10 أبريل، 2024 2:20 ص
Search
Close this search box.

هل تم اجتثاث تمثال جواد سليم؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

التبرير الذي ساقه الصديق شفيق المهدي المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية حول اسباب رفع تمثال فنان العراق الاول والخالد جواد سليم من امام قاعات المتحف الوطني للفن الحديث في منطقة الباب الشرقي ببغداد وبهذه الصورة المهينة ، تبرير غير موفق اطلاقاً. المهدي قال في تصريح صحفي منشور : ان التمثال صغير ولا يتناسب مع مكانة الفنان الخالد ؛ وان المنطقة مزدحمة وان هناك العديد من الفنانين التشكيليين هم الذين ابدوا هذه الملاحظات وان دائرته تخطط لعمل تمثال اكبر وفي مكان اوسع لاحقاً .. واذا قبلنا بهذه الملاحظات جدلاً فأما كان من الاجدر الانتظار حتى عمل التمثال الجديد ومن ثم نرفع هذا النمثال الصغير ونضعه في مكان اخر ؟ واما كان من الاجدر رفع التمثال الحالي بعيداً عن الانظار وبشكل يليق بالفنان الكبير وعدم رميه على الارض بهذة الطريقة المزرية ..او نقله الى احدى قاعات كليات او معاهد الفنون الجميلة المنتشرة في طول العراق وعرضه او وضعه في مدخل الوزارة او دائرة الفنون التشكيلية او اية دائرة ثقافية تعنى بالثقافة والفن العراقي الاصيل ؟ وعودٌ الى فكرة عمل تمثال جديد للفنان جواد سليم فأن الصديق شفيق يعلم علم اليقين ان عمل تمثال جديد مستحيل في زمن التقشف والجدب الذي يعيشه البلد حاليا وليس من المؤمل ان ينتهي ولو بعد عدة سنوات لا سيما ان مخصصات وزارته خاوية .. وهي عرضة للتناحر السياسي والتحاصص العرقي والمذهبي والذي اطاح بالثقافة العراقية وبالضربة القاضية   
لا اريد ان انساق وراء الكم الهائل من التعليقات الساخرة والغاضبة او تلك الانفعالية التي اعقبت عملية رفع التمثال وبهذه الصورة ؛ وكان في قسم منها تجنٍ على شخص الصديق شفيق ؛ ولكنني ادعوه الى وقفة مع كل ما صدر لان جواد سليم شخص لا يختلف على عراقيته وحرفيته وكفاءته وفنه اثنان من العراقيين .. ثم ان زمن الاحباط والنكوص الذي يعيشه الفن والثقافة العراقية حاليا يتيح لكل منا ان يبدي المه لما حصل لتمثال سليم او غيره من التماثيل والشواخص الابداعية السابقة ويسقطه على مجمل اوضاع البلد المزرية .. ولا يمكنني ان اصدق ان ضغوطاً مورست على الدكتور شفيق ودائرته من اجل رفع التمثال لان جواد سليم اولا ً رمز للعراق الموحد رغم تعدد الانظمة وتنوع المواقف السياسية ولم يكن هناك احد يطالب سراً او جهراً باجتثاث التمثال .. وثانياً لانني اعرف شفيق المهدي منذ اربعين عاماً شخصاً صادقاً ولا تاخذه في الحق لومة لائم .. وقد تعرض الى الكثير من المواقف جراء جراته وصدقه ومهنيته عندما كان مديراً عاما لدائرة ثقافة الاطفال او مؤسسة السينما والمسرح وكاد قسم منها ان يودي بحياته .. ورغم كل هذا فانا ارى ان قرار رفع التمثال ( ان كان هو الذي اتخذه او المعني الاول به ) قرار خاطئ ومتسرع وغير مدروس وفيه استهانة بالفن العراقي ؛ ازدادت بشاعته مع نشر صور التمثال وهو ملقىً على الارض مقطوع الراس .. فكانت الصور تلك نسفاً لكل الصورة الجميلة التي تختزنها الذاكرة الجمعية للشعب العراقي تجاه جواد سليم وفته الراقي ونصبه الخالد : نصب الحرية.       

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب