23 ديسمبر، 2024 9:43 ص

هل تطيح بالرئيس الاحمق ترامب؟

هل تطيح بالرئيس الاحمق ترامب؟

الإقالات واستقالات في الحكومة الأمريكية
عزل الرئيس الامريكي لا يمكن ان يتم الا بموافقة الكونغرس الأمريكي وهو من اهم صلاحياته وهو أمر نادر الحدوث، ولكن مجرد كونه واقعاً، يمنح قوة للكونغرس، ويحد من تجاوزات الرئيس، وتعتبر الخيانة الوطنية، والرشوة، والتزوير والكذب، أبرز موجبات بدء عزل الرئيس، وخلال التاريخ الأمريكي، لم يتم عزل أي رئيس، ولكن إجراءات العزل حدثت لثلاثة من الرؤساء الأمريكيين صوتت اللجنة القضائية في مجلس النواب على التوصية بتوجيه الاتهام إلى الرئيس نيكسون لأسباب منها إساءة استخدام السلطة. فاستغلال السلطة في حد ذاته ليس جريمة، ولكنه أمر يمكن عزله بناءً عليه. ويُذكر أن نيكسون استقال قبل أن يُعزل”.

الرئيس ترامب يدخل عامه الثالث كرئيس للولايات المتحدة الامريكية غير منضبط وصفه الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان بـ” الأحمق وعديم الأخلاق” وهو في حالة حرب مع “أعداء مفترضين”،

يضيف توماس ترامب يقدم نفسه بصفته صانع صفقات صعبا، ثم يسمح لكل هؤلاء القادة باللعب معه ترامب يتخلى عن الأشياء مجانا، أخبره فقط أنك تحارب إيران أو الإخوان المسلمين أو أنك صديق لشيلدون أديلسون (ملياردير أميركي يهودي)، وستحصل على أشياء مجانية”.

حاول مستشارين ترامب تعليمه وضبطه، علموه التاريخ، وأدق التفاصيل، وكيف ينجو من الوقوع بالتداعيات، وحثوه على إجراء مداوﻻت متأنية قبل اتخاذ قراره، لكي لا ينجر لقاعدته الشعبية المحافظة المضطربة المتعطشة للاضطراب، لكن في النهاية فشلوا، لينتهي عصر احتواء ترامب”.

وأن المستشارين المخضرمين الذين ينظر إليهم على أنهم صمام أمان للرئيس “المتهور”، خرجوا واحداً تلو الآخر، كما فعل وزير الدفاع جيمس ماتيس ، وهي الخطوة التي قال عنها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر: إن “مركز الرعاية النهارية للكبار قد انتهى”، في إشارة إلى ما كان يقدمه ماتيس لترامب.

حتى الآن، كانت نتيجة أسلوب إدارة ترامب هي “الفوضى”، كما ترى “واشنطن بوست”؛ فالحكومة الفيدرالية مغقلة، وأسواق الأسهم في حالة هبوط حر، والحلفاء في الخارج منزعجون، في حين أن القوى الهشة المناوئة للولايات المتحدة مثل روسيا في حالة ابتهاج.

في وقت سابق من هذا العام، بدأ ترامب برفض نصيحة المستشارين الاقتصاديين مثل غاري كوهن، الذي استقال في مارس، وبدلاً من ذلك اتبع غرائزه القومية لتطبيق قراراته برفع التعريفات الجمركية.

لكن رحيل ماتيس وتأثيرات ذلك الصادمة على الأمن القومي، أثار قلقاً ومخاوفَ ليس فقط في واشنطن، وإنما في عددٍ من عواصم العالم، تجاوزت بكثير المخاوف بشأن حروب ترامب التجارية.

وقال باري ماكافري، وهو جنرال متقاعد: “هذه رئاسة مارقة، ترامب أساء لحلفاء الولايات المتحدة التاريخيين، فهو في نظرها غير كفيٍّ ومندفع واتخذ قرارات سيئة، كما احتضن الذين يهددون الأمن القومي الأمريكي”، في إشارة إلى حلفائه من قاعدته الشعبية المتشددة في التعامل.

وفي نظرة سريعة على المغادرين لإدراته، استقال ماتيس، وهو جنرال سابق في مشاة البحرية يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم، وخاصة بين دول حلف شمال الأطلسي.

وكان جون كيلي، وهو جنرال مشاة آخر يحظى باحترام واسع لخوضه معارك عديدة في سبيل أمريكا، أطاح به ترامب هذا الشهر من منصبه ككبير للموظفين في البيت الأبيض.

أما نيكي هيلي، التي كانت سفيرة لدى الأمم المتحدة، فقد أظهرت استقلاليّة وشراسة في مواجهة خصوم الولايات المتحدة التقليديين كروسيا، أكثر من الرئيس ترامب نفسه.

وفي وقت سابق من هذا العام، طرد ترامب توم ماكماستر مستشار الأمن القومي، ليحل محله جون بولتون، أحد المحاربين القدامى في إدارة جورج دبليو بوش، الذي يقول المراقبون إنه أثبت أنه أكثر ملاءمة لأفكار ترامب.

ريكس تيلرسون، أول وزير خارجية لترامب، الذي طرده الأخير مطلع العام الجاري من منصبه بشكل وُصف بالـ”مهين”، اعتبر محاولة ضبط ترامب”عبثاً”.

يفسر ديفيد أكسلرود، وهو استراتيجي سياسي كان مستشاراً للرئيس باراك أوباما، أسلوب ترامب بالحكم بأنه مدفوع “من أنصاره الحاقدين على المؤسسات الأمريكية، ويقاتل في سبيل الوفاء بتعهداته الانتخابية كيفما يريد”، مضيفاً: “إنه رجل مخيف”.

فقد شهدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العديد من الاستقالات والإقالات، التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي. فمنها ما مر مرور الكرام ومنها ما أحدث جدلا واسعا، وها هو وزير الدفاع جيم ماتيس ينضم إلى قائمة الاستقالات في خطاب صريح للرئيس الأمريكي تحدث فيه عن تزايد الشقاق بينهما وانتقد ضمنا عدم اكتراث ترامب بأقرب حلفاء أمريكا.

بعد يوم بعد يوم على قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ بالانسحاب العسكري من سوريا قدم وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس استقالته من منصبه،

وقال ماتيس في رسالة إلى ترامب “لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك أعتقد أنه من الصواب بالنسبة لي أن أتنحى عن منصبي”.وأضاف منتقدا سياسة الرئيس الأمريكي وإستراتيجيته الدبلوماسية “يجب معاملة الحلفاء باحترام”.

من جانب اخر أظهر استطلاع رأي نشر على وكالات انباء عالمية ، أن 60% من الأميركيين لا يوافقون على أداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبأن نصفهم تقريبا يؤيدون فكرة عزله.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست و”إيه بي سي نيوز”، فإن الاستطلاع الذي أجرته الصحيفتان، أفاد أن 36% فقط من الأميركيين يوافقون على أداء ترامب في البيت الأبيض.

وشمل الاستطلاع الجديد 1003 أشخاص بالغين، في الفترة الممتدة بين 26 و29 آب الماضي.

واعتبر 49% من المستطلعين أن الكونغرس يجب أن يُطلق عملية لعزل ترامب، بينما قال 46% إنهم سيعارضون ذلك.

وقال 63% من الذين شملهم الاستطلاع، إنهم يدعمون التحقيق الذي يجريه مولر، بينما أبدى 29% معارضتهم له.

ووفقا للاستطلاع نفسه، فإن الأرقام أفضل بالنسبة إلى ترامب في ما يتعلق بالاقتصاد، ذلك أن 45% من المستطلعين يؤيدون إدارته للاقتصاد (45% لا يؤيدونها).
وتختلف شعبية الرئيس الجمهوري بشكل كبير حسب التوجهات السياسية: 78% من الجمهوريين يوافقون على أدائه، في حين يعارضه 93% من الديمقراطيين و59% من المستقلين.

في آخر استطلاع للرأي أجرته واشنطن بوست و”إيه بي سي نيوز”، في أبريل/نيسان، وافق 40% من الأميركيين على أداء ترامب، بينما عبر 56% منهم عن رفضهم لهذا الأداء.

وتلقى ترامب ضربتين عندما أقر مايكل كوهين محاميه، بذنبه في ارتكاب انتهاكات تتعلق بتمويل الحملة الانتخابية الرئاسية 2016، وكذلك إدانة رئيس حملته السابق بول مانافورت بالاحتيال الضريبي والمصرفي.

وأشار كوهين إلى تورطه في دفع مبلغي 130 و150 ألف دولار لامرأتين، وهما: الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز، وعارضة بلاي بوي، كارين ماكدوغال، حيث تقولان إنهما “أقامتا علاقة مع ترامب لقاء التزامهما الصمت”، مؤكدا أن ذلك تم “بطلب من المرشح” ترامب وكان الهدف تفادي انتشار معلومات “كانت ستسيء إلى المرشح”.