ليس غريب علينا كشعب ان يظهر قائد او رئيس او راعٍ يخطب, فالخطابة هي الشئ الوحيد الذي رأيناه طيلة 35 عاما. لكن والحق يقال خطب الامس بما كانت تحويه من سم وكراهية وترهيب وترويع كان خطيبها يمتلك الكارزمية, هذه الخصيصة النفسية التي تمنح صاحبه الهيبة والوقار بما تتضمنه من رأس عال وعينين راكزتين تعرف اين توجه نظراتها المعبرة وصوت جهور متغير النبرة حسب ما يرد في الخطاب له القدرة على التأثير النفسي والعاطفي بالمتلقي. كل هذا لم نراه بخطاب “ريسنا” رئيس وزرائنا بكلمته الاسبوعية حيث يظهر اشبه بطالب مدرسة يقرأ النشيد امام زملاء يضحكون ومعلمة غاضبة, يفرك يديه ببعضها ويرفعها تارة وينزلها اخرى, يتلكأ في قراءة خطاب مكتوب وهو الدارس للغة العربية. ماذا جرى يا دولة الرئيس هل ترهبك الكامرة ولا يرهبك الشعب ؟ هل كتب في الخطاب حقا هذه الجملة “استهداف الاخوة الذين هم من الاخوة …”؟ هل هذه فصاحتك ؟ غريب ما يحصل يا دولة الرئيس كنت اظنك افضل من هذا,ماذا سيقول محمد مرسي الرئيس السابق لمصر ؟ هل سيقول تجاوزني المالكي وحطم رقمي القياسي بالتلكؤ الخطابي؟ من الذي عمل المونتاج لهذا الخطاب وقطع اوصاله ؟ ثلاث انقطاعات حدثت باربع ثوان, دعايتك الانتخابية مسلية يا دولة الرئيس وربما ستظفر ببعض الناخبين الذين يودون الضحك !
لا تهمني الاكاذيب الواردة في خطابك ولا النسخة الكاربونية المحفوضة في رؤوسنا عن المتن المثبت على ألسنة سياسي دولة القانون, فلم تعد هذه الامور ذات اهمية, لقد تعودنا وانتهى الامر. يهمني يا دولة الرئيس ان كنت تريد ان تكون دكتاتورا فكن لكن حقيقيا, الدكتاتور لا يرتجف في خطاباته ولا يجف ريقه اثناء الحديث ولا تقطع اوصال كلماته. تذكر انك تقود الشعب العراقي الذي يبحث عن طرفة تزيل رائحة الدم من الهواء وتخلق فسحة كافية للتنفس في الصدور, ان كان خطاب الاربعاء القادم مشابها لهذا, فانصحك بالذهاب الى قناة الحرة الفضائية والبدأ بأطلاق الطرائف على نفسك كم فعل رئيس جمهوريتنا الغائب ذات يوم.