22 ديسمبر، 2024 11:51 م

هل تلفظ الكهرباء أنفاسها الأخيرة ؟

هل تلفظ الكهرباء أنفاسها الأخيرة ؟

لقد كان لاكتشاف الكهرباء أثر عميق في تغيير مناحي الحياة الإنسانية وتغيير أنماطها ومستوياتها، ومنذ ظهور ذلك الاكتشاف العظيم سار ركب التقدم والمدنية قدمًا مع تطور الاكتشافات والاختراعات التي استجدت تباعًا في مجالات الكهرباء واستخداماتها المتعددة.
إذا اعتبرنا أن الماء والهواء هما العنصران الأساسيان لاستمرار الحياة، فإن الكهرباء ـ بلا شك ـ هي العامل الأساس لاستمرار التقدم والرخاء. فقد دخلت الكهرباء كل أنماط الحياة، وازدادت الحاجة إليها والاستفادة منها والاعتماد عليها في المنازل وفي المدارس والمكاتب والمتاجر وفي المشاريع الصناعية والتجارية والزراعية، واستخدمت في وسائل النقل والاتصالات والطب والتدفئة والتسخين والتبريد وفي شتى مجالات الحياة، كل هذا وأصبح إلانسان اليوم يعي تمامآ ما يجري من سلب علني لكل الخدمات التي هي الأساس لسعادته، منذ سقوط ٢٠٠٣ العراق تحول من بلد الخير وبلد الرافدين، أصبح بلد مجرد من كل شئ، من الصناعة، الزراعة، التعليم ، الثقافة، لماذا ؟ لماذا ياعراق الخير أصبحت فريسة لكل غادر خوان ، أصبحت فيك المشاريع معطلة، عطلت لأن مدادها عطل ، الكهرباء عطلت لانها هي بمثابة ماء الحياة للمشاريع، يا ترى أين الوعود التي أطلقت من هذا الوزير وذاك ؟ ورغم تعدد الوزراء الذين توالوا على إدارتها، وتعدد العقود الاستثمارية التي أبرمتها، إلا أنها لم تتمكن من إنهاء أزمة الطاقة في العراق، على أنه في عام ٢٠١٣ سيكتفي ذاتيآ من الكهرباء ويصدر إلى دول الجوار ! يا لله أين نحن من هذا الكلام ؟ العكس هو الصحيح نستورد من الجوار ونقنط على المواطن ( قوت بس لاتموت).
أذا أردنا أن نستنهض الأمر لإعادة الإصلاح الحقيقي نحتاج إلى أمرين ربما هم الأهم :
الأول: البحث عن العامل الذي يحمل صفات المواطن الصادق المخلص ، يهمه النجاح في تقديم خدمات متكاملة، يتاسئ بالآخرين في حالة عدم القدرة على النجاح يعلن استقالته وفاء للشعب.
الثاني : إعادة بناء حقيقي لكل محطات توليد الكهرباء ، مع تشغيل كل المصانع والمعامل والشركات ، وتشغيل اليد العاملة، ليصبح بلد متطور يعمل وينتج ويكتفي ذاتيا أسوتآ بالدول الأخرى.
أصبحت الصناعة ميتة الزراعةكل شئ ، متى نحي مصالحنا؟ هل نعيد معامل الاسمنت حتى لا نستورد الاسمنت؟ نخزن الماء حتى لا نستعطي، نزرع حتى لا نستورد الطماطة، نتحرر من تبعيتنا؟ نحب بلدنا اكثر من السعودية وقطر وتركيا وسوريا وايران ولبنان، إلى متى نبقى نعطي الشهداء دفاعاً عن مشاريع غيرنا؟
متى يبقى نور الكهرباء مضيئ لا ينطفي؟ هل ترفع الظلمات عن شعب يأبى إلا أن يعيش حرا ؟ .