23 ديسمبر، 2024 11:01 ص

هل تشكيل الحكومة العراقية أزمة وفق المنظور الأمريكي

هل تشكيل الحكومة العراقية أزمة وفق المنظور الأمريكي

يبدو أن جملة ( صب الزيت على النار) لها معنى مختلف في عقول الساسة العراقيين فيا تراى لها زيادة الاشتعال فرصة لإطفاء الأعين اتجاه أخطائهم المتكررة.
لا يمكن لأمريكا أِن تتخلى عن دورها الحاسم في حياكة القميص الوزاري وفق ما تراه ضرورياً لبقاء المنظر الكث لهذا المنصب بما يتماشى و(موظتها السياسية)، كما أنها ليست بهذا الضعف لكي تستسلم بعد محاولتها الفاشلة لجعل رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته رئيساً للولاية الثانية، فالبصرة قد أنهت هذه المحاولة بالضربة القاضية! .
وبالرجوع للعنوان فهل يمكن اعتبار شكل الحكومة القادمة أزمة تتطلب تعاملاً خاصاً من قبل أمريكا؟
تعتبر واشنطن تشكيل الحكومة العراقية أزمة بالنسبة لها للأسباب الآتية :
1_لا يمكن لواشنطن تحجيم الدور الإيراني في المنطقة إلا من خلال العراق .
2_ الخشية من تنامي دور الحشد الشعبي ، خصوصاً مع وصول قوائم على رأسها قادة سابقين فيه ومكانة هولاء المؤثرة في خارطة الحكومة الجديدة.
3_ تصحيح الخطأ الأمريكي في العراق بعد احتلاله من خلال إتباع طرق جديدة يمكن تلخيصها بالآتي :
أ_تغيير الطرق المتبعة من قبل الحزب الجمهوري (الذي ينتمي له ترامب) تجاه القضايا المختلفة فقد أدت عقيدة بوش الابن في التعامل مع القضية العراقية إلى ضربة موجعة للتأييد العالمي لأمريكا.
ب_ عدم صلاحية الإستراتيجية الجمهورية المتمثلة باستخدام منطق القوة من منطلق عقائدي يرسخ فكرة الخير والشر في ميدان التعاطي مع الأزمات وفرض الإرادة.
ج_ اللجوء ( للبراغامتية الواقعية) وترك مبدأ الأحادية في القضايا الدولية من خلال التماشي مع الواقع الإقليمي بعد المساوئ التي نتجت عن تفردهم.
د_ إضعاف العلاقة الشعبية مع المرجعية عبر ماكنتها الإعلامية وذلك من خلال زج اسمها بعملية اختيار رئيس الحكومة .
هـ_ تمرير اسم عادل عبد المهدي كمرشح لكتلة البناء لرئاسة الحكومة ولهذه الخطوة أثرها العميق من خلال:
أولاً _ ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال استغلال هذه الثغرة التي ستظهر مخالفة البناء لوصايا المرجعية عبر اختيارها لمجرب سابق وضرب المرجعية من خلال سكوتها إزاء هذا الاختيار.
ثانياً: طبيعة عبد المهدي التي تميل للاستسلام في مجابهة أي مشكلة وبالتالي احتمالية استقالته في أي فترة من الفترات وترك فراغ حكومي وبالتالي ستكون الفرصة مؤآتية لفرض الإرادة الأمريكية بمنأى عن المنافس الإيراني بعد تصدير مسألة فشله خصوصاً انه مرشح كتلة البناء !..
في الختام سيكون التعامل الأمريكي هذه المرة واقعياً جداً من حيث إبداء التفاهم مع الجانب الإيراني كاعتراف بتأثير الأخير بالواقع السياسي من ثم إتباعها سياسة تدريجية لحين توفير الأجواء لفرض إرادتها بمعزل عن أي تفاهم إقليمي (ولا من شاف ولا من دري)…