19 ديسمبر، 2024 4:07 ص

هل تستطيع الحكومة العراقية حلّ مشكلة الكهرباء ؟!!!

هل تستطيع الحكومة العراقية حلّ مشكلة الكهرباء ؟!!!

الطاقة الكهربائية : هي أحد أنواع الطاقة الموجودة في الطبيعة، يمكن الحصول على الكهرباء من الطبيعة عن طريق الصواعق والاحتكاك ، وهذا صعب وغير مجدٍ اقتصادياً.  ولكن يمكن توليد الكهرباء بعدة طرق أخرى منها الكيميائية مثل البطاريات أو عن طريق تحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية وذلك بتحريك سلك موصل في مجال مغناطيسي كما في المولدات الكهربائية أو بتسخين مزدوج حراري كما في المزدوجة الحرارية.
-في البطاريات تكون الكهرباء المتولدة ذات تيار مستمرDC.
-في المولدات الكهربائية تكون الكهرباء المولدة في الغالب ذات تيار متناوب AC،ويمكن أن تكون الكهرباء ذات تيار مستمرDC.
طرق توليد الطاقة الكهربائية :ـ
يتم توليد الطاقة الكهربائية في محطات خاصة لتوليد الطاقة الكهربائية وهي على أنواع:
طرق نمطية  :
-محطات حرارية / توليد الطاقة الكهربائية، حيث يتم فيها تسخين الماء وتحويله إلى بخار يستخدم في تدوير  توربينات بخارية ذات سرع عالية تدوّر بدورها مكائن لتوليد الكهرباء وهي بقدرات مختلفة.
-محطات مائية/  لتوليد الطاقة الكهربائية, حيث تستخدم الطاقة الكامنة في المجمعات المائية (السدود والشلالات) في تدوير  توربينات مائية ذات سرع منخفضة تدوّر بدورها مكائن لتوليد الكهرباء وهي بقدرات مختلفة.
الطاقة الكهربائية المولدة بالمحطات السابقة هي ذات تيار متردد ACفي أغلب الأحوال ويتم استخدامها فوراً، نظراً لارتفاع تكلفة تخزين الطاقة الكهربائية بكميات كبيرة.
طرق غير نمطية :
-توليد الكهرباء باستخدام الألواح الشمسية (الخلايا الشمسية)، الكهرباء المولـّدة بهذه الطريقة هي ذات تيار مستمر ، ويمكن تحويلها إلى تيار متردد ، وفي حالة عدم الاتصال بالشبكة الكهربائية يتم تخزين الطاقة المنتجة في بطاريات خاصة لحين الحاجة لها.
ـ محطات توليد الكهرباء بواسطة طاقة الرياح باستخدام طواحين هوائية كبيرة.
– محطات توليد الكهرباء بواسطة طاقة المد والجزر وطاقة موج البحر(بالفاو مثلاً).
-محطات صغيرة لتوليد الكهرباء والحرارة معاً ، حيث يتم استخدام هذه المحطات بشكل رئيسي في إنتاج الحرارة لغرض تسخين المياه والتدفئة مع إنتاج كمية صغيرة من الكهرباء، ويتميز هذا النوع من المحطات بارتفاع كفاءتها.
 عموماً؛ يتم توليد الكهرباء بمحطات كبيرة تصل طاقاتها إلى آلاف الميكاواط بجهد 30000فولت يخفض إلى 11000 فولت .. يخفض إلى 425 فولت .. إلى 380 فولت .. يؤخذ منه 220 فولت ذو تيار متردد 50 هرتز أو 60 هرتز لغرض الإستخدام المنزلي والورشي .
 عادة تكون محطات توليد الكهرباء قرب مصادر الطاقة الأساسية على الأكثر ، وربّما بعيداً عن أماكن الحاجة الفعلية لها, حيت يتم تحويل الجهد الكهربائي بواسطة محوّلات كهربائية إلى جهد عالي 33 كيلوفولت أو 132 كيلوفولت أو 220 كيلو فولت او400 كيلو فولت تهيئة لنقلها من منطقة التوليد إلى منطقة الحاجة لها بواسطة أبراج كبيرة تعلق عليها الأسلاك التي تمرر التيار الكهربائي. حيث يتم قرب المواقع التي يحتاج فيها للطاقة الكهربائية إلى تخفيضها إلى جهد منخفض 400 فولت أو 220 فولت أو 110 فولت بواسطة محولات كهربائية متتالية.
تنحصر الطاقة الكهربائية بالمحددات الآتية : ــ
• طاقة أولية
• شبكة حرارية
• طاقة شمسية
• طاقة متجددة
والحالة هذه ؛
يعاني العراق نقصاً في الطاقة الكهربائية منذ بداية سنة 1990، وازدادت ساعات تقنين التيار الكهربائي بعد العام 2003، في بغداد والمحافظات، بسبب قِدَم الكـثير من المحطات ،بالإضافة إلى عمليات التخريب التي تعرضت لها المنشآت خلال السنوات الماضية.
منظومة الإنتاج العام للطاقة 12 ألف ميكا واط، بينما احتياجات البلاد من الكهرباء تصل إلى 20 ألف ميكا واط ، وهذا يشير الى وجود عجز كبير هو بالتحديد (8) ميكا واط ،وهذا العجز ناجم عن عدم التخطيط الصحيح للحاجة الفعلية .
وفي الحقيقة ؛ إنَّ وفرة إنتاج الطاقة في ذورتها هي 8 آلاف ميكا واط ،وأحسن إنتاج ربّما يصل الى عشرة آلاف ميكا واط ، وينخفض في ذروة الصيف الى ستة أو سبعة آلاف ميكا واط ،إلا أنَّ كمية الإنتاج لا تغطي الحاجة وتقترب من الـ 50 % من الحاجة الفعلية في أحسن الأحوال.
 ومن المؤمل ؛عندما يتحقق الاكتفاء الذاتي للمساكن، مع فائض في إنتاج الطاقة الكهربائية نهاية عام 2014 ، من خلال الوصول لإنتاج 20 ألف ميغاواط ،سيتم الاستغناء عن الطاقة المستوردة ، والفائض سيستغل بالمشاريع الصناعية الحكومية والخاصة لإنعاش الاقتصاد العراقي . علماً بأنَّ إنتاج العراق من الطاقة الكهربائية حالياً تبلغ 8100 ميكا واط، وأن هناك ما يقارب من 3500 ميكا واط خارجة عن الخدمة .. منها 1200 إلى 1300 ميغاواط بسبب شح الوقود ، والباقي بسبب عمليات التأهيل والصيانة.
 يستورد العراق حالياً الطاقة الكهربائية من إيران بواقع 1500 ميغاواط عبر أربع خطوط هي خط كرمنشاه – ديالى وخط سربيل زهاب – خانقين وخط عبادان – البصرة وخط كرخة – عمارة ، وتغذى هذه المحافظات عبر خطوط كهرباء الضغط العالي، فضلاً عن 100 ميغاواط من تركيا.
 إنَّ مشكلة شح الوقود من المحاور التي تعاني منها المحطات ، مما تسبب بهدر أكثر من 1100 ميغاواط.
أما بالنسبة للمحطات المعطلة الإنتاج ـ كمحطات الزبيدية وكربلاء والحلة ـ دخلت الخدمة من دون إنتاج.
مع العلم بأن اللجنة المالية في مجلس النواب كانت قد كشفت عن إنَّ قطاع الكهرباء أخذ نسبة كبيرة من موازنة عام 2013، مع العلم بأنَّ هذه النسبة الكبيرة ، من المعلوم تشريعياً وتنفيذياً بأنها لن تكفي لسد الحاجة الفعلية للكهرباء، فكيف ستتحقق المعالجة إذن ؛ إذا كانت التخصيصات لا تحقق حسم لمعالجة المشكلة ؟!!!
في الشركة الوطنية السعودية لإنتاج الدواجن (فقط) أربعة عشر محطة توليد للكــهرباء ، توفر الاحتياج اللازم للمشروع بطاقة تزيد عن 95.7 ميكا واط ، أكثر من 135 مولد كهربائي في مواقع مختلفة، بالإضافة إلى وحدة تحكم كهربائية لتوزيع الأحمال الكهربائية وفق احتياجات الوحدات المختلفة، تخدم (مليون فرخ دجاج) ، أما في العراق (33 مليون مواطن) بـــ 8000ميكا واط !!!
على أية حال ؛ …
هنالك مشاريع بحثية وعلمية تخدم العراق اليوم وفي المستقبل في مجالات عديدة ، كالكهرباء ، منها مايلي : ـ
المشاريع المتاحة لاستغلال الطاقة المتجددة في العراق :
1: تسخير الرياح
2: وقود من النفايات
3: الطاقة الكهرومائية
4: طاقة جوف الأرض
حيث تقوم كل من : المنظمة العربية للثقافة والتعليم والعلوم  (ALECSO)و اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الاسكوا( من تقديم البحوث الموقعية لحاجة البلدان للطاقة المتجددة، سيّما وأنَّ العراق في ظرفه السياسي والمالي الحالي أفضل من أي ظرف مضى، وهو اليوم قادرٌ على التواصل العلمي والتقني مع الجهات العلمية والبحثية والتقنية ، بعد زوال ظروف الحصار عن البلد.
 ففي العراق سابقاً ؛ أي قبل (ربع قرن تقريباً) تم تنفيذ عدد من مشاريع الأبحاث والتطوير التجريبية خلال الفترة 1982 ـ 1990 ، منها تكييف مركز أبحاث الطاقة والبيئة بواسطة الطاقة الشمسية (بقدرة 120 طناً)، وتكييف منزل بواسطة الطاقة الشمسية (10 أطنان(، و24( كيلو واط) من النظم الفوتوفولتية لمضخة تصريف مياه، و(7 كيلو واط) من النظم الفوتوفولتية لمضخة ماء شرب، وصنع( 200 سخان شمسي)، وتدفئة شمسية لبيوت بلاستيكية زراعية، وعدة منشآت فوتوفولتية صغيرة للاتصالات والوقاية الكاثودية. وبدأ العراق تجميع نظم فوتوفولتية عام 1987 بالتعاون مع شركة ”سيمنز”، وتبلغ القدرة الإنتاجية المقررة(300 كيلو واط) في السنة. وتقتصر النشاطات في مجال المصادر المتجددة على الطاقة المائية، وتمثل الكهرباء المنتجة بواسطتها 2,04 في المائة فقط من إجمالي الكهرباء المولدة.
لماذا هذا النكوص اليوم ؛ في خططنا التنموية التي كنا قد أشّرناها (قبل ربع قرن) من تاريخ العراق التقني المعاصر، وهل السياسات المتعاقبة لها تدخل سلبي على تنمية البلد،أم من المفترض أن تنهض وتتقدم بهكذا مشاريع سلفت ، فترة توليها المسؤوليات السياسية في البلد.
لقد زرع أجدادُنا السومريون والبابليون نخيل العراق منذ آلاف السنين، فكانت ولمّا تزل ؛ ثروة وطنية عراقية . ربمّا؛ نختلف فلسفياً عن البابليين والسومريين ، لكننا لا يمكن أن نختلف عنهم زراعياً.. ربّما نختلف سياسياً عن الحكومات السابقة ، لكننا يجب أن لا نختلف عنها في موضوعة المشاريع العلمية والتنموية و التقنية التي سبقت التغييرات السياسية الراديكالية في العراق. فمن ثبّتَ لبنة على أساس العراق لا يجب علينا أن نقلعها، ومن وضع جداراً على أرض العراق لا يجب علينا أن نهدمه، وها نحن نرى؛هاتيك المعامل الكبيرة والطرق المعبدة والأعمال النحتية الخالدة في سفر العراق العريق منذ العهود القديمة إلى يومنا الحاضر .
أقول؛ هنالك رجال علميون وضعوا مشاريعَ علمية تخدم العراق زمن الأنظمة السابقة ، وهنالك مشاريع عملاقة زمن الأنظمة السابقة، ربمّا هي من الخطة الخمسينية للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم .. ربّما هي مشاريع لنوري السعيد .. وهكذا ، فليس المهم لمن تكون فترة المشروع، بقدر ما يجب على الحكومة اليوم ، أن تقول مع نفسها ، ماذا ستجني تلك المشاريع من فائدة للعراق وللعراقيين لو استنهضت من جديد ؟!!!
ألا يمكن للحكومة العراقية أن تعتمد أسلوب المقايضة بالتعاقد مع الشركات الاستثمارية العراقية، مثلاً ؛ أن تقوم شركة عالمية معتمدة عالمياً باستثمار ما لدينا من ثروات طبيعية ، وتسخيرها بنسبة معينة لكذا سنة لها ، وكذا نسبة لمشروع يخدم البلاد والعباد،ألا يمكن للحكومة العراقية أن تتعامل مع الشركات العالمية الأجنبية المعتمدة بإقامة مشاريع تخدم البلاد والعباد من خلال المقايضة ؟!!
لماذا لا تتعاقد الحكومة العراقية مع أحد الشركات العالمية المعتمدة لتنفيذ مشروع المحطة الكهربائية  الغازية بالاعتماد على غاز الرميلة وكركوك ، بتنفيذها بطريقة التنفيذ النسبوي.. 25% من الغاز للشركة المنفذة 75% لكلفة المشروع ، لمدة خمس سنوات من الموقع الغازي في الحقول النفطية الغزيرة؟!!
إنَّ الغاز المتسرب.. المحترق في الخواء قادرٌ على تنفيذ محطات للطاقة الكهربائية تغذي كل العراق ويصدر، فكم محطة كان لها أن تنفذ منذ2003 حتى 2013 بالطريقة المذكورة، وكم هي كمية الغاز المحترقة ؟!
لماذا لا تشعل الحكومة العراقية الجديدة مشاعل الثورات التنموية في ليالي العراق السوداء،بعدما انطفأت شعل الثورات السياسية الحمراء ؟!!!
*مهندس استشاري /  تخصص هندسة كهربائية واتصالات

أحدث المقالات

أحدث المقالات