12 أبريل، 2024 4:53 م
Search
Close this search box.

هل تكون طرابلس على موعد مع نورماندي؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

طال امد حرب تحرير العاصمة,التدخل التركي السافر جعل الجيش يغيّر حساباته,لم تعد المعركة مع ميليشيات الوفاق التي اوشكت على السقوط,بل مع قوات تركية غازية مدججة بكافة انواع الاسلحة المتطورة,تقود بنفسها العمليات الحربية,تضم في صفوفها ارذل اصناف البشر المنتهكين لحقوق الانسان في سوريا وجعلوا ارضها يابسة قاحلة كأنما حلّ بها الجراد بل هم اشد فتكا,ما استدعى اردوغان الى جمعهم كالقطيع ليذهب بهم الى اماكن رعي للتسمين,ومن ثم نقلهم الى اسواق اخرى للمتاجرة بهم,طالما وجد هناك من يدفع وبالعملة الصعبة التي بدأت الليرة التركية تنهار امامها محدثة ازمة اقتصادية فاقمت كورونا من حدتها بتأثيرها السلبي على قطاع السياحة.
الرئاسي وزمرته يتبادلون التهم حول (اهدار)المال العام,ومدى توظيفه في ساحة المعركة, المؤكد ان الخزينة العامة التي يستحوذ عليها الرئاسي شارفت على الافلاس في ظل توقف انتاج وبيع النفط والغاز وهبوط الاسعار العالمية,دعوة الرئاسي الى توحيد البنك المركزي بشطريه ماهو إلا ذر للرماد في العيون,بنك البيضاء كل امواله(اصوله)من الدائنين,بمعنى ايرادات النفط على مدى الاعوام الماضية كانت تصب في خزان الوفاق المثقوب من كل الجهات,للصرف على الميليشيات وتقديم المنح والهدايا والقروض بدون فوائد لحكومات الدول التي يسيطر عليها الاخوان المسلمون,فالوفاق وتلك الحكومات اذا اشتكت احداها ضائقة مالية او ما شابهها (سقوط مدوّ)تداعت لها البقية لتدافع عنها بالمحافل الدولية وان لزم الامر الدعم العسكري بصنفيه العتاد وأشباه البشر.
حشد الاخوان لمعركة العاصمة كل ما يملكون من وسائل الدمار الشامل,لأنها بالنسبة اليهم معركة وجود,غير مبالين بالأمم المتحدة وقراراتها وقتل الابرياء,ووقف تزويد المدن المناهضة للوفاق بمستلزمات الحياة من سلع غذائية ومحروقات ومواد طبية ومساعدات انسانية.
لم يعد هناك بد امام الجيش الوطني سوى النزول بكل ثقله,من اسلحة بمختلف انواعها وأصنافها,الجوية والبرية والبحرية,وعشرات الالاف من الجنود الذين وهبوا انفسهم لتحرير الوطن,الى ساحة المعركة التي اصبحت حتمية,لتعيد لنا شبح النورماندي,المعروفة تاريخيا(D-Day) التي انهت سنوات القتل والتشريد والتجويع بحق الاوروبيين والعالم اجمع,بسبب السياسة النازية التي انتهجها هتلر ومن على شاكلته,فالعدو واحد مع فارق الزمن,فالأتراك والألمان كانا في حلف واحد ضد الانسانية,ولتمحى من ذاكرة اردوغان المتطاول على الشعوب العربية, الحالم بإحياء الامبراطورية العثمانية التي ساهمت في تخلف رعاياها مدى تسلطها لبضع قرون, ولينكفئ المستعمر الدخيل الى عقر داره,ليحاسبه شعبه على جرائمه البشعة بإسقاطه سياسيا, ليفتح الطريق امام محاكمته دوليا,ليكون عبرة لأمثاله.
لتعود ليبيا بعد تطهير عاصمتها من كل الادران والأجسام الغريبة المتمثلة في الاخوان والمقاتلة ومن على شاكلتهم(نواب ومشائخ واعيان وساسة وأكاديميون-دفعت بهم الصدفة,يملئون الفضائيات على مدار الساعة بهيئاتهم القذرة,وكلماتهم البذيئة) وما يحملون من الأوبئة الفكرية المختمرة في اذهانهم التكفيرية,ابية شامخة كما عهدناها,لم ترض بالذل والهوان,بل قارعت الغزاة وأجبرتهم على الرحيل كرها,دولة موحدة ذات سيادة ينعم فيها الشعب بمقدرات بلده من موارد طبيعية ويستتب الامن ويشعر الانسان بالأمان الذي فقده على مدى عقد من الزمن.
تحية الى الشرفاء الذين تزخر بهم البلاد على امتداد ربوعها.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب