هل تلقى وزير الدفاع العراقي تهديدات جدية من خصومه ؟!

على خلفية استجوابه في مجلس النواب العراقي وتوجيهه اتهامات بالفساد لرئيس مجلس النواب سليم الجبوري وعدد من البرلمانيين، ادعى وزير الدفاع خالد العبيدي أن ما يسمى بـ (جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعراق) هددته بالقتل في حال استمراره بكشف ما وصفه بفساد رئيس البرلمان سليم الجبوري أو أي عضو من أعضاء هذا التنظيم، وقال العبيدي رداً على البيان المزعوم قائلاً :” إن حياتي لن تكون أغلى أو أهم من أي مقاتل عراقي بطل يحارب الإرهابيين لحماية أرضه وشعبه، وتهديداتهم والله لن تثنينا عن كشف ملفات فسادهم أو فساد أي مسؤول تسول له نفسه التطاول على أرزاق جندي أو سلاح مقاتل…. “.
قبل كل شيء من حقنا أن نتساءل : هل توجد جماعة تحمل اسم (الاخوان المسلمين في مصر والعراق) ؟ بالنسبة لي كمتابع للشأن السياسي وبحسب علمي هناك تنظيم الاخوان المسلمين في العراق وتنظيم الاخوان المسلمين في مصر وآخر في فلسطين وآخر في الجزائر وفي العديد من الدول العربية، وهذه أول مرة أسمع فيها عن تنظيم الاخوان في مصر والعراق .
وبرغم نفي تنظيم الإخوان في مصر صلته بهذا البيان، باعتبار أن التنظيم منشغل بهمومه المصرية ولا ناقة له ولا جمل في الشأن العراقي، يبدو أن من قام بفبركة هذا البيان أراد من المزاوجة بين تنظيم مصر وتنظيم العراق أن يصنع من السيد الوزير (سيسي) جديد ويحاول أن يكسب تعاطف الرأي العام من خلال تصوير المشهد على أنه صراع بين القائد الضرورة الجنرال المستقل خالد العبيدي والقيادي الإخواني الذي يفترض أنه سليم الجبوري، فيما إذا كان سليم حقاً قيادياً إخوانياً أو شخصاً متحزباً .ثم هل يُعقل أن سليم أو هذا التنظيم قد يهددون الوزير بهذا الشكل العلني؟ ألا يخاف سليم على سمعته عندما ينشر هذا البيان (الطفولي) في وسائل الإعلام؟!
وحتى الساعات التي تلت استجواب الوزير كنتُ نوعاً ما متعاطفاً معه ومبهوراً بالمفاجآت التي تمخض عنها الاستجواب، وكأي عراقي كنت تواقاً لمعرفة الحقيقة وتمييز الصالح من الطالح وفرز النزيه عن الفاسد، لكن وللأسف، الوزير خيّب آمالي وكشف بسرعة عن زيف ادعاءاته من خلال قيامه بفبركة بيان على لسان جماعة ابتكرها وأسماها (الاخوان في مصر والعراق) ، ولو كان بريئاً حقاً لما اضطر لفبركة مثل هكذا بيان في غاية السخف والسذاجة .