14 أبريل، 2024 2:11 م
Search
Close this search box.

هل تجف منابع الازمات في العراق؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

تؤول مشاكلنا وازماتنا في العراق الى فشل العملية السياسية ونظامها السياسي بسبب عدم الثقة والانسجام فيما بينها وفقدانها للقواسم المشتركه في الرؤى والافكار وهي متهمة بشبهات الفساد وقلة الخبرة والتجربة والثقافة السياسية وفقدانها لاليات التنظيم والقيادة العصرية للجماهير بل هناك انفصام وعدم ثقه بينها وبين الجماهير طال وكثر الحديث عنها نهيك عن الانقسامات و الخصومات والصراعات وتبادل الاتهامات والحروب البينيه بين هذه القيادات السياسية ورؤوس هرمها نتيجة الصراع على السلطة ومنافع الدولة ان هذه الاشتباكات المفتوحه النهايات طالما تتجدد حروبها ونزاعاتها وتبادل التهم فيما بينها كل هذا العوامل والشبهات والتوصيف اثارت حفيظت العراقيين وشكوكهم وتذمرهم ورفضهم لهذا الواقع السياسي الذي انتج لهم الاظطرابات والواقع الامني والخدمي الفاشل نهيك عن اشاعة الفساد الاداري والمالي و جيوش من البطاله والفقر والتفاوة الطبقي كل هذه النوافذ والابواب وفصول الفساد والضعف والتراجع والانحسار في اداء الدولة والعملية السياسية و النظام السياسي صنع حاجزا كبيرا بين المعنيين بقيادة الدولة والعملية السياسية اي بين الحاكم والمحكوم وهذه نتيجة حتميه لابد من وقوعها وظهورها وتاثيراتها على الساحة الوطنيه لما ينتج عنها من اظطرابات ادت الى اسقاط هيبة الدولة وخرق الانظمة والقوانين و تعطيل اليات وسياقات ونظم واعراف ادارة الدولة المتعارف عليها في اداء وبناء الدولة الرصينه كل هذه الاوضاع والمؤشرات وضعت العراقيين في مطحنة الازمات التي من اهم اسباب صناعتها صراع الارادة السياسية وهنا لابد ان نوضح انعكاسات هذه الاظطرابات والسلبيات على فتح الابواب امام تدخلات دول الجوار الاقليمي وغيرها من الدول الغربية ومن اوسع الابواب في السر والعلن وبات الكل يعمل في العراق باجندات سياسية واقتصادية وامنية بعد ان اصبح العراق سوق لتصريف بضائع الدول الفاعله في العراق جملة مشاكل وازمات وصراعات اريد بها وأد احلام العراقيين وتطلعاتهم وامالهم وتفاؤلهم ببناء دولتهم المدنية الحديثه لكن طالما اصطدم هذا التفؤل بصخرة الازمات و الصراعات السياسية وفسادها وانفجاراتها التي يراد بها اتعاب العراقيين وايقاف عجلة حياتهم عن الدوران لذى نرى يركز العراقيون في احاديثهم وحواراتهم ولقاءاتهم و يفتشون عن ايجاد حلول لمشاكلهم ويبحثون عن مخرج لها من اجل الخلاص لان هذا الكم من المشاكل والازمات والصراعات ادت الى عدم الاستقرار وانفصامات فكريه واضحه بعض الاحيان بين الامال والاحلام والطموحات من ناحيه وبين الحقائق في الميدان وعلى ارض الواقع من ناحية اخرى والكل من القادة والسياسيين والمعنين بالحكم يعترف بالاخفاقات والفشل في ادارة العملية السياسية وقيادة الدولة وطالما قدموا اعتذارتهم للناس وفي العلن ومن على منصات خطاباتهم الاعلاميه معلنين فشلهم الذي هو نتيجه حتمية لضعف وفشل العملية السياسية والفساد الاداري والمالي الذي ابتلع الدولة برمتها ناهيك عن تصاعد معدل الانفجارات والصراعات السياسية والصدامات التي التهمت وصادرت كل جهود العراقيين ومواردهم وثرواتهم وصفوت امنهم وحياتهم بعد ان وضعتهم في دوائر الازمات والعوز ونقص الخدمات وصولا لمصادرة ارادتهم بعد الاجهاز على ثرواتهم الوطنيه وما موجود منها فوق وتحت الارض بكل الطرق والوسائل المتاحة
والسؤال المطروح الان الى اين يريدون هؤلاء القاده والسياسيين بالناس وبالبلاد بعد سيل من الدماء التي سفكتها الحرب الاهليه الطائفية و المفخخات والاحزمه الارهبية الناسفه واحتلال داعش الارهابي لثلث العراق وما اعقبها من قتل واختيالات وقوافل من شهداء الاحتجاجات والانتفاضات قبل وبعد ثورة تشرين وصولا لثورة عشوراء والعراق يغلي على صفيح من البارود بعد ان فقدنا او افتقدنا جديتنا التارخية في معالجة ازماتنا السياسية والاجتماعية وحماية منظومتنا القيمية ،و الناس تناشد وتبحث عن خلاص وحلول لمشاكلهم المتراكمه القديمة والمتجدده يبحثون في جميع المحافل والمؤسسات الوطنيةو الاجتماعيه والسياسية و الاعلامية والمحصلة في النهاية لم يجني الناس غير تضخم وتراكم وتساع مساحة هذه الازمات في الطول والعرض ادت الى فتح ابواب العراق الوطنية على مصرعيها لتدخلات دول الجواري الاقليمي ودول العالم والامم المتحده ومجلس الامن الدولي والتي هي في الاساس لها بصمات واضحة في العراق لتتدخل في في سيادتنا وشؤوننا الداخليه بكل الاتجاهات وعلى جميع الصعد ولا ندري من سوف يتدخل ويعبث بمقدراتنا واحوالنا اذا استمر الحال على ما هو عليه ولا بد من التذكير بسؤال الم يكن العراق مظهرا من مظاهر التقدم والتحضر والمدنيه الم يكن العراق دولة مؤسسات بامتياز على الرغم ما مر به من ازمات وحروب دكتاتورية الناظم البائد الم يكن العراق دئما منارا وفاعلا اقليميا مهما ودولة محورية لها ثقلها السياسي والاقتصادي وموقعها الجغرافي الاهم في المنطقة اذا من يريد اليوم ان يجعل من العراق مظهرا من مظاهر التراجع ونمذجا سيئ و فاشلا و بؤرة ومستقعا للفساد و اللازمات والحروب والاقتتال المذهبي العنصري الطائفي كلما تقدم هو هاجس العراقيين ومعضلتهم الكبرى الصراعات السياسية والفساد السياسي والاداري والمالي والولاءات المزدوجه كلها عوامل واسباب فاعلى في عمليات التدمير وصناعة الازمات والحروب البينية ودمار العقل التنموي العراقي وعلى العراقيين اليوم استحضار ارادتهم بقوة وتصميم لابعاد هذه الاشباح المخيفة عن حاضرهم ومستقبلهم والنهوض بارادة واعية للقيام باصلاح عمليتهم السياسية ونظامهم السياسي ودستورهم وعزل الفاسدين ورميهم خارج الملعب السياسي والعمل على ابعاد وانهاء الصراعات والخلافات التي يراد لها ان تقترن بالعنف بعد ان اصبحت ذات ابعاد اقتصادية وثقافية واجتماعية وانسانية وسلوكية و من المؤكد سوف تشتد اذا استمرت العملية السياسية والنظام السياسية ودولتنا الضعيفة التي تلتهمها وتلفها الصراعات والازمات و سوف تصبح اشد وقعا وتدهورا من حاضرها اذا لم يظهر صوت الضمير والعقل والحكمة ويحضر الشرف الوطني وشرف المسؤولية لتخفيف وطأة الصراعات وحسمها بالتوجه للجلوس الى طاولة الحوار الوطني حاملين بايدينا ورقة عمل متفق عليها اي حاملين خارطة طريق الحوار ومشروعه ليكون الحوار محكوما باجندة واضحه وجدول زمني محدد لان من ابرز مشاكلاتنا دائما ضعف الجسور و الروابط والضوابط في حواراتنا و مناقشاتنا لحل مشاكلنا وازماتنا السياسية والفكرية بعد ان اصبح الذهاب والجلوس الى طاولة الحوار مسألة مصريه لتكون الفيصل والحكم والوسيله والغاية لحسم الخلافات والصراعات لضمانة تصحيح مسيرتنا السياسية ونظامنا السياسي واستعادة هيبة الدولة وفرض القانون والحفاض على امننا الوطني وسلمنا الاهلي بعد ان اصبح الجلوس الى طاولة الحوار الوطني مهمة وطنيه انسانية وتارخية وجزء كبير من شرف المسؤولية من اجل التصحيح والحسم وايقاف الانهيارات نعم نذهب الى طاولة الحوار وبأيدنا الورقة النهائية المتفق عليها والمتضمنة مشروع الحوار وطبيعة المناقشات اي ورقة الخلاصة لما تم تقديمه من قبل الكتل السياسية واحزابها وما تفق عليه من اجل بدأ الحوار لان المدخل الحقيقي لاي حوار وضوح اجندته الحوارية واليات تصريفها لتيسر انسيابية الحوار وتحقيق النتائج الوطنيه الاجابية المتفق عليها والمعده في ورقة الحوار واجندته وهذا لن ولم يتحقق في تقديم هكذا ورقه وبرنامج حواري ستراتجي شفاف وناجح مالم تكون هناك دراسة شاملة للمشهد السياسي القائم واسباب اخفاقاته وما نتج عنه من ازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وامنيه انعكست على حياة المواطنيين وعلى الساحة الوطنية منذ تشكيل حكومة اياد علاوي حتى الان ولكي يكون الحوار حقيقينا ومثمرا وناجحا ان تشارك فيه بفعالية وبحماسة وبارادة وطنية وطنية عالية السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ونبدأ حوارنا بالامل والاصرار على النجاح باعتماد شعار و مبدأ التنازل للوطن وارساء و بناء قواعد وثوابت ومنطلقات دمقراطية حقيقية لبناء عملية سياسية بنهج ومشروع وخارطة طريق وطنيه علمية مهنيه جديدة ليكون بمقدورها صناعة و خلق نظام سياسي رصين ودولة قوية بحكم رشيد،اذا لابد ان يكون هناك حوارًا مخلصًا وصادقًا وامين يقترن بالتنازلات وليس مجرد اجتماعاتٍ وخطب ولقاءات ليس بينها ضابط ولا رابط، علما ان الحوار الوطني القادم سيكون فرصة ذهبية للحديث فى كل مشاكلنا بدأ بالفساد الاداري والمالي والسياسي والسلاح المنفلت واصلاح الدستور وتعزيز وتفعيل دور المسالة والحوكمه واحترام اصوات و اراء وخيارات المواطنين التي يعبرون عنها عبر صناديق الاقتراع واحترام نتائجها وهذا هو الطريق الصحيح نحو المستقبل الافضل
لان المواجهات الحوارية الحاسمة واقتحام المشكلات والتصدى للمعوقات هو السبيل لتحقيق ارادة ورغبات المتظاهرين والمحتجين والثوار وكل العراقيين الوطنيين اصحاب المصلحة الحقيقية في الاصلاح و التغير
ان مشاكلنا السياسية وصراعاتها ومفاسدها والمنتفعين منها ليست بالجديده وليست وليدة اليوم بل هي وليدة عقود بل تعصف بنا منذ اليوم الاول للاحتلال الغاشم ولاحت في الافق ابان الحرب الاهلية الطائفية وما اعقبها من تدهور وضعف في العملية السياسية والنظام السياسي بعد ان تم اسقاط هيبة الدولة بظهور الفساد الاداري والمالي المفضوح والصراعات على السلطة وفي ظل هذه الظروف طفحت الخلافات السياسية الى السطح واصبحت مرئية ومشخصه من قبل العراقيين والمتابعين للشأن العراقي والبيئة السياسية العراقية وكل يوم كان يمر على العراقيين كان يمضي بزيادة في الخلافات السياسيه و الفساد الاداري والمالي و التجاوز على المال العام و على هيبة الدولة والانظمة والقوانين وتعطيل الدستور بشكل غير معلن بعد ان حلت المحاصصة و الاعراف والتوافقات محله وبات تصعيد الصراع السياسي على السلطه واضحا لا لبس فيه حيث اقحم القضاء هو الاخر في العديد من هذه المشاكل وما زال يعاني منها بسبب تصاعد وتيرة الصراعات وحدة الازمات وانتشار الفساد بلا حدود بعد ان زاد عدد مظلاته التي تحميه وكبر حجمها ومساحاتها وكل هذه الظروف تتقدم وتتاخر و تزيد مع الفصول الخلافية بين القادة والسياسيين وصراعاتهم
وفي خضم وتوسع وتازم الاحداث لاحة الاحتجاجات وتظاهرات واعتصامات العراقيين في الافق وعلت اصوات المحتجين واستنكارتهم للاوضاع المزرية وللواقع السياسي المدان تصاعدت الاصوات المحتجه وتعاظمت الاصطفافات الوطنية الشعبية التي تنادي بالاصلاح والثورة حتى ولادة ثورة تشرين وحتى بعد مصادرت ثورة وتميع مكاسبها لم يصمت او يسكت الثوار والناس عندما لم يلمسوا نتائج حقيقيه لدمائهم وتضحياتهم وما قدموه من شهداء في الميدان العملي يطمان الثوار والمتظاهرين والمحتجيين قامت تظاهرات واحتجاجات واعتصامات وثورة عاشوراء تمسك الميدان و تتصاعد وتتعاظم وهي امام مشهد وطني وسياسي وازمات حقيقية غاية في الخطورة الشامله على الوطن وارواح المواطنين والامن الوطني وحاضر ومستقبل العراق ومصادرة نهضته اذا استمر الصراع بين القادة والسياسيين على السلطة بهذا الشكل الذي يهدد الدولة العراقية برمتها و يعوق السبيل الى ايجاد حلول وطنية عقلانية حكيمه وباسرع ما يمكن بدل وقوع الانفلاتات التي لا تحمد عقباها و عندها تضيع كل الفرص وعلينا ان نكون في غاية الحرص والحيطة والحذر من ادخال
شعبنا بالمحضورات الدينية والروحية والعشائرية بل نتخذ منها وسائل وسبل واليات نزيه متحضره لحل ازماتنا وصراعاتنا وان نجعل منها عوامل قوة لتعزيز لتضمننا ووحدتنا وسبلا لراعادة بناء منظومتنا القيمية والروحية وان نتخذ منها دليل عمل لوطنيتنا وصولا لبناء عملية سياسية ونظام سياسي قادر على تعزيز بناء الدولة والمجتمع وان هكذا فعل وطني بحاجة الى قطع كل الطرق على من يريد ان يدفع بنا الى الشقاق والانزلاق الى المخاطر لان هناك من يريد ان لا تتوقف ازماتنا و صراعاتنا وخلافاتنا السياسية عند حد معين بل يراد لها ان تتازم وتتضخم ونتخندق في خنادق تؤدي الى صراعات جديده ومن نوع اخر وباساليب اشد خطورة للننزلق بعدها الى ما هو اعم واخطر ياتي على انهاء وخراب العملية السياسية والنظام السياسي والدولة واقولها لابد ان تحسم هذه الاوضاع ويكون حسمها على يد الوطنيين الحكماء والعقلاء والاسراع بقطع الطريق على من يريد ان يطلق العنان لتعميق وتجذير خلافاتنا وتمزيق وحدتنا والعبث بمصيرنا بعد ان حان الوقت امام القادة والسياسيين من اجل التنازل للوطن والتمسك بالفهم الحكيم والصحيح حقنا لدماء شبابنا وأهلنا و الحفاظ على وطننا ودولتنا وثرواتنا وتاريحنا وسلمنا الاهلي لنرى بعدها العراقيين سعداء بوطنهم وقادتهم الوطنيين الشرفاء الذين يحولون وطنهم ودولتهم وعمليتهم السياسية ونظامهم السياسي الى مظهر من مظاهر التقدم والتحضر والقوه من خلال البناء والاعمار والاستثمار والمؤسسات التعلمية والعلمية والامنية القوية الواعده والرائده وصولا لبناء الدولة العراقية المدنية العصرية بالحكم الرشيد لانني لا اظن هناك وطنيا شريفا وعاقلا واحدا يريد او يقبل المغامره بوطنه وشعبه وحاضره ومستقبله وهذا يفرض على الجميع التوجه الى طاولة الحوار الوطني لصناعة عقد اجتماعي جديد وعملية سياسية ونظام سياسي رصين وبناء دولة قوية بسيادة كامله غير منقوصه تقود ولا توقاد وبدمقراطية محمية بالدستور والقانون وبقوة الدولة والحرية المنظمة للشعب وصولا لانهاء مفعول القنابل الموقوته والمزروعه في عمليتنا السياسية ونظامنا السياسي اليوم بدل الغد وتحويل صراعاتنا السياسيه وغيرها من الصراعات من اي نوع كانت الى تفوق في بناء الدولة والمجتمع وحفظ كرامة العراق وسيادته واعادته الى توازنه السياسي وقيمته الدولية والاقليمية وموقعه كدولة محورية فاعلة تحتل مقعدها بين الدول عن جداره وبامتياز .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب