تمضي الايام والاسابيع والشارع يغلي بسبب الخلاف بين الحكومة المركزية واقليم كردستان العراق . وكل يوم كلا الطرفين يكيل الاتهامات للطرف الاخر . والشارع يغلي والنتيجة صفر .
الخدمات من سيء الى أسوأ . الفساد المالي والاداري استشرى بين اعضاء مجلس النواب العراقي . المركز بغداد يتأرجح بين الهدم والاعمار والتخريب المتعمد من قبل عصابات القاعدة الاجرامية . المحافظات تعج في سبات عميق . ورغم الابنية الجديدة ولكنها لاتهم المواطن بقدر مايهمهم ( المجاري الصحية ) ( وتبليط الشوارع ) ( والكهرباء ) ( والماء ) !!!
وحتى فضيحة البنك المركزي بدأت لاتهمهم . وكذلك صفقة السلاح الروسي ليس لهم دخل بها .
واذا كانت شبكات الصرف الصحي معطلة فكيف يمكن لأي عائلة أن تكمل مشوارها اليومي ؟
واذا كانت الشوارع غير مبلطة وكلها ( عكر وطسات ) فكيف للمارة والسيارة العبور منها ؟
واذا كانت الكهرباء يوم ( تشتغل ) وثاني يوم ( عاطلة ) كيف يجد المواطن الراحة في بيته وعمله ؟
واذا كان الماء ينقطع بين فترات متقطعة على شكل ساعتين في النهار والليل فكيف تستمر الحياة ؟
ماذا بقي لدى المواطن الكريم والفقير اذا هذه المفاصل الاربعة مشلولة وعرجاء وميتة سريريا ؟
منذ سقوط الصنم وحتى اليوم كانت هناك جهود حثيثة لإصلاح الخلل في كل مكان . ورغم كل الجهود فهي ليست بمستوى الطموح . الاخطاء مستمرة والفساد سرى في جسد المسؤول كما تسري الدماء في جسم الانسان . وتفضيل الاقارب والابناء بالتعيين كارثة اخرى من فساد المسؤولين في السفارات وغيرها . واذا كانت تهدد المواطن المفخخات بين فترة واخرى والعبوات والاحزمة الناسفة فهناك أخطر من هذه الآليات وأشد فتكا الا وهو الفقر خاصة اذا كان الفرد العراقي لايجد مايسد به رمقه ولايستطيع توفير لقمة الخبز والحليب لأطفاله ولاحتى أجرة الباص ليصل الى عمله بينما يجد البرلماني او المسؤول او القيادي الفلاني في الحزب الفلاني تحيط به الحاشية من كل جانب والحرس والخدم وطلباته مستجابة وأمره نافذ !!
كيف ستكون الصورة عند المواطن عندما يجد هذا البون الشاسع بينه وبين مواطن غيره خدمته ظروف معينة وشهادة مزورة وصعد على أكتاف الفقراء وأصبح في ليلة ويوم عضو في مجلس محلي او عضو في البرلمان أو أو .. الخ . بغض النظر عن الاستحقاقات الكاملة للبعض من المسؤولين ممن يستحقون المنصب لانهم اخذوها بجدارة لكفاءاتهم وخبرتهم .
ولكن الاعم الاغلب من الطبقة المسحوقة هؤلاء من يعانون ومن يشتكون ومن يبكون ومن لم يحصلوا على شروى نقير . كيف تنظر اليهم الحكومة في الوقت الحاضر ؟
وماهي المعالجات الحقيقة الناجعة لكي تنقذهم من المحن والمصائب التي صبت عليهم صبا ؟
كيف تنتشل الحكومة الفرد العراقي من واقعه المر وتجعله سعيدا وترفع من قدره واحترامه ؟
السؤال ماهي الحلول لهذه المشكلات ؟ هل الضمان الاجتماعي حل كافل وضامن لكل هذه العثرات ؟ هل تعيين أصحاب الشهادات من ذوي الشهداء حل مؤقت لاطفاء نار المواطنين ؟
هل توزيع نسبة من ارباح النفط تقلل من ثورة المواطنين ؟ هل تقديم الخدمات كما اشرنا من تصليح واكمال شبكات الصرف الصحي وتوفير المياه وتبليط الشوارع وتوفير الكهرباء هي حلول أم مسكنات لفترة ويزول أثرها عند زوال مدة تأثير المسكن ؟
هل الخطب الرنانة واستغلال المناسبات وكل واحد يسحب البساط من الاخر لكسب المواطنين هو حل أم هناك طرق أكثر جرأة وشجاعة لانعلن عنها ؟
بعض المسؤولين يشعر بالخذلان والاسف امام المواطن لانه لم يقدم له شيء ملموس وحقيقي .
والمشكلة اننا لم نشاهد برلماني أو قيادي يعلن استقالته نتيجة الوضع المتردي ويعتذر للشعب !!
والبعض الاخر تجده يتفاخر بأننا واننا في خطاباته ولكن الخطابات ليست خبزا ولاضمان .
( مطرة ) واحدة من سماء رب العالمين جعلت العراق يغرق من الطول الى الطول . وكشفت كذب وزعيق المسؤولين الذين واعدوهم قبل سنة بأنهم أكملوا شبكات الصرف الصحي . ولكن الكذبة انفضحت ولم تنطلي على أحد ولم تتمكن شبكات الصرف الصحي من جر المياه اليها !!
بعض الناس تعبر على ( التايرات ) وهذا جسر جديد من اختراعهم وليس من انجاز بعض الذين يتحدثون عن تواصل العمل ليل نهار بالمجسرات والانفاق والجسور !!
بعض الناس فضل أن يشتري ( جزمة ) وينزل في بحيرة من الماء الاسن وقد يكون الماء الذي ( يطبش ) به ( نجسا ) فكيف في هذه الحالة اذا كانت امراة مؤمنة او رجل كبير او شيخ او طفل يعبر هذه المياه القذرة ؟ كيف يتمكن المريض من اجتياز بحيرة الماء الكبيرة التي تغطي الشارع من الجانبين ؟ اريد أن اسأل البرلماني أو أي محافظ لو كان هو في تلك الامكنة الغارقة في الماء والوحل والاوساخ ( والنجاسات ) هل يعبر ( ويفوج ) كما يعبر غيره الى الجهة الثانية ؟ هل يرتضي البرلماني لوالدته أو المحافظ لوالده أو إبنته أو إبنه أن يخط ( النهر ) انا اسميه النهر ولكنه الشارع والشوارع كلها تنام في وسط بحيرات من الماء مشيا في وسط الاوحال ؟
واقول كيف تعبر طالبة المدرسة وهي في ملابسها الجميلة ؟ كيف يعبر التلميذ في وسط الاطيان والمياه الملوثة والثقيلة ؟ كل هذه المعاناة أضعها أمام كل مسؤول عراقي فهل من مجيب ؟
اليوم نحن ايتها السيدات وايها السادة امام معضلة حقيقية اسمها ( اني شعليه ) . واذا لم أكن انا المسؤول واذا لم تكن انت القائد من يقود سفينة العراق الى بر الامان ؟
هناك من يتعمد ويرمي الكرة في ملعب المالكي تاركا المحافظ أو القيادي أو البرلماني بعيد عن دائرة الاتهام . ولعمري هذا شيء غير منصف . هل تريدون مالكي ( سوبر مان ) ؟!!!
وهذا شيء مستحيل لان اغلب المتصدين في الحكم يتهربون من المسؤولية . ( ويخدرون ) المواطنين بالكلام المعسول . ولاادري كيف سيقنعون الشعب غدا في جلبهم للانتخابات ؟
واقول للمالكي من هذا المكان اضرب بيد من حديد وحارب المفسدين . نحتاج صولة من جديد .
وهذه فرصتك الذهبية . وهي الان بيدك . لاتصغي للمتصيدين في الماء العكر وأهل المصالح .
اصغي لصوت الشعب العراقي . واقطع دابر الفساد اي كانوا . وانتصر للشهداء واليتامى .
واقول للبعض من القادة الى متى تكذبون والشوارع هي نفسها وشبكات الصرف الصحي لاتعمل والكهرباء غير مستقرة والماء شحيح والمعاناة تكبر يوما بعد اخر . وأن صبر المواطن العراقي قد نفذ فهل أن هذه المواعيد سارية المفعول والتي لاتنتهي الا بنهاية المواطن ؟
والجميع يعرف أن حبل الكذب قصير . لذلك يجب مكاشفة الشعب العراقي بالحقيقة ومنع الضرر . ووالله أن هذا الشعب يستحق منا الكثير . ومهما قدمنا ومهما فعلنا واعطينا وبذلنا من الغالي والرخيص فهو قليل بحقهم . شعب ( تعبان ) أثقلته الحروب والفتن والصراعات السياسية يوميا . شعب مرت عليه الويلات والامراض والجوع والموت وذاق الامرين . شعب اضطهد بكل معنى الكلمة طيلة سنوات يجب ان يتمتع الان بالدعم الكامل من الحكومة العراقية بكل شيء . والا أن خطر الفقراء ثورة لاتخدم أحدا وفيه ظلم وتجني على الكثير من أبناء العراق .
يجب أن تمنح الحكومة هذا المواطن حقه في العيش الرغيد والكرامة وأن تبقي رأسه مرفوعا .
وأما اذا اردنا أن نطيب خاطر المواطن العراقي المسحوق والمظلوم والفقير والمغلوب على أمره والذي انتخبكم يجب أولا أن نعتذر له بدءا من هرم السلطة الى أصغر موظف وكبداية يجب أن نقدم ( الضمان الاجتماعي ) وهو الحل الاول والاخير اذا اردنا أن نرفع من مكانته .