17 نوفمبر، 2024 2:05 م
Search
Close this search box.

هل تعلمناها وطبقناها على نهج الحسين؟!

هل تعلمناها وطبقناها على نهج الحسين؟!

قال تعالى ( لَيسُوا سَوَاءً مِن أهلِ الكِتابِ أُمّةٌ قائمةٌ يَتلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ الليلِ وَهم يَسجُدُونَ * يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليومِ الآخرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وَيُسارِعُونَ في الخَيراتِ وأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحينَ ) سورة آل عمران : 3 / 113 ـ 114 .
جعل الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من علامات القيام بالواجبات ، ومن علامات الصلاح ، فلم يشهد الله تعالى لهم بالصلاح بمجرد الإيمان بالله واليوم الآخر حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ومفهوم الآية هو انّ الذين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر لايعدّون من الصالحين ، ولولا الوجوب لما نفى صفة الصلاح عنهم .
ويؤيد الوجوب ما روي عن ابن عباس في تفسير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للآية ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، ولتأخذنَّ على يد السفيه ، ولتأطرنه على الحق اطراً أو ليضربنّ الله قلوب بعضكم على بعض ويلعنكم كما لعنهم »
وقال تعالى ( يَا أيُّها الَّذِينَ آمنُوا قُوا أنفُسَكُم وأهلِيكُم نَاراً وقُودُها النَّاسُ والحِجارةُ… ) سورة التحريم : 66 / 6 .
وقاية الأهل من النار تتم (بدعائهم إلى الطاعة وتعليمهم الفرائض ، ونهيهم عن القبائح ، وحثّهم على أفعال الخير) .
والوقاية هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال « لمّا نزلت هذه الآية… جلس رجل من المسلمين يبكي ، وقال : أنا عجزت عن نفسي ، كُلّفت أهلي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك ، وتنهاهم عمّا تنهى عنه نفسك » .
وفعل الاَمر (قوا) يدل على الوجوب ، ويتحقق هذا الفعل إن قام الإنسان بالاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهما واجبان ؛ لاَنهما مقدمة من مقدمات الهداية والانقاذ من النار .
وبذلك تجد خروج الإمام الحسين (عليه السلام ) لتفعيل هذهِ الفريضة الإلهية المعطلة أنذاك حيث قال («إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر ).
وهنا لابد لنا أن نسأل أنفسنا ونحن سائرون إلى إبي الأحرار وخاصة في هذا الوقت وهو ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) هل طبقنا هذهِ الفريضة التي من أجلها قتل (عليهِ السلام) أم نحن ممن تمسك بإسمهِ وابتعد عن منهجهِ؟؟!!
وهذا ما أشار إليهِ المحقق الكبير السيد الصرخي الحسني في مقتبس من بيانهِ “محطات في المسير إلى كربلاء”
“لنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات: هل تعلمناها على نهج الحسين (عليه السلام) ؟ وهل عملنا بها وطبّقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار (عليهم السلام) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين ؟ .”
هكذا كان خروج الحسين عليه السلام احياءً لنهج ورسالة رسول الله “صلى الله عليهِ وآلهِ “التي حاول الطلقاء محوها وجعلوا من معاوية أمينا على الوحي ودسوا في أحاديث رسول الله ولولا خروج الحسين لأصبحنا جميعاً عبيداً عند حثالة البشر لاقيمة لرأينا ولاستر لنا ولا احترام لإنسانيتنا .فسلام عليك سيدي يا أبا الأحرار , بفضلك ننعم بالحرية وبدمك المسفوك عرفنا معنى الكرامة ومنك نستمد القوة في مواجهة الطغاة عبر العصور.

أحدث المقالات