19 ديسمبر، 2024 8:32 م

هل تعود الدعوة بعد تفسّخها؟

هل تعود الدعوة بعد تفسّخها؟

الحلقة الخامسة و آلأخيرة
كيف ضَعَفَ بل فَسَدَ [(الطالب) و (المطلوب)ٍ]؟:
صحيح أنّ هناك إجماع بين المُحلّلين خصوصاً في الأوساط “الشيعيّة” منهم بأنّ سقوط حكم “الشيعة” بقيادة (دعاة اليوم) بعد صعودهم للحكم في 2003م بفضل دماء الشهداء لا بجهاد وعقول الذين تصدّروا الواجهة الشيعية بعد ما مَهّدت لهم دول الحلفاء المقدمات اللازمة بآلقضاء على أجهل و أقسى وأظلم نظام في التأريخ .. تَلَتْها سقوطهم الطبيعي و خروجهم من السّاحة بل من قلوب الشعب وهو الأقسى و الأمرّ, هذا بعد خمس حكومات شيعيّة توالت بعد 2003م تسبّبت في شلّ و تفرّق بل وكراهية الشعب لهم؛ نتيجة ألأميّة الفكريّة وغياب معنى و فلسفة ألحُكم في الأسلام و العقيدة الأصيلة و التشبث بآلقضايا السّطحيّة التي إتّصف بها (دعاة اليوم) فتسبّبوا بحدوث ذلك الفساد العظيم الذي لا يُمكن أنْ ينتهي بسهولة لكونه أصبح ثقافة أساسيّة وصِفة رئيسيّة للتنافس على الحكم ميّزت كلّ العراقيين عن غيرهم نتيجة لقمة الحرام التي تلذّذ بها الناس ولا يقبل بديلاً عنها, حدث هذا نتيجة فقدان الثقة الذي رسّخه النظام الصداميّ عبر ممارسات يومية خبيثة للغاية على مدى نصف قرن تقريباً رعاها من بعده الأستكبار العالمي من خلال الحكومات “الدّيمقراطية” التي إستنزفت الدّماء بسرقة الأموال وآلتآمر على العراق من خلال حشد آلدّواعش بنوعيه العنيف و الناعم و أخواتها بقيادة أمريكا و دعم الدول العربية لشلّ وإفشال حركة المقاومة وإيقاف المدّ الشيعيّ عموماً ضد المتسلطين على الأمّة و تحويل العراق و محيطه إلى محميّة أمريكيّة تتأرجح بين ثلاث حكومات رئيسة؛ (الحكومة, العشائر, ألمرجعية) وتتفرع عنها مئات الأحزاب والمليشيات و الكيانات المختلفة التي لا حول ولا قوة ولا إدارة و لا فكر ولا أهداف إستراتيجية مركزية لها .. إلا بحدود حفظ أمن البلاد بقدر تأمين تصدير النفط بطاقة إنتاجية عالية وصلت لـ 5 مليون برميل يومياً لتسديد رواتب و مخصصات ألمُتحاصصين الذين يسرقون علناً و بلا حياء كل شيئ و يشترون بها القصور والفلات في أوربا و أمريكا ودول الجوار, و بصرف النظر عن حجم هذا الدّمار الكبير الذي كان بآلأمكان درئهُ .. يأتي سوء الإدارة والفساد الماليّ و الأقتصاديّ و الأمنيّ الذي سبّب إفشال جزء هام و ركن إستراتيجيّ من مشروع الصعود “الشيعي” في العراق وآلمنطقة وحتى العالم بعد 2003م, هذا إلى جانب إصطفاف الإرهاب العنيف بجانب الأرهاب الناعم عن طريق الأقتصاد والتآمر السياسي والمخابراتي والإعلامي لمختلف الأطراف الطائفية المحلية والإقليمية والعالمية التي تواأمت ضدّ هذا المشروع التاريخي – الكوني المصيري الذي كان ينتظره أطراف عدّة و حتى المستضعفين كفرصة أخيرة لنجاة العراق المشمول بدعاء الحسين(ع) الأئمة المظلومين الذين قُتلوا ظلماً؛ وكذلك إصرار الطرف الأمريكي على فرض مشروعه السياسي والثقافي؛ فإنّ العراق في المحصلة النهائية ـ تجاوز في الظاهر بعد العام 2003م مرحلة الدكتاتورية و النظام الشمولي الظاهري الذي عمره يمتد لألاف السنين منذ نشأة ما أسموه (آلحضارات) التأريخية التي أنشئت لرفاه الفراعنة و السلاطين و الحكام مع نسائهم و ذويهم في قصورهم التي بُنيت على جماجم الفقراء!
وفي الحقيقة لو تعمّقنا اليوم في واقع الأمر لرأينا إستمرار تفاقم الأوضاع أكثر, حيث تحول الوضع السياسي الى دولة فيها دكتاتوريات تحاصصيّة متعدّدة يشارك فيها جميع الأحزاب و المنظمات و هؤلاء بمجموعهم لا يمثلون سوى 2-3% من الشعب يتقدّمهم المكوّن آلشيعيّ، وهو ما جعل من هذا المكون الجديد أنْ يتلقى جميع الضربات على مستوى السياسة العربية بعد ما أصبحت بؤرة أساسية للاستهداف الإقليمي الطائفي و العروبي بآلذات، لأنّ المنظومة الإقليميّة الطائفية و بتوجيه من أسيادهم لا تستطيع التأقلم مع الواقع السياسي الشيعيّ الجديد في العراق الذي يعادي المصالح الأستكبارية، خصوصاً بعد ما أصبح الفاعل الأبرز في العملية السياسيّة و العسكرية وفي تحديد مضمون الحكم وشكله على أساس المحاصصة، فضلاً عن قدرته على تفتيت المشروع الأمريكي في العراق من داخلة وخارجه بدعم ورعاية إيران، وإخراج القوات الأمريكية والأجنبية التي صرفت أكثر من 5 ترليون دولار للدخول في تلك المجازفة الأخطر في كل التأريخ البشري.

كل هذا صحيح .. بل و واقع عاشه و يعيشه العراق اليوم تفصيلاً .. و لا يختلف عليه عاقلان ناهيك عن باحثان؛ لكن الأصحّ أيضاً أن أسباب هذه المحنة و النتيجة السّلبيّة الكارثيّة على الشيعة و دورهم في العراق و المنطقة و هو الأهم؛ كان سببها بآلدرجة الأولى عقيدة و ثقافة المُتصدين و فساد الحاكمين و عدم كفائتهم ألعلميّة و الفكريّة و الثقافيّة والعقائديّة لعبادة ذواتهم دون الله تعالى وقد أشرنا تفصيلا لذلك في حلقات ودراسات سابقة(1) بآلأضافة إلى مواضيع و مقالات مُتعدّدة سبقها إعتراضي العلني على ممارسات (دعاة آليوم) منذ لقائي بهم عام 1980م و ما بعده, ولكنهم و بلا حياء بدل أن يتدارسوا آرائي و ملاحظاتي المبنية على نهج الصدر الأول, شكلوا محكمة حزبية إستهزأت بهم وقتها, و لذلك تفاقم الفساد و كثرت الأنشقاقات و بعد 2003م شرعوا حتى سرقة الأموال و الرواتب والمشاريع الوهميّة إلى حدٍّ عَبَرَ سقف الملايين و عشرات و مئات الملايين من الدولارات إلى المليارات .. حتى قدّرَ البعض مجموعها بأكثر من (نصف ترليون) دولار أضيف لها مئات المليارات من الدّيون والقروض الأضافيّة من البنك العالمي و الدول الصناعيّة الكبرى!
و المحنة الأكبر و الكارثة العظمى, بانت حين أعلنوا العفو العام على الفاسدين بدل محاكمتهم وسجنهم ليعودوا مرة أخرى لأدامة نشاطهم في إفساد الناس بعقائد لا ترتبط إلا بآلشهوة و النفس و المشاريع الحرام بدل مشروع الله الذي لم يعد له ذكر حقيقي في أوساطهم

هذا الفساد الأداريّ و الماليّ و الأقتصاديّ و الاجتماعيّ و الأخلاقيّ بجانب الدّيون الثقيلة و الرواتب الظالمة التي لم نشهدها حتى في اقوى البلدان الأقتصاديّة العالمية كأمريكا و كندا و إستراليا و كذلك نظام المحاصصة وآلمشاريع الوهمية؛ كان له ألأثر الواضح وآلأكبر في إستدراج و تمويه شيعة العراق يتقدمهم (حزب دعاة اليوم) ألذين لم يحمل ألمتصدين فيه أيّ همّ أو غمّ أو ثقافة أو فكر أصيل على صعيد الحكم و النظام لجهلهم بفلسفة الحكم في الأسلام .. سوى جمع و نهب أكثر ما يمكن من المال و الأملاك و الرّواتب لتأمين مستقبل عوائلهم و ذويهم و ربما مقرّبيهم بدل بناء الأنسان و الوطن, كلّ هذا حدث و لا يزال .. و الشعب يرقب بدقة كلّ حركة و كلّ عمليّة فساد و كأنه مسلوب الأرادة و الخيار .. لعدم جدّية و سعي الحكومات المتتالية لعلاج الأوضاع خصوصاً الصّحية والتعليمية والخدمية والأقتصادية!

و الحقيقة ألمفرحة – المحزنة – في نفس الوقت و كأنها مُقدّرة بلا إختيار والتي لا يمكن إنكارها و الخلاص منها؛ هي أن عودة “الشيعة” لحكم أكبر البلاد الأسلامية ألمتمثلة بـ(إيران)؛ لم تكن مجرّد ثورة تقليدية كبقية ثورات العالم و بحجم بلد كإيران فقط و لا بحجم عدّة بلدان إسلامية؛ بل كانت ثورة عملاقة إمتدت و أيقظت كل الناس من سباتها و غيّرت مسارات القوى في العالم وهدّدت عروش المستكبرين شرقاً وغرباً بحيث لجأت الدّول العربية الجاهليّة مسرعة لأحضان الدّول الكبرى عارضين عليهم كلّ خزائنهم و قواعدهم و ما يملكون للوقوف بوجه ذلك آلمدّ الأسلاميّ الشيعيّ الخطير ألذي أسموه بـآلخطأ بـ (الهلال الشيعيّ) لأنهُ في الحقيقة كان تمام البدر على تمام الأرض .. لذلك توالت على العراقيين – الشيعة – الذين سبقوا جميع الشعوب بإبداء تعاطفهم مع الثورة؛ ألتّهم الجاهزة القديمة و الحديثة والكذب والدّعايات ألرّخيصة ضدّهم و حتى فرض الحصار عليهم لتشويه سمعتهم, و أبرزها تهمة الطائفية, بينما الفريق الآخر المقابل الذي حكم البلاد الأسلاميّة قاطبة لأكثر من ألف عام, لم يُسمعهم أحداً من طرف الشيعة كلمة (طائفيّة) بل دعموهم في مواقف مصيريّة كثيرة رغم أن كلّ حركة و موقف منهم حتى الصغيرة ناهيك عن الكبيرة كانت ترمز للطائفية لوجود سند يحميهم و يوجههم وحكومات كبرى تحتضنهم وأطماع مادية تستهويهم, بحيث إن الفوارق المذهبية و الطبقيّة وصلت حداً بالغاً و معيباً للغاية .. جعلوا معه الدخول للقوة الجويّة العراقيّة و حتى تسنّم قيادة الفرق وآلفيالق في الجيش مثلا محرّمة على الشيعة و هكذا المناصب الهامة كآلماليّة والأمنيّة والعسكريّة الأخرى و كان يُعمل به كقانون و إن لم يذكر في اللوائح المكتوبة, و الحقّ أن (صدام) نفسه كان يكره إسم الدِّين و التّدين بحيث أعدم الكثير من أبناء السُّنة الشرفاء لكونهم كانوا مؤمنين بآلحق و العدالة كآلبدريين و الكبيسيين و غيرهم من الذين إختلفوا معه سياسياً لا مذهبياً, لكنه تظاهر أمام القضاة بآلدِّين نفاقاً أثناء محاكمته متأمّلاً الخلاص من حبل المشنقة.

كلّ هذا النفاق و الدّمار والفوضى ما كان ليحدث لو كان الشيعة و حتى السُّنة يُدركون حجم المؤآمرة و بآلتالي السعي لدرأ الفساد وآلمحاصصة بشيئ من الحكمة و التعقل و الأنصاف لكسب مودة الشعب على الأقل الذي كان يرى (حزب الدعوة) صورة عن الصدر الأول, بل و أقدس حزب في الوجود, وكان – أي الشعب – سيقف معهم ويساندهم ضدّ المؤآمرات .. فيما لو كانوا – أي دعاة اليوم – يدركون بأنّ القضية الأسلاميّة بقيادة ممثل نهج أهل البيت(ع) في هذا العصر .. مسألة كبيرة و حساسة بحجم الخلافة الكونيّة و ما عداه من العبادات فروع, لأن الولاية تتعلق و ترتبط بأهم قضيتين في آلأسلام .. شئنا أم أبينا و هما:
مسألة المرجعية الدّينية و القيادة الأسلامية المتمثلة بآلولاية في زمن الغيبة الكبرى التي نعيش آخر فصولها.
مسألة الثورة الحسينية كنهج ثوري لا يساوم الظلم و الظالمين خصوصا في الجانب الحقوقي لكونه أساس العدالة, و لم يكن إلتزامهم الظاهري بآلولاية بعد تشكيل الأئتلاف الشيعي سوى شكلياً ولم يكن كعقيدة و متبنيات عملية على صعيد الواقع لهذا لم يفلحوا سوى ببعض حطام الدنيا!

هذه القضية المركزية التي تعتبر سرّ الصراع العالمي اليوم – بآلمناسبة قد أشار لها آلسّيد كيسنجر مرّات و بقوّة حتى قبيل حرب الخليج الأخيرة بساعات قبل بدء عاصفة الصحراء حين إلتقاه الرئيس بوش و القيادة العسكريّة الأمريكيّة لأخذ الأذن النهائي لأعلان ساعة الصفر .. ليُعيد زبدة عقيدته الخاصّة بهذا الشأن لكبار المسؤوليين في البيت الأبيض ألذين حضروا أمامه .. بمن فيهم الرؤوساء الأمريكان؛ حيث أكّد تنبيهه السّابق بكون الخوف و الهاجس الوحيد من الدخول في منطقة الخليج عسكرياً هو من (الأسد النائم) الذي لو إستيقظ سيغيير كل شيئ .. مؤكداً عليهم بأنّ كل شيئ سيكون على مايرام بحسب خطة (المنطقة الكبرى) بإستثناء الخطر الحقيقيّ الذي يبدأ مع يقظة ذلك الأسد و يقصد به (الشيعة), لذلك عليهم التفكير و التخطيط لعلاج الأمر الذي من المحتمل أن يظهر وبقوة!
إنّ آلذي لم يكن بآلحسبان, هو أن الأمريكان أرادوا الهيمنة على كل منطقة الخليج لمحاصرة ذلك المدّ الذي نبّههم عليه الولي الأعلى للسياسة الغربيّة المفكر السياسي (هنري كيسنجر), و لذلك رأينا بعد حرب الخليج الثانية ثم الثالثة, أنه لم يكن هدفاً أمام الأمريكان و معهم الغرب؛ سوى تضيق الخناق على عرين ألأسد كعمق إستراتيجي وإبقاءه و حصره في (العراق) الذي يعتبر بوابة الأسلام نحو العالم العربي الذي يحيط بـ (دولتهم) المدللة التي من الممكن إزالتها بعد محاصرتها من ثلاثة جهات!
لذلك مهّدوا بذكاء و تخطيط لأستنزاف .. ثم لأستدراج الشيعة .. و دعم “القادة” الأسلاميين العراقيين (المنهمكين المشتتين) خصوصاً (الأسلاميين اللنديين) جماعة (أبو ناجي) كي يتمّ كشف عوراتهم أمام الشعب العراقيّ وبآلذات أمام الأكثرية الشيعية بعد غوصهم في المال الحرام .. و كان ما كان من فضائح أسقطت ليس فقط (دعاة اليوم) بل هيبة كلّ المذهب و الفكر الشيعي لدى العراقيين قبل غيرهم, هذا بآلتزامن مع المفاسد وآلسرقات المالية الكبرى التي أنهكت العراق وجعلته مدينا ً لكل الحكومات والنبوك العالمية وهي الدّولة الأغنى في العالم أصلاً لتصبح دولة فقيرة تابعة لا تنفك من المدار الأمريكي المهيمن على الشرق الأوسط, كل ذلك لحفظ ربيبتها من رياح التيارات المقاومة التي هي الأخرى أحاطت بتلك الدولة الهامّة لمصالح آلغرب كله على المدى البعيد .. فسارعت لتشكيل جبهة دوليّة في وارشو لوضع النقاط على الحروف بهذا الشأن بعد نجاحها في المراحل السابقة!

والآن يُمكننا جواب السؤآل[هل تعود ألدّعوة بعد تفسّخها؟] كعنوان لهذا آلبحث بوضوح, وهو:
إنّ حكم (دعاة اليوم ألمرتزقة) قد إنتهى ولا عودة لهم مُجدّدا للحكم بعد ما قتلوا نهج وفكر الصدر الفيلسوف عملياً, بينما صدام على ساديّته ودعم الأستكبار العالميّ له؛ لم يستطع سوى قتل جسده الشريف .. وتلك هي مسلك (السياسة) و ديدنها .. حين تجرف من تجرف بلا عودة, والناس تحكم بعيونها خصوصاً في تجربة العراق الجديد, وسيبقى جانباً من الحكم بيد “الشيعة” و يستمر شكليّاً لا حقيقيّاً لأدارة العراق بشكل خاطئ لحفظ مصالح الأستكبار و “دويلتهم” و هو شيئ طبيعي و مقصود لفقدان العراق إلى (ألمُفكّر أو الفيلسوف) الذي وحده يستطيع ترشيد الفكر و قيادة العراق و نجاته, خصوصاً في مسائل العمران و التمدن و التحضر و ما يتعلق بآلسعادة و الأمن الداخلي و السياسة الخارجية و التعليم والتخطيط الأستراتيجي الذي لا يعرف عنه قادة ألأحزاب المتحاصصة وحتى الجامعات العراقية تعريقا صحيحاً .. لتدني الوعي الكونيّ و آلأنحطاط الثقافي للشعب بصورة عامّة كنتيجة لثقافة و مُتبنيات الأحزاب الهشة, إلى جانب فقدان الثقة و إختلاف النوايا حتى بين أعضاء الحزب الواحد لذلك سيبقى المستقبل القريب و حتى البعيد مجهولاً و غامضاً و كارثياً!

و الهدف النهائي من كل ذلك للأستكبار العالمي, هو: تحجيم و منع إمتداد الثورة الأسلامية للعراق و لباقي الدّول العربيّة تباعاً بشكل حتميّ, و هذا هو بيت القصيد من صرف أمريكا أو بتعبير أدق؛ إستثمارها لأكثر من (5 ترليون) دولار و هو رقم كبير و رهيب في في حرب دولية شبه عالميّة عميقة ألمغزى للسيطرة على موارد و مستقبل و روح المنطقة!

خلاصة البحث: خمسون حزباً مثل حزب (دعاة اليوم) وأضعاف أضعاف ذلك العدد من الأحزاب الأخرى المشابهة .. سوف لا و لن يكون بمقدورهم الوقوف بوجه الظلم المترسخ و صدّ الهجوم والمدّ الغربي – الأمريكي بآلطرق التقليديّة – خصوصاً العسكرية وآلتكنولوجية, بينما كان بآلأمكان جدّاً وعلى الأقل كسب ثقة الشعب لجانبهم من خلال خدمتهم و تقسيم الثروة بينهم بآلتساوي, لتكون قوة معادلة تصطف مع المخلصين في الحركة الأسلامية لمواجهة ذلك المدّ الأستكباري وتكنولوجيته, لكنها أيّ (الدّعوة) و معها المتحاصصين و بسبب الأنا و شهوة النفس و حبّ المال و تقديس الذات بجانب ألأسباب التي عرضناها و في مقدمتها فقدان النهج العلوي الذي مثّله الأمام الفيلسوف محمد باقر الصدر في مسيرتهم وفي الحكم؛ قد تسببت جميعها بخسارة كبرى للشيعة .. خسارة لن تُعوّض بسهولة لحجم و تشعبات وإمتدادات المسألة و تداخلاتها مع النظام الكونيّ و مستقبل البشريّة خصوصاً الدّول المحيطة بآلعراق, بل ترتبط بمصير كل العالم الذي سوف لا و لن يستقر بعد اليوم إلا بظهور الأمام الغائب(ع) على ما يبدو لضعف بل فساد الطالب(ألدّعاة) و آلمطلوب(ألحكومة) ونجاح التوحد الأستكباري في مقابلهم, و الله المستعان و هو خير الوارثين.

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) للمزيد راجع مباحثنا و دراساتنا بهذا الشأن و منها: [مستقبلنا بين الدِّين و آلدِّيمقراطية] و [محنة الفكر الأنساني] و [الشهيد الصّدر؛ فقيه الفقهاء و فيلسوف الفلاسفة] و [ألصدر و دعاة اليوم] و [قصّتـنا مع الله] و غيرها كثير.

أحدث المقالات

أحدث المقالات