لازالت السعودية تملئها الريبة والقلق وعدم الثقة والطمأنينة من الحكومة العراقية الحالية و عدم فتحها لسافارتها الموعودة في بغداد خير دليل على عدم تبدل النوايا تجاه البلد و ضياع الفرصة في عدم استغلال الطرف السعودي في مساعدة العراق في تحرير الانبار و تجفيف منابع الارهاب الاقليمية و كما معلوم لها دور كبير فيه هو مادل على ضعف بركماتية الدبلوماسية العراقية .
هذا التخوف جاء على خلفية سياسات الحكومات السابقة تجاهها وتجاه المكون السني في البلاد الذي تعتبر السعودية نفسها وصية عليه , واليوم زاد هذا التخوف بعد ولادة قوة تدافع عن المكون الشيعي الذي سمي بالحشد الشعبي و غياب القوة الرسمية التي تدافع عن المكون السني و مازاد هذا التخوف هو الانغلاق السعودي على المكون السني فقط و لم تبادر الحكومة الحالية من الانفتاح على السعودية و اغلاق صفحات الحكومات الماضية التي يقع على عاتقها ازالت هذا التخوف والقلق الغير مبرر والذي زاد كما قلنا لانحسارها على المكون السني فقط و عظم قلقها هم سياسيوا السنه الطائفيون الذين ادعوا تمثيل هذا المكون عربياً والذين رسموا صورة ليست بالمشرقة عن المكون الشيعي وعن جيشه العقائدي أي ” الحشد الشعبي ” وجعلوهم يعتقدون انه بعد تحرير الانبار سيقف على حدود السعودية و سيحاصرها من شمالها و هي غارقة في حربها مع الحوثيون من حدودها جنوبا .
هذا التخوف هو من اخر دخول الحشد الشعبي الانبار لانقاذ اهلها من عصابات داعش و قد يوقف اعماله فيها في لحظة ما و يغير المعادلة ان استمر هذا التخوف ولم تبادر الحكومة العراقية بابداء حسن النية مع ان هناك تعاطف امريكي وخليجي كبير تجاه السنة و هذا قد يمنح فرصة جديدة لامريكا في تنفيذ مشروع الاقليم ان اخفقت الحكومة العراقية بابداء حسن النية الطيبة تجاه المكون السني المهمش حسب المنظور الخاص بهم هم .
اذن يجب ان تكون بركماتياً وتضرب عصفورين بحجر واحد و تستغل السعودية و تعلن عن الانفتاح الحقيقي ارضاً بمشاركة السعودية ودول الجوار في تحرير الانبار .