23 ديسمبر، 2024 11:24 ص

هل تصلح مرجعية النجف أن تكون قدوة للمجتمع

هل تصلح مرجعية النجف أن تكون قدوة للمجتمع

هناك أمور مبكية مضحكة مخزية في نفس الوقت ، تصوروا أن يأتي أحدهم يدعو الشيطان إلى حب بني آدم والنصيحة لهم ، وقد تجد العذر لمن يدعو الشيطان إذا كان لا يعلم أنه الشيطان ، أما إذا كان يعلم ، أو أنه متعاون معه في السر ، أو إن الشيطان إبنه بالتبني وتربيته فأي عذر له ؟ وهذا ما ينطبق على دعوة مرجعية النجف للسياسيين بالسير على طريق علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهي دعوة تمثل الإستهزاء والإستهتار بكل القيم السماوية والأخلاقية والإنسانية ، فكيف تتجرأ هذه المرجعية على دعوة شياطينها وأولادها غير الشرعيين من عمليتها السياسية للسير على خطى الطاهرين ؟ وهل سارت مرجعية السيستاني على طريق علي عليه السلام لكي يسير نتاجها وثمارها وتربيتها على الطريق السوي ؟ إنها خدعة أخرى للسذج من أبناء هذا الشعب المخدر بأفيون المذهب وإيران والسيستاني وغيره من رموز باعت الله قبل أن تبيع الوطن والإنسان . 
وينطبق عليها قول الشاعر :
وَإِذا جَريتَ مَع السَفيهِ كَما جَرى … فَكِلاكُما في جَريهِ مَذمومُ
وَإِذا عتِبتَ عَلى السَفيه وَلُمتَهُ … في مِثلِ ما تأَتي فَأَنتَ ظَلومُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ … عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتُ عَظيمُ
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها … فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى … بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ
والأغرب إن دعوة السيستاني كانت على إستحياء حيث أنها ذكرت في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بواسطة معتمدها في كربلاء أحمد الصافي بتاريخ 18 / 3 / 2016 بعضاً من وصايا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى ولاته ، تريد بذلك أن يفهم إبنها السياسي أن هذه الوصايا التي تلتها المرجعية في الخطبة موجهة له ، وهل يقتنع عاقل بذلك ؟ ولكن ما هو هدف المرجعية من ذلك ؟ ألم تعتزل السياسة ؟ فلماذا عادت للتدخل وبهذه الإشارة البعيدة ؟ هل هناك أمراً ما دُبر بليل ؟ وهل له إرتباط بما يجري من مستجدات على الساحة العراقية ؟ وهل كانت البداية هي إنسحاب المرجعية ؟ ثم توريط جهات معينة بمواقف وتصرفات لتنفيذ المخطط المرسوم بعلم المرجعية وبمساهمتها الفعالة ولكن الظاهر أن المرجعية تقف على التل . أعتقد أنها لعبة جديدة تستخدم فيها المرجعية المراوغة كعادتها بأن تقف على التل وتنتظر نتائج طبخة ما على النار تغلي ، فإذا ظهرت النتائج عندها تختار التصريح بأنها تدخلت ونصحت السياسيين ودعت للإصلاح ، أو أنها تختار الموقف الآخر وهو أن المرجعية إعتزلت السياسة والسياسيين و لا دخل لها في كل ما حدث . فإعتزال المرجعية للتدخل بالسياسة هو بداية لأمر مهم وخطير بدأ الظهور على الساحة ونحن بإنتظار نتائجه ، ومرجعية السيستاني تستطيع أن تفلت من اللوم إذا كانت النتائج سلبية على الوطن والمواطن ، وتستطيع أن تتبنى الأمر إذا ظهرت نتائج تخديرية يبدو ظاهرها إصلاحاً ومنفعة للناس ، وهذه هي المرجعية التي تسلطت على الناس وسلطتها دول الإستكبار العالمي وإستغلتها إيران لتفتيت الشعب العراقي والأمة الإسلامية من أجل تحقيق الهدف التوسعي الإيراني لألتهام كامل المنطقة بلداً تلو الآخر . وكان الأولى بالمرجعية قبل أن تدعو السياسيين لترك السرقات أن تتوقف هي عن سرقة أموال العتبات المقدسة وتعيد ما سرقته لأبناء الشعب ، وكما أشار المرجع العراقي العربي السيد الصرخي عندما قال ( أعزائي سألني العديد منكم وطلب رأيي وموقفي من قضية ما يُجبى من أموالٍ طائلةٍ من العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة والتي تسلط عليها وسرقها البعض ومنذ سنوات طوال وأنا أخبرت البعض بأن الكلام في مثل هذا الموضوع يعني إثارة المتسلط الأفعى بل الحوت وسيصعد من الإثارة والعداء والتأجيج والكذب والإفتراء ) ويضيف ( وتعلمون وتتيقنون أن المليارات تُسرق وتُملأ بها الكروش والجيوب والأرصدة ، بل وتُشترى بها القصور ويُساهم بها في الشركات العالمية في كل البلدان إلا في العراق وإلا أرامل ويتامى وفقراء العراق ) . والأولى بمعتمد السيستاني المدعو أحمد الصافي أن يعيد كل الأموال التي حازها عندما كان عضو محلي النواب ، وأن يعيد ما يتقاضاه من رواتب تقاعدية خصوصاً وهو يشغل منصب أمين عام العتبة العباسية ويتقاضى راتباً عن هذا المنصب أيضاً ، وعليه قبل أن يدعو السياسيين لترك سرقة أموال الشعب أن يعيد الأموال التي تم تهريبها للخارج في عملية غسيل الأموال تحت عنوان دجاج الكفيل وغيرها . وبعد فإني أدعو القارىء الكريم أن يجيب عن السؤال الذي طرحته في عنوان المقال .