23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

هل تخلت مصرعن دورها ؟

هل تخلت مصرعن دورها ؟

حسنا لقد اختار الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي ان تنضم بلاده الى محور السعودية ــ قطر ، ليس لانه زار المملكة العربية السعودية ، بل لانه هو من اعلن بنفسه ان بلاده ستكون حامية للسنة ، وهو الدور الذي تزعم السعوديه انها تلعبه منذ عقود .
بهذا يكون الرئيس مرسي قد اختار لمصر دورا غير مسبوق ، فلم يسبق لمصر ان قدمت نفسها على مر تاريخ طويل على انها حامية للسنة على الرغم انها تضم واحدة من اشهر المؤسسات الدينية الاسلامية الا وهو جامع الازهر  ،
مصر بهذا الاختيار حجمت من دورها المعهود كثيرا  لان دور مزاعم حماية السنة التصقت بالسعودية وليس من المعقول ان تكون مصر زعيما بل تابعا او كما يطمح الرئيس مرسي بدور الشريك كما اعلن في احد تصريحاته  .
 لكن لماذا اختار الرئيس المنتخب لمصر هذا الدور وهو الذي اعلن انه سيكون رئيسا لكل المصريين وليس للاخوان المسلمين فقط ، وليس بوسع احد ان يهضم قبول المصريين لفكرة ان تلعب بلادهم دور تابع اوشريك للسعودية في مشروع تقوده السعودية وقطر لتطييف المنطقة .
افهم جيدا ثقل الاستثمارات السعودية في مصر ، والروابط التجارية التي نشأت لمصالح مشتركة بين البلدين ، وافهم اهمية اقامة تعاون بناء في مختلف المجالات مع اكبر دولة خليجية والتي يجب على الرئيس ان يفعلها ويزيدها رسوخا ، من دون ان يقدم تنازلات خطيرة تحشر بلاده ذات العمق الحضاري في دور محدود وهو الدفاع عن اهل السنة في عالم عربي متعدد الديانات والطوائف ، وهو اعلان صريح عن تنازل مصر عن دور قيادة العالم العربي بكل اديانه وطوائفه لا بل وحتى قومياته ،
افهم ان هناك تروي في الردود على تصريحات رئيس تسلم منصبه للتو سوى من ايران التي انتقدت تصريحاته بوضوح وايران تمثل الطرف الاخر لمعادلة المشروع السعودي على الجانب الاخر  ، لكن لاشك انها تصريحات مخيبة للمصريين بشكل عام وصادمة لهم جميعا قبل ان تكون صادمة للاقباط الذين يبدو انهم  غير مشمولين بحماية الرئيس السني لمصر الدكتور محمد مرسي .
في الشارع العربي تسببت تصريحاته بخيبة امل لدى المتفائلين بعودة قوية ومؤثرة لمصر ، لقد اعتاد العرب ان يتعاملوا مع مصر كاخت كبرى ولاعب اساسي في قضاياهم المصيرية ، لن تحصل مصر على ثقة من استثناهم مرسي من مسؤوليته او حمايته ، وربما وضع بعضهم خصوما له وهم الذين ينتظرون بامل كبير ان تعود مصر للم شمل العرب الذين مزقهم مشروع التطييف الذي تتزعمه كل من السعودية وقطر ، كخط دفاع ابتكره البلدان وقاية من التغيرات التي تواجه المنطقة وتمر رياحها العاتية على الخليج ايضا .
مرسي الذي خرج رئيسا من رحم الثورة التي كانت مطالبها الاولى هي الديمقراطية والحرية ، كان الاولى له كتعبير عن الوفاء لاهدافها ان يزور بلدا ديمقراطيا وحرا ليؤكد تمسكه باهدافها ، وكنت قد وضعت في اسؤا الحسابات ان يذهب الى تونس شرارة التغيير العربي ، وان يرسل رسالة تطمأن العرب الذين رفضوا المحور القطري ــ السعودي ، ليعلن ان مصر ستؤدي رسالتها العربية ودورها المنتظر ، وهو دور كبير يحمي اهل السنة وفقا لتعبيره  لانهم اكبر الطوائف العربية كما يحمي سواهم ، فلماذا فرط مرسي بمكانة مصر ، بطريقة لايتوقعها حتى السعوديين انفسهم لست ادري ؟!