23 ديسمبر، 2024 8:50 م

هل تتدخل المرجعية في السياسة؟

هل تتدخل المرجعية في السياسة؟

مقتطفات من….( كتاب النصوص الصادرة عن سماحة المرجع السيستاني).
كتاب (النصوص الصادرة) الطبعة السادسة، عن المرجع السيستاني بالوثائق وأرقامها وتواريخها وختم السيستاني، لوكيله في لبنان حامد الخفاف.
يمكنكم الرجوع للكتاب فهناك فصل يوثق كل جواب، والكتاب للطبعة الثالثة ٤٨٤ صفحة، تنقصه وثائق أتمها الكاتب في الطبعة السادسة.
ما نقتطفه هنا لبيان تدخل المرجعية في السياسة، كما لبيان دورها في تأسيس صرح الإحتلال الإيراني الناعم للعراق؛ لعلمها بكل تاريخ شخوص الإتلاف العراقي الموحد وهيمنت إيران على قراراتهم، بالأضافة الى دورها بالتعاون مع السيستاني في صياغة البيت الشيعي ليلد الإتلاف العراقي ( الإيراني) الموحد الذي سيُعرِّف ممثلوا المرجعية بأمر منها على الأعضاء السياسية النكرات له، (كما يصفهم الشيخ الإبراهيمي) وصرح بأن ممثلوا المرجعية من هبوا لتعريفهم للناس.
هكذا وضِع حجر اساس الإحتلال الإيراني بدعم السيستاني للإتلاف العراقي الموحد.

مقدمة:

لكم التعليق على مقدار تدخل المرجع سياسيا وفي آلية الدستور منذ ٢٠٠٣، وكيف أوهموا الناس بقالب النصح لاغير، والحق كانت نصائحه عملياً، إلزامية حتى وإن نكرها كفتوى صادرة منه.
لا يغادر داره مسؤولا داخليا أو خارجياً ولايعزب عنه مثقال ذرة من مجريات الساحة السياسية، وهذا ماصرح به، طارق الهاشمي بعد لقائه بالسيستاني من على قناة العربية قبل ١٢ سنة، قال : فوجئت أن السيستاني وملم ومطلع على كل مايجري في العراق، بدليل أنه أراد أن يُطلع السيستاني أو يأخذ رأيه في مسألة وثيقة العقد الوطني التي كتبها قبل يوم من لقائه، ففاجأه السيستاني بإخراجها من جيبه؛ وقال:- أتقصد هذه ؟
نعم إطلعت عليها ومتابعك!!
لذا باتت نصائحة كما يصورها البعض عائقا بوجه الإحتلال الأمريكي وناعمة بوجه الإحتلال الإيراني!!.. وهنا نود ذكر غيض من فيض آرائه ونصائحه السياسية!

من مقتطفات الكتاب يتبين لكم حجم تعاطي المرجع سياسياَ مع الأمم المتحدة والشخصيات السياسية، وكأنه خامنئي العراق وليس الشيعة، وسفينة النجاة للعملية السياسية العراقية التي نكابد نتائجها المأساوية اليوم! لسنا في ولاية الفقيه ولكننا في ولاية الناصح الفصيح.
تتفعل نصائح المرجع الداعمة للحكم الشيعي والناقد تارةَ لهم، نظراَ لتصدر حكم الشيعة للعراق، لكن لن تتفعل بالمثل في باكستان أو أفغانستان لأي ظرف سياسي طاريء هناك، إنطلاقا من مرجعيته للشيعة هناك، والسبب بسيط، إذ لاسلطة لمرجعية دينية على إتباعها في أي دولة، وإن حصل فسيُعد تدخل بشؤون الدول الآخرى مما يتسبب بتداعيات سلبية خطيرة على دولة المرجع نفسه، والمرجع في العراق لايرى نصائحه تدخل في دولة العراق سياسياً، لتخويل مريديه أمرهم بعد عام ٢٠٠٣ لخلو الساحة من أي قادة وأحزاب لها ثقل ووزن شعبي كما للمراجع الدينية، فبات السيستاني سفينته ورُبّانها، وهذا ما جعله قبلة لكل السياسيين داخلياً وخارجياً.

كتاب النصوص الصادرة عن المرجع السيستاني لوكيله في لبنان حامد الخفاف.

المقتطفات:

س28: في (أيلول 2004) طالب رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي والمبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي وعدّة شخصيات أخرى بتأجيل الانتخابات المقررة في (شهر كانون الثاني من عام 2005)، لماذا كان من الأهمية بمكان أن تُجرى الانتخابات في موعدها؟ ولماذا أصدر سماحة السيد فتوى تُلزم الجمهور بالمشاركة باعتبارها واجباً؟

ج28: إنّ سماحة السيد لم يكن مقتنعاً بوجود عوائق حقيقة أمام إجراء الانتخابات بل كان يرى ضرورة الاستعجال في إجرائها لتُشكّل الجمعية الوطنية وينبثق عنها حكومة عراقية جديدة تحظى بالشرعية الانتخابية وتباشر الجمعية في مهمتها الأساس وهي كتابة الدستور العراقي للتخلص من قانون إدارة الدولة الذي كُتب باشراف سلطة الاحتلال وكانت بصماتها واضحة عليه.
وأمّا إلزام المواطنين بالمشاركة في الانتخابات فلم يكن فتوى شرعية بقدر ما كان محاولة لحثّهم على المشاركة في صنع مستقبلهم بأنفسهم عبر آليات ديمقراطية وتكريس مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات.

هل للمرجعية موقف سياسي داعم للإتلاف العراقي الموحد الذي قاد العراق الى المحاصصة الطائفية؟
نرصد هذا في الكتاب:-

س29: في (كانون الثاني 2005) جرت الانتخابات العامة في العراق. ما هي دوافع الدعم والتأييد الذي قدّمه المرجع الأعلى لقائمة الائتلاف الوطني العراقي، وهل كان هناك دور للمرجعية في اختيار أول رئيس وزراء عراقي منتخب وهو السيد إبراهيم الجعفري؟

ج29: المرجعية الدينية دعمت تشكيل قائمة الائتلاف الوطني العراقي لأن المواطنين كانوا أمام أول تجربة انتخابية حرّة في البلد، وكان من المهم جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم لضمان أكبر مشاركة في هذه الانتخابات في ظل نظام انتخابي كان يعتبر كل العراق دائرة انتخابية واحدة مما كان يتطلب مشاركة واحدة في مختلف المناطق رعاية للتوازن بين مكونات الشعب العراقي في الجمعية الوطنية المنتخبة ولم تكن هناك جهة أُخرى غير المرجعية يمكنها القيام بهذا الدور.
وأمّا اختيار رئيس مجلس الوزراء فقد ترك للنوّاب المنتخبين ولم تتدخل فيه المرجعية الدينية.

رقم: 96
أسئلة مجلة (فور سايت) اليابانية
س1: بعد مضي عدة أشهر على تشكيل الحكومة برئاسة السيد جواد المالكي، هل أن سماحة السيد راض عما يقوم به رئيس الوزراء وحكومته من خطوات لإعادة السلام إلى العراق؟
ج1: هم يبذلون جهداً طيباً في هذا المجال، ولكن ليس بمقدورهم إحراز تقدم ملموس إذا لم يتخذ الفرقاء العراقيون ـ من المشاركين في العملية السياسية وغيرهم ـ قراراً واضحاً وصادقاً بنبذ العنف واستبداله بالحوار السلمي لحلّ الخلافات العالقة.

…….

س 34: ظهر في الآونة الأخيرة مقطع فيديو على صفحات الانترنت وأجهزة الهاتف لشخصية سياسية كبيرة في البلد يدّعي بأنه زار سماحتكم أيام محافظ النجف السابق. وقال بأنه شكى لسماحتكم من شركائه في العملية السياسية وأن سماحتكم أجبته بأنك أيضاً لم تخلص من ألسنتهم ثم قال بأن السيد السيستاني أوصلني إلى باب الدار وكلّما رفضت ذلك فإن السيد أبى إلاّ أن يسايرني إلى باب الدار وقال بأن السيد السيستاني قال أريد أن أخرج معك ليرى الناس أني أحبك وأحترمك كونك رجل سياسة. راجين من سماحتكم الرد كون أن الناس تقول أن عدم رد مكتب السيد السيستاني على هذا المقطع هو دليل على صحة كلام المدعي. وفقكم الله وحفظكم ذخراً للعراق والعراقيين.

تعليق مني قبل أن نورد الأجابة أدناه:- يلتف المجيب على الإنكار لكلام المالكي الى القول بعدم دقة محتواه…أي قيل ولكن ليس بهذا المحتوى بالضبط؟ فما هو المحتوى إن لم يكن هذا؟

ج 34: إن هذا المقطع ـ مع قطع النظر عن محتواه غير الدقيق ـ يتعلق بما قبل أربعة أعوام ومنذ سنوات امتنع سماحة السيد عن استقبال أيّ من المسؤولين لأنه غير راض عن أدائهم، وقد أكد مراراً على أنه لا يدعم أياً من المرشحين للإنتخابات القادمة فلا ينبغي لأحد أن يوهم المواطنين بأن بعض المرشحين أقرب من بعض إلى المرجعية الدينية العليا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يتساءل الكثير من المواطنين عن موقف المرجعية الدينية العليا من انتخابات مجالس المحافظات القادمة، يرجى التوضيح وشكراً.
بسمه تعالى
أولاً: إن المرجعية الدينية قد أكّدت دوماً على أهمية (الانتخابات) ودورها الأساس في تقرير مستقبل البلد وحفظ حقوق أبنائه من مختلف الأطياف والمكونات.
وفي هذا الإطار فإن سماحة السيد ـ دام ظله ـ يحثّ جميع المواطنين ـ رجالاً ونساءً ـ على المشاركة في الانتخابات المقبلة، ويؤكد على عدم العزوف عنها بالرغم من عدم الرضا الكامل عن التجارب الانتخابية السابقة.

أدناه تحاول المرجعية بالنأي عن أيحاءاتها من خلال كُتابها ومنابرها وممثليها كي لاتتعرض للنقد…

مقتبس من خطبة الجمعة لفضيلة العلاّمة السيّد أحمد الصافي ممثّل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدّسة بشأن إنتخابات مجلس النواب بتاريخ (25/جمادى الآخرة/1435 هـ) الموافق (25/4/2014 م):

الثالثة: ليس للمرجعية الدينية العليا موقفٌ معلن وآخر يتم الايحاء به لبعض الناس. موقفها واحد واضح لا لبس فيه، فهي لا تحدّد للمواطنين من ينتخبون، هي تريد منهم أن يتحمّلوا بأنفسهم هذه المسؤولية، هي لا تقول لهم: إنتخبوا هذا ولا تنتخبوا ذاك، هي لا تفعل ذلك ليس لأنّها تساوي بين الصالح وغيره ولا تنصّلاً من مسؤوليتها الشرعية بل لأنّها ترى أن مصلحة العراقيين حاضراً ومستقبلاً إنّما هي في أن يختاروا من يمثّلهم في مجلس النواب إستناداً إلى قناعاتهم الشخصية لا اتكالاً على قناعتها. وربما يقول البعض أنه يصعب عليهم أن يكوّنوا قناعة بأي من المرشحين والقوائم ونقول لهؤلاء الأحبة نعم المهمة ليست سهلة ولكن لابد من السعي لأدائها بالصورة الممكنة.

كان هذا غيض من فيض ما جاء في الكتاب وودت إطلاع الناس عليه كي لاتبقى أبواق المرجعية تتفلسف جهلاً بعدم تدخل المرجعية بالسياسة.

علاء هاشم الحكيم