشل الأميركي في التعامل مع المجتمع الدولي منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1989 ثم اتجاهها لاعتماد مبدأ القوة وحده بعد تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. هذا إضافة إلى المواقف الضعيفة والمخزية للإدارة الأميركية تجاه قضايا هذه القارات.
وفي إطار تسخين وتأجيج مرتكز القلق من الغرب وواشنطن، قال أردوغان في محاضرةٍ ألقاها في إحدى الجامعات في العاصمة الكولومبية بوغوتا «إن العالم يجب ألا أن يظل محكوماً بقرارات الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن».