19 ديسمبر، 2024 8:46 ص

هل تحولنا الى تماسيح ؟

هل تحولنا الى تماسيح ؟

لانعرف الى أين ستصل بنا الأمور في ظل حفلة الدم والتخريب التي تطالنا .
والتي يتكاثر ضحاياها يوما بعد يوم وبوجوه مختلفة من الضحايا ومعالم الخراب .
هذه الحفلة التي ترتبت علينا لأجل ان يستفيد منها فقط : (( المخططات الدولية والأقليمية – الأجندات العالمية المرسومة منذ أمد بعيد – مقتضيات السياسة الدولية وصراع الأقطاب )) . وكذلك تحققت بها الفائدة لحملة الجنسية العراقية أو الجنسية المزدوجة ممن لايملكون أي ولاء للعراق ومن لمامة المتسكعين و(( الدايحين )) في الشتات وبلدان العالم و(( لملوم )) الوجوه الذي جمعتهم امريكا واعطتهم الصدارة في المشهد السياسي العراقي وتوابعهم وأذنابهم ، و(( لملوم )) مايسمى بالمعارضين والمختلفين مع الحكومة من سياسيين وشيوخ وأصحاب اجندات سياسية ومشاريع سياسية المنتشرين حاليا في بلدان المحيط العربي وغيرها وتوابعهم وأذنابهم ، وباقي النفعيين بوجوههم المتعددة اينما كانوا .

ان الفشل الحقيقي ، وعمق الخراب الذي تحقق لدينا لايتمثل بالتهديم المستمر والتخريب المتواصل لهيكل الدولة العراقية ونسيج المجتمع العراقي فحسب .

وانما الخراب الحقيقي يتمثل بالحالة التي وصلنا اليها على مستوى شعب وأفراد عراقيين .

فأذا كانت مؤسساتنا الفكرية والأجتماعية والعشائرية على علم ودراية بحقيقة مايجري من أمور سيئة ؟.

واذا كنا كشعب وأفراد على علم ومعرفة ولو (( تقريبية )) بحقائق كثيرة أصبحت مكشوفة ومرئية لنا ؟

واذا كنا نعرف عمق الخراب والتهديم المتعمد الذي يجري يوميا لنا من الداخل والخارج ؟.

نعرف الخيانات بأسمائها ورموزها .

ونعرف الفساد بأسمائه ورموزه . .

نعرف القاتل من أين يأتي والى أين يذهب .

والسارق من أين سرق ، وكيف سرق ، وأين ذهب .

واذا كنا نعرف الذي يشوه ويلوي الحقائق كيف يتصرف وأين تصب أفعاله ؟.

ونعرف المتدين ورجل الدين حين يتدين لله حقا ، أو يتزين بالدين لأجل مغانم ومكاسب مادية تلهب حماسه الديني .

نعرف مزايدات السياسيين وتبجحاتهم كأفرا وكتل ومجموعات ومن أين ينهلون (( وطنيتهم العالية )) وماهي مغذياتهم وتوجهاتهم .

نعرف ،

ونرى ,

التردي الذي وصل اليه الفرد العراقي العادي ، قتل ، تهجير ، تكسير ، خراب مصالح ، تحطيم بناء فرد ، وتحطيم بناء دولة . والتردي المتوقع ان يحصل له في قادم الأيام وكما يبشرنا قادة دولتنا بخراب عام وشامل أكبر من ذلك .

ونعرف ان نسبة كبيرة من أثرياء العالم الآن هم عراقيين ممن لايملكون أي تأريخ في عالم الأعمال وانما كانوا أو لازالوا موظفين في الدولة العراقية مكلفين بخدمة عامة بصفات مختلفة .

ونعرف ان أجمل القصور والفنادق وأفضل المصالح في الأردن وبيروت والخليج واوربا وغيرها تعود لعراقيين ممن لايملكون غير تاريخ رديء من مخلفات وصفحات دولة (( بريمر )) الذي هدم بناء الدولة العراقية ووضع لنا أساس حكم وقيادة قادتنا نحو التشظي والخراب بدلا من ان تقودنا لبناء دولة عراقية حديثة .

ونعرف . .

ونعرف . .

وبالرغم من هذا كله ،

بالرغم من الشيء الكثير الذي يطول شرحه وذكره ، ترانا نمضي (( مدحلبين )) ومنغمسين بتفاصيلنا الحياتية اليومية – السعيدة – وغير السعيدة ، وكأن شيئا لايحدث فوق رؤوسنا ؟.

وكأن الغول لايتربص بنا ؟!.

فهل تحولنا الى تماسيح ؟!.

هل أظهرت هذه الظروف معدننا الحقيقي وضحالة قيمنا التربوية والأخلاقية ؟.

هل كنا مركبين على أسس من اللامبالاة والأنانية ويسيطر علينا الهم الفردي والطموح الفردي والغاية الفردية وعدم الشعور بالمسؤولية الجماعية ؟.

هل أصبحنا كالتماسيح المتمتعة بالخوض والركود في المستنقع ؟ ، نخرج رؤوسنا لنلتهم ماتيسر لنا من مغانم (( حق باطل مهما تكن )) ثم نعود لنغطس في الوحل .

لقد كان التحشيد العراقي الشعبي الذي قدمه العراقيون ، والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب العراقي في ساحات القتال كحشد شعبي , وحالة النهوض في ساحات التظاهر كحشد مدني صورة رائعة لشعب حي لن يموت ولن يبتلعه الغول . كان الواجب على مؤسساتنا الفكرية والعشائرية ومنظمات المجتمع العراقي (( بغض النظر عن الدولة )) تعميق هذا التحشيد وتوسيعه ليشمل كل أطياف الشعب العراقي ، والألتزام والتمسك به والألتفاف حوله وتعميمه ليشمل كل القابعين في الزوايا والأركان والمتسكعين في الشوارع والمقاهي والبارات والمختبئين في دفء البيوت والمهجرين والمشردين والمستأنسين تحت أية ظلال كانت .

لكن هذه الصورة البهيجة للعراقيين تعرضت للتشويه وجرت محاولات لتسييسها وجرها ووضعها في أطر تخرجها من معناها التعبوي الشعبي والأساءة اليها وتشويه صورتها بأفعال مقصودة أو بأعلام وتصريحات موجهة .

كل هذا يحدث أمام أعيننا ، نعلم به ونعرفه بما يكفي .

لكن رؤوسنا الغاطسة في الوحل لاتخرج الا حين يتيسر مانلتهمه ونختبيء .
E.MAIL; [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات