بعد إن سقط تمثال ساحت الفردوس, في بغداد, تطلع العراقيون الى ما بعد ذلك, رافق ذلك التطلع؛ مجموعة من الطموحات, والأحلام؛ التي تلاشت بمرور الأيام, حتى أيقن جميع الطامحين, أن سقوط الصنم, هو إعلان رسمي لسقوط الوطن! لأن الرئيس؛ زرع في كل شبر أسم له, أو رمزاً يدل عليه!
سنون مضت, والعراق يعيش في دوامة الصراع المستديم, الذي أجبر الوطن على السقوط في مستنقع العنف وانعدام الأمن, ما اضطر بعض المواطنين الترحم على أيام صدام!
صدام حسين المجيد, يتيم في طفولته, وصار مشبع بالفكر القومي في شبابه, عاش مخاضات عسيرة, حتى انقلاب عام 68 ألبعثي, التي جاءت بمرحلة حكم البكر آنذاك, والذي امتاز بالحكم المزدوج؛ بين البكر وصدام, انتهت بشكل مفاجئ بتنحي البكر عن المنصب؛ لصالح صدام, والذي بدأ فيه العد التنازلي لأرواح الأبرياء.
وبالرغم من كوني جنوبي ـ ميساني ـ الأصل والمنشئ, وعشيرتي أكثر من تعرضت للظلم بحقبة صدام, وأصلي الجنوبي يجبرني على كره تلك الحقبة المجحفة, وكره ذكر أسم الرئيس الأسبق للعراق, ألا أن تلك السنون التي مضت؛ من السقوط والى الآن, أجبرتني على أن أقول مكرها,ً بأن بعض سياسيي اليوم ليسوا اشرف من صدام, بل هم أضلوا سبيلاً منه.
حزب تقلد منصب رئاسة الوزراء ثمان سنوات, تاه أسمه على أغلب المواطنين, أحزب الدعوة الإسلامي, أم حزب الدعوة العربي الاشتراكي؟ فالتشابه في السياسة والنظام, يجعل الشعب في حيرة من أمره, والحيرة تفرض سؤالاً لا بد منه, هل فعلاً حدث التغيير في 2003 ؟! فالأمر مشكوكاً فيه.
المشهد يبين أن ما يجري في العراق, لا يعدوا كونه مسلسل كاتبه أمريكي, ومعده إسرائيلي, ومخرجه غربي, والممثلين بتعدد وجهاتهم عراقيون, فذهب صدام حسين, لكن لم يذهب الشبيه!
مديح أم ذم, صدام أهون من بعض رجال السياسة في مرحلتنا الحالية.