الثورة التي  ظهرت أفكارها بالبحرين وانطلقت في البصرة عام 869 هجرية كانت لها أسباب تتشابه مع أسباب خروج الجماهير للمظاهرات هذه الأيام في العراق , وأهمها كرامة الإنسان, اليوم وصلت الحال إلى سحق كرامة العراقيين والبصريين خاصة من قبل الحكومتين المحلية والمركزية  , ويبدو ان العوامل التي ساعدت قيام ثورة الزنج قبل 567 سنة تتكرر , بل يتحمل الشعب البصري أكثر مما تحمله الزنوج البصريين آنذاك ..

    كل الدلائل تشير ان الحكومة المركزية والحكومة المحلية يعيشان في وادي والشعب في واد آخر , الأمر الذي يحسب له الجمهور الغاضب ألف حساب , هما مراعاة جانبين مهمين , هما :

1-     موقف المرجعية العليا ودورها في الضغط على السياسيين معبرة من خلال خطب الجمعة عدم قبولها بالمراوغة الحكومية . وتعتبر  الجماهير هذه الخطب قمة في القيادة الميدانية …

2-     الجمهور الغاضب أكثر وعيا وثقافة وحرصا على البلاد حيث يدافع أبناءهم  { دون أبناء المسئولين } ضمن قواطع الحشد الشعبي المقدس في جبهات القتال ..ويعرفون تماما خطر داعش أكثر من أي مسؤول حكومي ومن أي حزب سياسي ..

لولا هاتين الفقرتين لانطلقت منذ أيام ثورة الزنج البصرية .. وربما مقدماتها قريبة لو تمسك المسؤولون ورؤساء الكتل بحيتانهم الكبيرة في الكابينه الحكومية , وحرصوا على سرقة الأموال أكثر من حرصهم على الشعب ..