لايمكن لأحد أن ينسى ماجائت به الولايات المتحدة الأمريكية من شعار على انها سوف تحرر العراق من النظام الدكتاتوري . وعلى أمريكا ومن جاء معها على دباباتها أن يعرفوا جيداً ان الشعب العراقي هو من أسقط النظام الدكتاتوري عندما قرر عدم الدفاع عن ذلك النظام نظراً لقساوة تصرفه مع الشعب ولو أراد الشعب ان يدافع عن ذلك النظام لما تمكنت امريكا من الدخول الى العراق ولو بعد عشرات السنين ! هذه الحقائق ينبغي الأعتراف بها من اجل الكف عن ان لأمريكا وعملائها فضلاً في التخلض من النظام الدكتاتوري .
هذه التراجيديا الملهاة التي نفذتها الولايات المتحدة سرعان ما تكشفت مآربها الحقيقية عندما تحول شعار التحرير المزيف الى أحتلال . ومن ثم سياسة قذرة أنهت أركان الدولة العراقية وأشاعت الفوضى نتيجة لتولي رعاع مقاليد الحكم في البلد .
منذ بدايات الأحتلال وحكامه . جي كَارنر . وبول بريمر المجرم , اصبح العراق ساحة للسلب والنهب وهي ثقافة أسست لها حكومات العراق الدكتاتورية وكرستها بزخم كبير أدارة الأحتلال الأمريكي .
منذ ذلك التأريخ تصرفت أمريكا بأدارتها الجمهورية حين ذاك بغباء شديد أذ عمدت على اضعاف العراق الذي يعد نقطة ستراتيجية للمنطقة . منها تنطلق شرارة البراكين السياسية ومنها تنطلق عمليات الدفاع عن الشرق الأوسط بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص . فالعراق يمثل الحزام الدفاعي الشرقي للوطن العربية لكن أمريكا بغبائها وسياستها الشيطانية في العراق أرادت ان تشعل الوطن العربي حروباً وصراعات والسيطرة على ثرواته النفطية بشكل أكبر وبالمقابل كان تصرف العرب مع العراق يثير السخرية أذ ان اكثر الدول العربية وخاصة الخليجية منها قد حاصرت العراقيين وجعلتهم لقمة سائغة بيد أيران من خلال تكفير شيعة العراق ومنعهم من دخول اراضيها وتوجيه كل مؤسساتها الدينية بأتجاه تكفيرهم والتشجيع على قتلهم على انهم ( روافض ) وهي الصفة القذرة التي سوقتها مخابرات دول بعينها وبشكل غبي واضح جعلها بعد اكثر من 10 سنوات تدفع ثمنها غالياً من أمنها وأمانها وثرواتها . فالبلدان العربية وخاصة الخليجية التي تحتضن مواطنين يعبدون النار والأوثان والبقر وتوفر لهم عناية كافية وفرص عمل كبيرة نجدها تكفر شريحة كبيرة من العراقيين لمجرد أنهم يوالون آل بيت الرسول صلوات الله عليه .مع انهم يشهدون بالشهادتين . وتلك مفارقة لايتبناها حتى المجنون !
ونتيجة لتلك الضغوط كان الكثير من شيعة العراق يتجهون نحو أيران للسياحة والأستجمام والعلاج والتسوق بعد سنوات طويلة من منع للسفر فرضتها سياسات النظام السابق .
ولتتشكل علاقات كبيرة بين البلدين جعلت من ايران تتغلغل في كل مرافق الحياة العراقية . وعندما انسحبت امريكا من العراق وكأنها اعطت اشارة الى ايران ليكون العراق تحت وصايتها من خلال حكم نفذه نوري المالكي أحرق كل شيء في البلد نتيجة لسياسة انتهجها بمباركة امريكية ايرانية اشاعت القتل المنظم والتخريب والتأسيس لدكتاتورية جديدة في العراق . كل تلك السياسات كانت تجري وفق منهج قذر يراد له ان لاينتهي لا من أمريكا ولا من أيران فالصراع النووي بين البلدين على اشده . وكانت دائماً ان اوضاع العراق لايمكن لها ان تستقر قبل ان يجري الأتفاق بين امريكا وأيران حول برنامجها النووي وكان الكثير يرفضون هذا الرأي وكنت مصراً عليه لأسباب كثيرة منها ان ايران التي وجدت العراق فرصة سانحة ليكون ساحتها لمواجهة اعدائها وهي التي كانت مهددة بضربات عسكرية نتيجة لبرامجها النووية . وأن يكون العراق منقذها من الحصار الأقتصادي وقد نجحت حين أغرقت السوق العراقية ببضائعها لتعبر سنوات الحصار دون اضرار كبيرة .
اليوم يبدوا واضحاً ان موضوع العراق قد حسم وان الشعب العراقي قد اتخذ قراره بأن لايسمح أن يكون ساحة للصراعات الدولية ولذلك نجده ينقلب بشكل مسالم على قادة التدمير والتخريب الذين يعتبرون العراق ساحة للنهب والسلب بعد ان فقدوا احساسهم بالوطنية ليكون ولائهم بالكامل لدول تلعب بعقولهم !
اليوم المعادلات تختلف عن السابق ولايستطيع احد ان يقف بالضد من ارادة الشعب فضلاً عن ان الأحزاب التي شاركت في حكم العراق قد أوغلت بالجريمة وانتهكت كل الأعراف الأنسانية ليتحول العراق بفضل سياساتها النتنة الى بلد فقير وشعبه يتعرض لأومة اقتصادية خانقة مع ان موازنات البلد وصلت ارقام فاقت ال 1000 مليار دولار دون ان يستفيد منها الوطن ولا المواطن !
اليوم العراق يمر بمرحلة جديدة السؤال هنا هل تستطيع الحكومة ان تجري اصلاحات حقيقية وهي لم تجد اموالاً كافية لتأمين مرتبات الموظفين ؟ وهل يمكن لحكومة شارك حزبها الحاكم بتدمير العراق ان تجري أصلاحات ؟
يدور الحديث على ان امريكا قد دخات على الخط وهنالك اجتماعات محورية تدور بين السفير الأمريكي وبعض الساسة من اجل ترتيب اوضاع معينة ! السؤال هنا . وبعد ان جعلت سياسة اوباما سمعة امريكا في الحضيض هل يمكن لأمريكا أن تصحح اخطائها وتستعيد أمنها القومي من خلال تحصين العراق وجعله بلداً متماسكاً بالضغط على عملائها أن يكفوا عن سياسات التخريب التي اتبعوها طوال السنوات الماضية التي أعقبت الأحتلال ؟