22 ديسمبر، 2024 11:24 م

هل تتحول البيروقراطية للتكنوقراطية ؟

هل تتحول البيروقراطية للتكنوقراطية ؟

البيروقراطية .. مصطلح يعني نظام الحكم القائم في دولة ما, يشرف عليها ويديرها طبقة من كبار الموظفين, الحريصين على إستمرار وبقاء الحكم, لإرتباطه بمصالحهم الشخصية, حتى أصبحوا جزءا منه, ويصبح النظام جزء منهم, ويرافقها جملة من قواعد السلوك, ونمط معين من التدابير, تتصف في الغالب في التغيير الحرفي بالقانون, والتفكك الشكلي بمظاهر التشريع, فينتج عن ذلك الطامة الكبرى, التي تسمى (الروتين) .    التكنوقراط .. مصطلح سياسي يعني حكم التكنولوجيا, وحكم العلماء والتقنين, وتتزايد قوة هؤلاء لزيادة أهمية العلم, ودخوله جميع المجالات, وخاصة الإقتصادية والعسكرية, كما لهم السلطة في إقرار القرار التخصصي, في الموارد والتخطيط  الإستراتيجي و الإقتصادي .   

مرحلة الإنتقال من البيروقراطية إلى التكنوقراطية, تتطلب جهدا كبيرا, للتخلص من اللذين ترتبط مصالحهم الشخصية وكتلهم, في إستمرار الحكم كما هو عليه, لكونهم أصبحوا جزء منه, وهذا يمتد ليشمل الوكلاء والمدراء الكبار, حيتان الفساد, فالتغيير يجب أن يكون جذري, وليس تغيير الرؤوس التي إنتعشت, وكونت رصيدا وثروات, تضمن مستقبلها ومستقبل عوائلها, للسنوات القادمة .   

إنتقال الحكم إلى مرحلة العلماء, وإقحام التكنولوجيا في جميع مجالات العمل, التي يديرها وكلاء ومدراء كبار أميون في هذا المجال, يعملون لسنوات مرت بنظام الروتين, الذي أدى إلى هدم وتدمير البلد, وجعله يقترب من الهاوية, في جميع المجالات السياسية, والإقتصادية والعسكرية, وتكون هنا الطامة الكبرى, التي أثرها أكبر من الروتين, أن تتعامل التكنولوجيا, وتنفذ على المستويات الدنيا, التي يديرها الأميين, بروتينهم الخاص لمصالحهم الشخصية, وصفاتهم الميكافيلية, التي تعني الوصول للهدف, بأية وسيلة سواء كانت صحيحة وشرعية, أو غير ذلك .     

هل يأملون أن التكنوقراطية تسيس لمصالحهم الشخصية ؟ حيث عندما يقر القرار من علماء التكنولوجيا, ويعرض على مجلس الحكم للتشريع, هل يجد مجاله العلمي, وفق الكفاءات المعمول بها, فهذا يتطلب إنتقال التكنولوجيا, بعد إصلاح القاعدة التنفيذية والإدارية, إلى أعلى الهرم في الدولة, من رئيسها ومجلسها .    الإنتقال للأيديولوجية الجديدة, بطبيعة مجتمع جديد تكنوقراطي, يتحول البلد لثورة التكنولوجيا في جميع المجالات, الصناعية والزراعية والسياسية والعسكرية, وفق برنامج يعده قادته بعد إستلام زمام الأمور, لتنفيذ علومهم, وتطورهم بمراحل الحياة, وهذا التطور يدفع الكثيرين من اللذين تهدد مصالحهم, لخلق الفتن والأكاذيب, التي تؤدي لفشل هذا المشروع, قد يدعون إن مرحلة الإنتقال والتطور العراقي, تخالف التعاليم التي يتسترون بها, على الفاشلين والفاسدين خلال السنوات الماضية, لعل الكثير من يواكب الأمور, يتبادر لذهنه أن ذلك حلما, لا ينفذ على واقع الحقيقة, الأيام القادمة هي الكفيلة بالإجابة .