9 أبريل، 2024 10:32 ص
Search
Close this search box.

هل تغيرت بنا الحياة ام تغير الانسان نفسه!!! وماهي الأسباب؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

أحاول ان اقنع نفسي دائما بانني ما زلت اعيش الماضي والحاضر بصورة متساوية ولكن نفسي تراودني بالشك احياناً في مسألة الوقت بين الحاضر والماضي بين ذلك الليل في الصيف او الشتاء الذي كنا نعيشه في القرن الماضي وخاصة نحن ابناء القرى حيث كان الليل في صيفنا طويل وفي شتاءنا ممل كانت الساعة الحادية عشر مساءً تعتبر لدينا ساعة للنوم الاجباري فتجد احدنا ينام وهو جالس مقابل شاشة التلفزيون دون ان يشعر بنفسه وخاصة عندما كنا نشاهد فيلم السهرة الذي غالبا ما كان يتم عرضه يوم الخميس فقط…
كان الليل طويل جدا وعيوننا لا تستطيع المقاومة الى منتصفه وكان النوم كما يسمونه سلطانا فوق عيوننا فتجدنا نقاومه ولكن في النهاية ينتصر علينا فننام تاركينا فيلم السهرة الى منتصفه والذي طال ما انتظرناه بلهبه شديده كنا نشعر ان الليل طويل جدا وان السهر الى الصباح يعتبر من المستحيلات الا في الحالات الاضطرارية والنادرة جداً عكس ما موجود في يومنا هذا فاغلبنا اصبح يبقى جالسا في بيته حتى وان كان وحيداً الى حين موعد اذان صلاة الفجر.. لا اعرف ما الذي تغير في الدنيا لكن كل الذي اعرفه ان عدد الساعات ما زال ثابتة في الليل وفي النهار…… كان الاطفال في وقتنا ينامون قبل الكبار بأكثر من ساعتين او ثلاث تقريبا اما اليوم فإنني ارى ان الجيل الجديد يسهرون ويبقون مستيقظين الى طلوع الشمس ثم ينامون اكثر من منتصف النهار وهكذا تدور بهم الايام… ان المشكلة الاكبر ان اغلب الشباب في العراق يتصورون ان اغلب شعوب العالم تعيش حياة السهر بالكامل.. ولكنهم في ظنتهم هذه مخطئون جدا فكل من يذهب الى دول الجوار او الى الدول الأوروبية يشاهد ان اغلب اسواقهم التجارية تغلق ابوابها باكرا وان الهدوء يسود المدينة ليلا وهذا دليل على عدم وجود حركة بشرية هناك… اننا اذا بحثنا عن الاسباب الرئيسية وخاصة في ظل ما نعيشه اليوم وبعد ما رأينا الكثير من الشباب سواء الخريجين منهم او الذين ما زالوا طلاب مدارس او جامعات ان المشكلة الرئيسية هي البطالة فاليوم اصبحت البطالة مرض خطير يساعد في تفكيك وطمس اغلب العادات والتقاليد في المجتمع لان اغلب الشباب يشعر بأنه بدون عمل ولا حاجة له ان يجلس من الصباح الباكر وهذه هي الطامة الكبرى فإلى اين نحن ذاهبون والى أين تذهبين يا سفينة العراق بنا…
فشبابنا اليوم قد خابت آمالهم وهم في عمر الورود
…. الى اين تذهبين واين سوف يكون مرساكِ ونحن اليوم لا نستطيع ان نقنع ابنائنا بان السهر يعتبر ممنوع او غير مرغوب فيه ولكننا بالمقابل نتنازل عن تلك الاوامر لأسباب نعرفها وهي موجودة على ارض الواقع..
هذا من ناحية والناحية الاخرى ان اغلب الاباء اصبح مجرد اسم في هوية الاحوال المدنية وان اغلب الامهات اصبحت الذراع الايمن لابنها حتى وان كان على خطا… عواصف كثيره تمر في مجتمعنا اليوم من دون علاج… عواصف غبارها كبير ولا نعرف ماذا وكيف نعالج التخلص من هذا الغبار. آباء مثقلين بطلبات ابنائهم وخاصة البنات وما تحتاجه من وسائل عصرية…
سؤالي الى كل الاباء والامهات ان نشترك جميعا في الراي ونخفف ما نستطيع تخفيفه لأننا نعرف ان هناك قرارات تعود للدولة نفسها وكلنا يعرف ان دولتنا بحاجة الى تخطيط والى بناء جديد والى تنظيف للأنفس وخاصة لدى اصحاب القرار الذين اصبح الشغل الشاغل لهم المال فقط ولا غير سوى المال… كان الله في عون الاباء والامهات وهم يرون بأم اعينهم ابنائهم يسيرون في اتجاه معاكس للحياة
ولا يستطيعون تغيير اي شيء..
مشتكانا الى الله ان يغير حالنا الى افضل حال…..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب