23 ديسمبر، 2024 3:16 ص

هل تصلح طهران کشريك جيد؟

هل تصلح طهران کشريك جيد؟

ليس هناك من نظام ديماغوجي ثرثار يتلاعب بالالفاظ و التعابير و ينمق الجمل بکلمات مثيرة و ملفتة للنظر کما هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي کام يبدو صاحب أکبر باع في عالم التلاعب بالکلمات و الالفاظ و إستخدامها من أجل تحقيق أهداف و غايات سياسية و أمنية.
الاقدام على خطوة عملية أو بضعة خطوات ومن ثم إطلاق حملة للثرثرة و القنابل الکلامية و الجمل التي يمکن حملها على أکثر من محمل من قبل قادة و مسٶولي النظام الذين يسعون في الکثير من الاحيان للظهور کجوقة غير متجانسة في ظاهر أمرها و تحفل بالتناقضات و التضاربات لکنها ومن حيث الاهداف و الغايات التي تسعى إليها فإنها جميعا تلتقي عن هذه النقطة، وهذا الامر ينطبق تماما على زمرة الرئيس روحاني التي تزعم و تدعي الاعتدال و الاصلاح کذبا و زورا وهي تسعى بکل مابوسعها من أجل العبور بالنظام برمته الى ضفة الامان و تخليصه من التهديدات المتباينة التي تحدق به.
يوم الثلاثاء المنصرم ال15 من أغسطس، أعلن روحاني بأن نظيره الامريکي دونالد ترامب”ليس شريکا جيدا” بتهديده بإلغاء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بين طهران و دول مجموعة 5+1، وقال روحاني الذي کان يتحدث أمام البرلمان الايراني من إنه”في الأشهر الأخيرة، شهد العالم على أن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى مخالفتها المتواصلة والمتكررة لوعودها المدرجة في الاتفاق النووي تجاهلت عدة اتفاقات دولية أخرى وأظهرت لحلفائها أن الولايات المتحدة ليست شريكا جيدا ولا مفاوضا موثوقا”.، ويبدو واضحا بأن روحاني يتکلم بأسلوب من قد أوفى بکافة إلتزاماته وان الطرف الآخر يظلمه دونما وجه حق!
روحاني يريد من العالم کله أن يتصرف بطريقة النعامة التي تخفي رأسها حيال مايفله نظامه، إذ لايجب الحديث و التطرق الى عملاء النظام الذين تم ضبطهم في المانيا في عام 2016، أي بعد عام من الاتفاق النووي وهم يسعون من أجل الحصول على معدات تستخدم في البرنامج النووي، کما يريد من المجتمع الدولي أن يغض الطرف عن قيام شرکات و مٶسسات صينية بالعمل لحسابه من أجل الحصول على الآلات و المعدات التي تستخدم في تطوير المشروع النووي، کما إنه يعتبر إتصالات نظامه السرية مع نظام کوريا الشمالية في مضمار الاستفادة من الاخيرة في مجال صنع القنبلة الذرية من إنها إتصالات بريئة کتجاربهم الصاروخية المتکررة و التي يعتبرها أيضا ليست بخرقا لإلتزاماتهم في الاتفاق النووي!!
روحاني عندما يتحدث عن الشراکة الجيدة، فإنه يٶکد للعالم من إن نظامه يشکل شريکا جيدا، ونتساءل مانوع الجودة الحاصلة من وراء هذا النظام في شراکته مع العراق و سوريا مثلا؟ وهل کان هذا النظام يعرف أي معنى للشراکة خارج إطار مصالحه العليا و فوبيا السقوط الذي يطارده ککابوس، وإن روحاني عندما يتحدث عن الشراکة الجيدة فإنه کان يجب أن يتحدث قبل ذلك عن ال500 مليون دولار التي تم تخصيصها لتطوير التجارب الصاروخية و لتعزيز و تقوية قوة القدس الارهابية، وعن الرفض الشعبي المتصاعد لنظامه بل وعن الحراك الشعبي المطالب بفتح ملف إعدامات صيف عام 1988 و محاسبة الجناة فيها والذي يأتي المرشد الاعلى في مقدمتهم!