17 نوفمبر، 2024 11:32 ص
Search
Close this search box.

هل تفترش البيشمركة مقرات الجيش العراقي بكركوك ؟

هل تفترش البيشمركة مقرات الجيش العراقي بكركوك ؟

بجانب أنّها 33 مقرّاً للفرق والألوية العسكرية والوحدات الأخرى , ويتصدّرها المقرّ العام لقيادة العمليات المشتركة , والتي بدأت تشدّ الرحال وتحمل حقائبها وتُرحّل دباباتها ومدفعيتها , بغية تسليمها الى ” الحزب الديمقراطي الكردستاني ” بزعامة السيد البرزاني .

واذ هذا يشكّل الحدث الأحدث والفريد في تأريخ الدولة العراقية قبل وبعد الإحتلال . فقُبيلَ الخوض في قيعان هذا الغمار , لماذا لم يجرِ انشاء وتشييد مقرات جديدة لهذا الحزب , مع الإبقاء على مقرّات القوات العراقية في امكنتها في محافظة كركوك النفطية .؟! , وكأنّ التساؤل الإستفهامي هذا يجيب عن نفسه دونما تدوين كلماته .! , وكأنه جرى غرزه في مسامات ورؤى كافة العراقيين .

وحقّاً ومئة الف حقٍ وحقٍ فقد فاجأ رئيس الوزراء السيد السوداني كل العراقيين والدول العربية بقراره المنفرد بتسليم كركوك الى هذا الحزب الكردستاني دون سواه , ومن المشكوك فيه الى حدٍ ما , أنّ هذا القرار جرى اتخاذه بموافقة ” الإطار التنسيقي ومكوناته وفصائله . ( وصلنا توّاً خبراً عن دخول السيد قيس الخزعلى – امين عام عصائب اهل الحق على خطّ الأزمة في كركوك , معبّراً بطريقةٍ دبلوماسية وقانوية غير مباشرة عن رفض تسليم المدينة وإخراجها من سيطرة الدولة , مضيفاً : ” دعونا نحتكم للمنطق وتقديم المصلحة العامة ” . ولعلّ السيد الخزعلي لم يكن على علمٍ مسبق بهذا الإجراء , ويبدو أنّ هذا الموقف الأعتراضي يمثل اوّل الغيث قطرة .!

بصراحة , ما قام به السوداني غير قابلٍ للإستيعاب ولا للمضغ السياسي وسواه وشكّل صدمةً اخرى افرزت عن تظاهراتٍ احتجاجيةٍ عارمة للمواطنين العرب والتركمان من القاطنين في محافظة كركوك , رفضاً لتسليم المدينة لهذا الحزب , والمسألةُ قابلة للمضاعفات والتطورات على كافة الصُعُد داخل كركوك وعلى مستوى الدولة العراقية والقوى التي تقودها , ولابدّ انّ هذه القوى او بعضها تجري مباحثات خاصة مع السوداني بالضد من هذا القرار المجحف والذي ليس سهلا التراجع عنه , اذ يترآى مسبقاً أنّ وراء الأكمّة ما وراءها

إنّ جسامة وخطورة هذا القرار المغطّى بعناصر الأبهام , والذي شكّل اهانةً كبرى للقوات المسلحة العراقية التي استرجعت وحررت كركوك من احتلال قوات البيشمركة في عام 2017 في عهد ولاية رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي , فهذه الجسامة تكشف بوضوحٍ ساطع أنّ قرار السوداني هذا هو على حساب ” الأتحاد الوطني الكردستاني ” وهو الأقرب والذي يتمتع بعلاقاتٍ ستراتيجيةٍ مع قوى الأطار التنسيقي , وذات الأمر موصول بالضد مع المصالح والأهداف الأيرانية والتي تتحكم بأدارة مفاصل الدولة العراقية بشكلٍ او بآخر .

أخطأَ رئيس الوزراء السيد السوداني في عدم تمهيد الأرضيّة المسبقة لإطلاع الجمهور عن المبررات الأفتراضية لتسليمه هذه المحافظة الى القيادة البرزانية وسحب الجيش منها , بل أنّه خلقَ معارضة شعبية – جماهيرية ضد نفسه .! , ومن غير المستبعد انطلاق تظاهرات احتجاجية على مستوى العاصمة والمحافظات بهذا الشأن , ولا توجد ايّ جهةٍ سياسية او غير سياسية تؤيد هذا القرار المجهولة اسبابه .!

واذ هنالك فترة معلّقة وقصيرة لبلورة وتخمّر الموقف العام المتضاد مع هذا القرار الذِي قرره السوداني بمفرده ” على ما يبدو لحدّ الآن ” , لكنه ومن احدى زوايا الإعلام فيصعب الجزم والأفتراض أنّ صفقةً ما جرى عقدها مع الأمريكان او فرضوها الأمريكان فرضاً , ودونما دليلٍ لذلك .!

من جانبٍ آخرٍ وملاصق , فتشير التوقعات والمؤشرات الى تقدّم وزحف قوات البيشمركة وبكثافة نحو كركوك , حالما إتمام انسحاب القوات العراقية , وهل سيفرز الى السيطرة على نفط كركوك وتحويل حسابه الى حساب الحزب الديمقراطي الكردستاني , بدلاً من الخزينة العراقية.

أحدث المقالات