18 ديسمبر، 2024 8:05 م

هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح؟

هل تنبأ الكتاب المقدس عن نبي آخر يأتي بعد المسيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ}(الأعراف 157).

مقدمة : يُعرَّف تفسير القران بأنه(البيان والشرح) ويعني ان تبين ما في القرآن الكريم من إعجاز وبلاغة وأحكام .. الغاية في شرح آياته، هو توضيح أسباب نزول الآية وأحكامها ،والقسم الآخر من الآيات تبين العقائد الدينية .

(*) هذه النقطة تحتاج ان تتطور مع تطور الزمن .. اسوة بتطور علم الطب والفلك وعلم الكيمياء .. لا ان نبقى نكرر ما قاله العلماء في القرن الثالث الهجري وما قبله وما بعده , لان العقول اكتشفت في القران ان بعض التفسيرات غير ناهضة , ولا تصلح للزمن الحالي . ولا أغالي ان بعض التفسيرات وضعت لغاية سياسية او مذهبية , وكتب التفسير تغص بالأمثلة ..

**ونكتفي في هذا المقام بذكر مثال على الاختلاف الذي يذكره المفسرون، ونختار اية(59 النساء )عند تفسيره قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ “اختلفوا في (أولي الأمر) الذين أمر الله بطاعتهم في الآية؛ فقال بعضهم: هم الأمراء..وقال آخرون: هم أهل العلم والفقه..وقال آخرون: هم أصحاب النبي(ص) وقال آخرون: هم أبو بكر وعمر “،وقال الشيعة هم الأئمة المعصومون ” أنت ترى أن الأقوال تعددت في كلمة (أولي الأمر)، ولكل قول دليله وسنده، وهذا الاختلاف في تحديد الكلمة ترتب عليها مواقف في الطاعة .

** ولذلك تجد على مدى التاريخ حالات التجديد في تفسير القرآن الكريم باهتمام لم يحظ به أي كتاب وضعي أو سماوي آخر وقد تجلى ذلك في مظهرين،

الأول: أن الاعتناء به وطبعه مدى الزمان .هذا لم يقتصر على المؤمنين به وإنما شمل كذلك الكافرين والجاحدين، ولا زال اعداء القران يبحثون عن ثغرة في علومه ..

الثاني : تواصل الدراسات في قراءته في كل زمان ومكان ؛ لم يعرف القرآن انقطاعا عن دراسته . منذ نزوله حتى يومنا هذا ..تفسير وإعراب ومعاني وأحكام وغيرها،.

** لم يتوقف العلماء عن التفاسير .. قام بعضهم ” في مطلع القرن التاسع عشر” بتفاسير جديدة، غير موجودة من قبل .. أدركوا مدى التخلف في أمتهم حين الاحتكاك بالغرب، توصلوا إلى أن الخلل يكمن في تعامل العقل المسلم مع القرآن , وان الأمة في حاجة إلى تفاسير علمية قادرة على تلبية احتياجات العصر الحديث.

من هذه التفاسير تفسير “فتح القدير” للشوكاني المتوفى قبل 180 سنة هذا الرجل حاول أن يوفق بين منهجين في التفسير , هما التفسير بالراوية والتفسير بالدراية .

ثم الالوسي في “روح المعاني” ت قبل 170 سنة . ثم العلامة محمد صديق خان قبل 130 سنة وآخرون من مصر وسوريا والعراق . (المشكلة ان هذه التفاسير لم تشكل اتجاها جديدًا، بل ظلت متمسكة بالمناهج القديمة) كان مجرد تنقيح ومحاولة رفع ما فيها من إسرائيليات مضيفا إليها بعض المستحدثات ..

**في القرن العشرين ظهرت مدرسة جديدة في التفسير تمثلت بمعرفة معاني كلمات القران , أي الاهتمام بالمفردة القرآنية ومحاولة بيانها ..اشبه شيء بالمنجد .

** والنقطة التي أود ان أبينها عن الاختلافات ..ان المفسرين قالوا ان الفرق بين الرسول والنبي .ــ هو ان الرسالة نزلت في خمسة ـــ وهم أولي العزم لأنهم يحملون رسائل .. فاطلق عليهم القران كلمة رسل..!! .. والنبوة في بقية الأنبياء .. هذا الراي غير ناهض ..!وقالوا ان الرسول يرى ويسمع جبرائيل والنبي ليس له قدره بذلك , وهذا ايظا لا ينهض مقابل الايات التي تبين غير هذا الرأي .

رأي ابن باز .يقول : المشهور أن النبي: هو الذي يوحى إليه يشرع ولكن لا يؤمر بتبليغه يصلي ويصوم باليوم الفلاني .. لكن لا يؤمر بالتبليغ فيقال له: نبي، أما إذا أمر بالتبليغ وبلغ الناس صار نبياً رسولًا كمحمد (ص) موسى وعيسى وغيرهم.

*الرأي الأخر : إن النبي هو الذي يبعث بشريعة تابعة لرسول قبله كالشريعة الموسوية , والإبراهيمية وشريعة نوح ..فهو نبي،(أما إذا كان مستقلًا فإنه يكون نبيًا رسولًا، فالذين بعثوا بعد موسى بشريعة التوراة يسمون أنبياء؛ تابعون للتوراة .. اما اولي العزم فان الله بعثهم لشرق الدنيا وغربها .قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)..

ـــــ ** بعد مراجعة هذه الآراء .. تقول الآية” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا” مبشر ونذير ولكن يسميه نبي ..!! لانها تبليغ من رسالته .. لانه اختص بها دون غيره شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ..

يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ).ويقول تعالى :” (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ )و[ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}.

** عن الباقر (ع) قال عن الرسول والنبي والمحدث،: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا , فيراه ويكلمه ,أما النبي فهو الذي يرى في منامه.. كرؤيا إبراهيم (ع) ورؤيا رسول الله (ص) اشارات قبل نزول جبرائيل(ع) بالرسالة

فيكون محمد(ص) قد جمع أسباب النبوة ثم جاءته الرسالة جبرائيل يكلمه قبلا، (ومن الأنبياء) من جمع النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ، من غير أن يرى في اليقظة، *** أما المحدث هو الذي يسمع فقط..لا يرى في منامه ولا يقظته ..

{ اذن الفرق بين النبي والرسول دقيق جدا ..المنصب واحد ولكن الأمور التبليغية في زمان ومكان فتختلف التسمية حسب حجم المسؤولية والرقعة الجغرافية .كقوله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا )..

**( دور الأنبياء والرسل ) ” لتوضيح دور النبوة والرسالة، يمكننا معرفة الإسلام والديانات السماوية .. لان مراجعة النصوص التاريخية ،تجعلنا نصل إلى معرفة أصول الديانات وإن الرسالات السماوية واحدة،..وحدتها هدف مشترك يحدانية الله ..(فرد صمد لم يلد ولم يولد) ولكن تفاصيل الرسالة فيها اختلاف .التفاصيل تسمى شريعة .. فهناك الشريعة الإبراهيمية والموسوية والعيسوية والمحمدية .. اذن الرسالة تختلف عن الشريعة .. لتقريب المعنى .الشريعة كلمة مأخوذة من شريعة الماء .. الكل يأخذ الماء منها .من خلال نصوص القرآن الكريم حول الرسالات..

نجد الرسالات (على نوعين)، رسالات عامة نسميها ( مركزية ) (ورسالات فرعية تكميلية) ،الرسالات العامة الكبرى تحتوي على موضوعات شاملة مفصلة، لم تأت بها الرسالات الفرعية التجديدية،..

للتوضيح : كل الرسالات السماوية للأنبياء والمرسلين ،جميعها تهدف إلى حقيقة هي (تعريف الإنسان بحقيقة وجوده في الدنيا، ومصيره بعد الموت)خلال هذه الفترة تنظم علاقتنا بالله بالناس وبالنفس كل ما فيها تسمى شريعة ..اذن الشريعة مجموعة القيم الإنسانية والأخلاقية تنظم سلوك الشخص مع المجتمع وربه ونفسه..

**أما الرسالات الإلهية تختلف بعضها عن بعض، فمنها ..

النوع الأول: الرسالات الجديدة الكبرى.

النوع الثاني: الرسالات التجديدية، ..ولمعرفة النوعين كالتالي.

النوع الأول: نسميها الرسالات العامة الكبرى: هي: رسالة جديدة شاملة أوحى الله بها، (وميزها عن غيرها من الرسالات)، فهي تقوم على خصائص. منها ان الرسالة التي سبقتها تكون قد ضاع مضمونها الحقيقي، وانتهت ملامحها وتحولت إلى شعائر وثنية لا تمت بصلة للرسالة الحقيقية،عند ذلك يبعث الله برسالة جديدة عامة .

النوع الثاني : الرسالة العامة المركزية يوحى بها إلى رسول،وهو: شخص من الناس، لم يكن نبيا قبل أن يأتيه الوحي .كرسول الله محمد(ص)..

النوع الثالث : تكون الرسالة الجديدة لأكبر عدد من القرى والناس، ولا تقتصر على قوم معينين يبعثها الله لأكبر القرى,وفق التعبير القرآني، يبعثها في أم القرى،.

** بيّن الله تعالى أقامة الحجة على عباده ، بإرسال الرسل ، والكتب ، للأمم كافةً ،قال تعالى : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ )وقال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ) فكل الأمم سبقت فيها النذر ، هذه حجة إرسال الرسل .

ثانيا : أنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ،قال تعالى : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) أهل النار يتلاومون بينهم ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ)..

كانت مكة أكبر القرى في المنطقة،فهي مقصدا للحجيج والتجارة إذن الرسالات الكبرى أوحى الله بها في إلى عاصمة جامعة لعدد من القرى والمدن . وتكون الرسالات العامة( المركزية الكبرى) في كتاب مخطوط مقروء، ذلك الكتاب قد يأتي في صحف، أو ألواح، أو مجموعة مخطوطات. وقبل أن نسترسل في موضوع هذه الدراسة، لابد وأن نفرق بين مفهومين لكلمتي (كتاب) و(كتابة):

الأول: كلمة كتاب تعني جمع بين شيئين أو أكثر، إذن معنى كتاب يعطي عدة موضوعات متنوعة وملخصها ( جمع بعض إلى بعض) مثل عقد زواج يسمى كتاب لانه جمع بين رجل وامرأة ، ولكن غالبا الكتاب مخطوط في أوراق،ومجموعة الكتب تسمى كتاب, واذا نقص جزء نقول كتاب ناقص ..وأطلق على من نزل عليهم سنن وجمعت بعضها على بعض, يسميهم القران أهل الكتاب.

** اما الكتابة .. هي عملية خط ورسم حروف على ورق او خشب او مرمر وغيره .. يطلق الناس عليها مصطلح (كتابة)، وحقيقتها هو (خط)والخط هو الأثر في تثبيت شيء والدلالة عليه، من هنا يخلط الناس كثيرا في موضوع الكتب والرسالات .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك ما يشهد بنبوة الرسول محمد(ص) في كتب الأولين

على الرغم من إيماننا نحن المسلمين بضياع أصول التوراة والإنجيل وأن ما بقى منهما كانت مجرد ذكريات (نقلت شفاهة لمدة قرن على الأقل) ومن ثم تحول الكتاب الى اناجيل .. كتبت في فترات متباعدة .. وكتابتها استمرت عدة قرون تتعدى الثمانية .. وهناك نقطة مهمة اخرى *** أن الذي نقل شفاهة من اشخاص مختلفين .. دون بأيدي مجهولين من البشر ليسوا بأنبياء ولا مرسلين، واضيفت العديد من الرسائل التي لا علاقة لها بوحي السماء ولكنه دون،..!

**على الرغم من ذلك كله ـــ أطلق في القرن السابع عشر الميلادي مسمى جديد بعنوان (العهدين القديم والعهد الجديد)،وموجودة ترجماتها في اللغة الانجليزية بأمر من الملك البريطانى جيمس فيرسون..! وعلى الرغم من المراجعات العديدة لتلك الطبعة ولغيرها من الطبعات من سنة (1535م إلى اليوم) بالرغم من كثرة الإضافات والحذف والتعديل والتبديل، والتحريف والتغيير، والتحرير بعد التحرير، فإن بقاء ما يشهد بنبوة الرسول الخاتم (ص) في هذه الكتابات جميعا مما يدحض محاولات النيل من مقامه الكريم ومقام القران المبارك … ** وقد جاءت في إحدى اليوميات الدانمركية التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية والشرقية.مقالة بعنوان ” النبوءات ببعثة الرسول الخاتم في كتب الأولين” وهناك عشرات الادلة على نبوة محمد (2) في الكتب المقدسة كما بينها القران الكريم ..

أولًا: في العهد القديم : جاء في سفر التكوين (الإصحاح 49/10) ما ترجمته: “لا يزول الصولجان من يهوذا حتى يأتي شيلوه وله يكون خضوع الشعوب” وجاء فى ترجمة أخرى للنص من (دار الكتاب المقدس بيروت ) النص التالي :” لا يزول قضيب من يهوذا حتى يأتي (شيلوه) وله يكون خضوع الشعوب”.

وفى تفسير هذا النص، ذكر القس المهتدى البروفسير عبد الأحد داود- رحمه الله فى كتابه المعنون: (محمد في الكتاب المقدس) تحت عنوان:”محمد هو الشيلوه” بأن هذه النبوءة تشير بوضوح إلى النبي المنتظر لأن من معاني هذه الكلمة في اللغة العبرية شيلوه صاحب الصولجان والملك، ومن معانيها المسالم، الأمين،

اما في اللغة (السيريانية) كلمة شيليا بمعنى الأمين، والرسول الخاتم (ص) عرف من قبل بعثته الشريفة بلقب الصادق الأمين.وربما هم اطلقوا هذا اللقب .

2. فى سفر التثنية : •جاء فى سفر التثنية من العهد القديم على لسان نبي الله موسى(ع) مخاطبًا قومه في جبل حوريب: “يقيم لكم الرب إلهكم: نبيًا من وسطكم، من إخوتكم، مثلى، له تسمعون، حسب كل ما طلعتم من الرب إلهكم..

** اين يقع جبل حوريب .؟ تعددت الآراء عن جبل حوريب، قالوا انه جبل موسى، بينما أستبعد آخرون بسبب ارتفاع الجبل يصل إلى 7500 قدمًا،و شديد الانحدار، وقالوا إن جبل حوريب هو الذي أُعطيت فوقه الشريعة، لأنه يحيط به وادي مترامي الأطراف فيمكن للشعب العبراني أن يعسكر فيه، وهذا حدث بعد الخروج من مصر بثلاثة أشهر هناك مكثوا عاما كاملا ..لا زال التقليد اليهودي يُقدّس جبل حوريب.

2- يقول سفر الخروج عن موسى ” فساق الغنم وجاء إلى جبل الله حوريب” فالمقصود ” إالبرية ” الأرض الخصبة في سلسلة جبال سيناء إلى خليج العقبة.. أي أن موسى كان يرعى الغنم في البرية، ثم جاء إلى أطراف الصحراء ثم الى المنطقة الجبلية التي فيها جبل حوريب، وعندما كتب موسى التوراة نسب هذا الجبل لله الذي تجلى عليه في العليقة لذلك قال عنه ” جبل الله حوريب”. ما هي العليقة …؟ العُلِّيقة التي كانت مُتَّقدة نارًا: بينما كان موسى يرعى الغنم .. ساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب، فراى عُلِّيقة تتقد نارًا ولا تحترق فقال: “أميل الآن لأنظر هذا المنظر.. هنا دخل موسى إلى مرحلة جديدة هي النبوة . مرحلة اللقاء مع الله ذي القوة، وعليقة كلمة عبرية كما جاءت في العددين تعني “العُلِّيقة المملوءة شوكًا، فاتخذ اليهود في هذه العُلِّيقة رمزًا لإسرائيل وقد أحاطت به الأشواك والأتعاب التي تلحق بهم بينما راى اخرون قساوسة أولين من اهل الفكر رأوا في العُلِّيقة إشارة إلى الكنيسة التي تشتعل فيها نار الاضطهاد

يقول قديس روماني: [يتحدث الله مع قديسيه في الكنيسة كما في العُلِّيقة.. وبفسر تلك العليقة كأن موسى النبي رأى كنيسة السيِّد المسيح متألمة تحوط بها الأشواك، لكنها ملتهبة بنار الروح الإلهي فلا يصيبها الموت… هذه هي الخدمة التي دُعى إليها! **** وجاء في الإصحاح الثالث والثلاثين من سفر التثنية .. ما ترجمته: “هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال:”جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبال فاران وأتى من ربوات القدس عن (يمينه نار شريعة لهم”. وجبال (فاران) أو (باران) ..((هي البرية التي هاجر إليها إسماعيل(ع) وأمه هاجر (رضي الله عنها)).

وجاء في أغلب شروح الكتاب المقدس أن اسم (فاران) أو (باران) هو تعبير عن جبال مكة المكرمة، وتلألؤ الله -تعالى- من جبل فاران هو إشارة إلى بدء تنزل هذا الوحي الخاتم في غار حراء فوق جبال مكة المكرمة، ومجيء الله تعالى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم هو أعلام برحلة الإسراء والمعراج التي أكرم الله بها خاتم أنبيائه .. وهذه المعلومات مترجمة من قبل القس عبد الأحد داوود .

هناك اسقف كلداني اسمه ديفيد بنيامين من مواليد 1867م توفي عام 1940م. قام بتغيير اسمه إلى عبد الأحد داود، بعد إسلامه في تركيا. ألف كتابا بعنوان “محمد في الكتاب المقدس” الذي تمت ترجمته لعدة لغات،.. أولها الألمانية.وقد ارسلته الكنيسة في روما في دورات ثقافية كثيرة , وهو داعية من كبار النصارى الكلدان..

أليك مقتطفات من القس بنيامين غير اسمه الى عبد الأحد داود،يقول : لا يمكن أن يفسر انتقالي إلى الإسلام لاي سبب غير التوجه لله سبحانه لقد بحثت في كتبنا حتى آمنت بالتوحيد لله، وأصبح الرسول محمد(ص) نمطًا أهتدي به في سلوكي وتعاملي. ليس لدي نية في إيذاء المشاعر الدينية للأصدقاء المسيحيين). فأنا أحب جميع الانبياء كما هو الأمر مع محمد (ص) الذين اصطفاهم الله لهداية أقوامهم…..

يقول : ليس الغرض من كتاباتي: إثارة نزاع مع الكنائس، ولكن دعوتهم إلى مناقشات وودية (في مسألة بالغة الأهمية،) لو نجحنا نحن النصارى لتحديد إله واحد، الاعتراف بوحدته المطلقة، سيكون اتحاد بينهم وبين المسلمين ..بمجرد قبول وحدة الله والاعتراف به، ونقاط الخلاف بين الديانتين عندما نبعد الذين يجهلون .

**لكن الحقيقة ـــــ يدرك الكهنة وعلماء الدين النصارى أن الإله في كتبهم المقدسة باللغة العبرية الأصلية، وفي القرآن الكريم باللغة العربية: أن الله هو الاسم القديم الذي تكلم مع آدم الى جميع الأنبياء.

(ــــــــ ) هذا الرجل تحول الى الإسلام بعد ترجمته سفر أشعيا •كتب في ترجمته يقول جاء في سفر اشعيا(11/4) وصفا للرسول الخاتم (بأنه يقضي بعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ، ويعاقب الأرض بقضيب فمه لأنه سيرتدي الأمانة وهذه كلها من صفات سيدنا محمد (ص) الذي وصفه قومه ب“الصادق الأمين”.

**ثانيًا: في العهد الجديد •في إنجيل يوحنا: (يو 6/27) إشارة إلى أن نبي آخر الزمان يحمل خاتم النبوة بين كتفيه،جاء في ترجمته: “لا تسعوا وراء الطعام الفاني بل وراء الطعام الباقي إلى الحياة الأبدية، الذي يعطيكم إياه إنسان وضع الله ختمه عليه”، والثابت تاريخيًا أن رسول الله (ص) كان يحمل خاتم النبوة بين كتفيه.

سلمان الفارسي وقصة إسلامه .. سلمان الفارسي يعرف بسلمان الخير مولى رسول الله ﷺ وأصله من مدينة أصفهان، وكان ابوه مجوسيا سادن النار، فهرب منه ولحق بالرهبان وصحبهم..وطالع كتبهم كلها ..ومرت عليه ظروف صعبة من عمل شاق وعبودية عند التجار , حتى وصل الى رجل بعمورية فأخبرته بخبري.

فأمرني بالمقام وجعل لي أغنام وبقرات فحضرته الوفاة فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: لا أعلم أحدا اليوم على مثل ما نحن عليه ولكن قد أظلك نبيٌّ يبعث بدين إبراهيم يهاجر الى أرض ذات نخل وبه آيات وعلامات منها بين منكبيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فإن استطعت فتخلص إليه.

وقدم الحجاز عند ظهور النبي (ص) مع العرب فباعوه إلى يهودي فسكن المدينة فلما دخلها النبي(ص) كان بينه وبين النبي مواقف .. كانت أول مشاهده وقعة الخندق وهو من فضلاء الصحابة وعلمائهم وقد أشار على الرسول بحفر الخندق حين جاءت الأحزاب، وفيه قال رسول الله ﷺ «سلمان منا أهل البيت»، وكان يعمل الخوص بيده ويأكل من ثمنه توفي سنة 34هـ ودفن في بغداد وله مقام قريب من ايوان كسرى يزار الآن ويعرف بمقام سلمان باك وهي لفظة فارسية معناها الطاهر،

و قصة إسلامه عن ابن عباس قال: حدثني سلمان الفارسي , قال :كنت رجلا من أهل فارس ابن رجل من دهاقينها..

مررت يوما بكنيسة النصارى وهم يصلون فملت إليهم وأعجبني أمرهم وقلت: هذا والله خير من ديننا، فأقمت عندهم حتى غابت الشمس .. وتوالت بحوزثه عن الله وعن الانبياء حتى وصلت به الحال ان يكون عبدا ليهودي في المدينة .وعرفت اشارات المدينة من نخلها وجبالها ,

، قال: أقم، فمكثت مع رجل سوء كان يأمرهم بالصدقة فإذا أعطوه شيئا أمسكه لنفسه حتى جمع سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا فتوفي فأخبرتهم بخبره فزجروني فدللتهم على ماله فصلبوه ولم يغيبوه ورجموه وأجلسوا مكانه رجلا فاضلا في دينه زهدا ورغبة في الآخرة وصلاحا فألقى الله حبه في قلبي حتى حضرته الوفاة فقلت: أوصني، فذكر رجلا بالموصل وكنّا على أمر واحد حتى هلك فأتيت الموصل فلقيت الرجل فأخبرته بخبري وأن فلانا أمرني بإتيانك فقال: أقم فوجدته على سبيله وأمره حتى حضرته الوفاة، فقلت له: أوصني، فقال: ما أعرف أحدا على ما نحن عليه إلا رجلا بعمورية، فأتيته بعمورية فأخبرته بخبري فأمرني بالمقام وثاب لي شيئا واتخذت غنيمة وبقرات فحضرته الوفاة فقلت: إلى من توصي بي؟ فقال: لا أعلم أحدا اليوم على مثل ما كنا عليه ولكن قد أظلك نبيٌّ يبعث بدين إبراهيم الحنيفية، مهاجره بأرض ذات نخل وبه آيات وعلامات لا تخفى، بين منكبيه خاتم النبوة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فإن استطعت فتخلص إليه.

فتوفي فمر بي ركب من العرب فأعطيتهم بقرة وأغنام فحملوني إلى وادي القرى فباعوني الى رجل يهودي، فرأيت النخل فعلمت أنه البلد الذي وصف لي فأقمت عند ه ثم اشتراني ابن عم له وقدم بي المدينة فعرفتها وأقمت أعمل في نخله وبعث الله نبيه ﷺ وغفلت عن ذلك حتى قدم المدينة فنزل في بني عمرو بن عوف، فقال صاحبي القوم مجتمعون على رجل قدم عليهم من مكة يزعم أنه نبيٌّ، فاخذتني الرجفة .

حتى كدت أسقط .. فجمعت شيئا فأتيته به وهو بقباء عند أصحابه، فقلت:بلغني أنك رجل صالح ومعك رجال من أصحابك ذوو حاجة فرأيت ان اتصدق عليهم . فوضعته بين يديه فكف يده وقال لأصحابه: «كلوا» فأكلوا، فقلت: هذه واحدة، ثم تحوَّل إلى المدينة فجمعت شيئا فأتيته به فقلت: أحببت كرامتك فأهديت لك هدية ليست صدقة فمد يده فأكل وأكل أصحابه فقلت: هاتان اثنتان، ورجعت فأتيته وقد تبع جنازة في بقيع الغرقد وحوله أصحابه، فسلمت وصرت أنظر إلى الختم في ظهره فعلم ما أردت فألقى رداءه فرأيت الخاتم فقبلته وبكيت فأجلسني بين يديه فحدثته بشأني كله .

* سئل عليٌّ(ع) عن سلمان، فقال: علم العلم الأول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزف هو منا أهل البيت. وهو الذي أشار على رسول الله بحفر الخندق لما جاءت الأحزاب، فأمر رسول الله بحفره فاحتمى المهاجرون والأنصار في سلمان وكان رجلا قويا،

وموقف النصراني عداس من الرسول في حائط ثقيف حين ضربه اهل ثقيف . قال : لما رآه ابنا ربيعة ، عتبة وشيبة ،ما لقي ، تحركت له رحمهما ، فدعوا غلاما لهما نصرانيا ،اسمه عداس ، فقالا له : خذ هذا العنب ،ضعه في طبق ،واذهب به إليه ففعل عداس ،وحين وضع العنب امامه مد يده قال : باسم الله ، ثم أكل ..

نظر عداس في وجهه ،وقال : إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد ، فقال له رسول الله(ص) من أهل أي بلاد أنت وما دينك ؟ قال : نصراني من أهل نينوى ، فقال رسول الله : من قرية الرجل الصالح يونس بن متى ، فقال له عداس : وما يدريك ما يونس بن متى ؟ فقال الرسول ” ذاك أخي ، كان نبيا وأنا نبي ، فأكب عداس على رسول الله يقبل رأسه ويديه وقدميه .. شاهده مولاه فلما رجع عداس ، قالا له : ويلك يا عداس مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه ؟ قال : سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا ، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي ، قالا له : ويحك يا عداس ، لا ، يصرفنك عن دينك ، فإن دينك خير من دينه..

*** وهناك في كربلاء حادثة مهمة ان نبينها …

حينما كان الإمام الحسين (ع) قادما للعراق وصل إلى منطقة خالية من آبار الماء تقع بعد “أبو مسك ” بمسافة 7 كم و”شراف” بمسافة 16 كم .كان فيها خيمة وهب بن عبد الله بن الكلبي ..كان حديث عهد بالزواج وكان يخرج صباحا ويعود مساء محملا بالماء لعائلته .حينما وصل الحسين إلى المنطقة توجه الإمام بنفسه إلى تلك الخيمة ونادى يا أمة الله .خرجت امرأة عجوز تسمى ( ام وهب ) رحبت به. سألها أين ولدك وهب قالت كعادته لجلب الطعام والماء مساء فقال لها الإمام حينما يعود قولي له عليك بتصديق الرؤيا، وبمجرد أن ترك الإمام مكانه وإذا بعين ماء انفلقت من تحت قدميه. حينما عاد وهب إلى أهله شاهد العين سأل أمه عن الخبر فقالت له بني كأنما المسيح عيسى زارنا هذا اليوم .فقد سأل عنك وقال عليك بتصديق الرؤيا .

عند ذلك بكى ووضع يده على راسه ..وقال يا أماه لقد رأيت في المنام هذه الليلة روح الله عيسى والى جانبه رجال عليهم الهيبة والوقار فقال لي المسيح يا وهب هل أنت من أمتي قلت نعم فقال اعلم إن الذي يقف بجنبي هو محمد رسول الله(ص) أشرف الخلق والثاني هو علي بن أبي طالب وصيه وخليفته وزوج أبنته والثالث ريحانة رسول الله الحسين بن علي. يا وهب عليك أن تنصر الحسين غدا في كربلاء واعلم بأنك معه في الجنة وأن اسمك مع الأبرار وقد ناولني صحفية قد كتب بها اسمي مع الشهداء .. ثم أفقت من النوم .الآن وأنت تخبرينني بما حدث ،

أماه الذي مر بك اليوم هو الحسين بن علي بن أبي طالب. وهذه الام سالت ولدها يوم عاشوراء ما تريد ان تصنع .. قال اقاتل مع الحسين .. قالت زوجته ان واعية الحسين كسرت قلبي .. قال ما سمعتيه منه .. قالت رايته واقفا بباب الخيمة ينادي وا قلة ناصراه .. وكاني بالعقيلة تنادي :

تنادي يخويه وما لك معين …. وكومك على الغبرة مطاعين

انا منين اجيب المرتضى منين … عن كربلا بويه غبت وين

تدري لامية عليك اكو دين …. يطلبون ثار ببدر وحنين

فزعوا فرد فزعة على حسين

خوية إنعمت عيني ولا شوفك ,,, ذبيح ويجري دم نحرك … وأصحابك وأهل بيتـك .. ضحايا مطرحة بكترك .. عساها اتعگرت هلخيل… ولا داست على صدرك