لم تتردد القوى والأحزاب الشيعية ورموزها الدينية عن إعلان الدعم والتأييد والمباركة والانبطاح للاحتلال الأمريكي للعراق وتحريم مقاومته ، وتمريره وما رشح عنه من قبح وفساد وعملية سياسية متهرئة أدخلت العراق في بحور من الدماء وحولته إلى خراب ، يرافق ذلك تكفير وتخوين وقمع كل من رفض المحتل واتهامه بالبعثية والصدامية والقاعدة وغيرها من تهم جاهزة ، وبقدرة قادر تحولت أمريكا من عدو الشعوب إلى صديق وحليف وولي ومنقذ ….
بعد سقوط الموصل بيد داعش وما تبعه من تداعيات بسبب السياسة الطائفية القمعية الفاسدة التي انتهجها المالكي وحكومته التي جثمت على صدر العراق لثمان سنوات ببركة دعم المرجعية لها ، وتشكيل تحالف دولى بقيادة أمريكا لمحاربة داعش ، والحديث عن التدخل البري انقلبت المواقف وتغيرت النغمة لدى حلفاء وأصدقاء وأتباع أمريكا واقصد القيادات الشيعية السياسية والدينية فصرنا نسمع عن رفضها للتدخل البري في العراق مكتفية بالتدخل الجوي الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع حسب ما أعلنت عنه قيادات التحالف الدولى السياسية والعسكرية وما يحدث على الأرض من انكسارات وهزائم ، ونحن هنا لسنا مع هذا الطرف أو ذاك فرؤيتنا وقناعتنا مع الحول الجذرية التي طرحا السيد الصرخي لحل الأزمة ، لكن نحاول هنا تسليط الضوء على هذا الموقف الغريب والانقلاب الذي تعودنا مشاهدته من تلك الرموز والقيادات فنطرح بعض التساؤلات :
إذا كان هذا الموقف تحت ذريعة احترام سيادة العراق فهذه سالبة بانتفاء الموضوع لأن السيادة مسلوبة أرضا وسماءا وقرارا وخيرات !!!.
الم يجيشوا الجيوش ويحركوا الميليشيات الطائفية ويؤسسوا ما يسمى بالحشد الشعبي وأطلقوا الفتاوى الطائفية التقسيمية بحجة مقاتلة داعش وحماية المقدسات وسخروا الإعلام والأموال من اجل ذلك وكانت النتيجة من هزيمة إلى هزيمة فان كانوا فعلا يريدون القضاء على داعش لماذا يرفضون التدخل البري؟! في الوقت الذي قبلوا بالتدخل البري الإيراني وهو واقع فعلا ولا ينكره احد ؟!!!.
هل أن موقفهم هذا هو قرار عراقي محض أم أن إيران هي من أمرتهم بتبني هذا الموقف خدمة لأجنداتها ومصالحها؟!، وماذا لو كانت إيران ضمن هذا التحالف الذي أبعِدت عنه فهل سيكون الموقف نفسه….؟!
بالأمس طلبوا من أمريكا احتلال العراق بذريعة إنقاذهم من صدام واليوم يرفضون التدخل البري فهل أن داعش اقل خطرا من صدام ؟!.
هل أن موقفهم هذا هو حماية لإيران ومصالحها وخوفا عليها من بداية الانكسار والانهيار الذي صرح به السيد الصرخي الحسني حيث قال : (…من يراهن على إيران فهو أغبى الأغبياء، إيران حصان خاسر.. أي خلل أي مواجهة ستكون مع إيران ستنهار إيران وتهزم إيران أسرع من انهيار الموصل) ؟!.
https://www.youtube.com/watch?v=C2AK…ature=youtu.be
وهل أن موقفهم هذا لأن التدخل البري في العراق يعني مقدمة التدخل البري في سوريا ونهاية بشار الأسد وهذا ما لا تريده إيران؟!، ويعني أيضا وقف فعاليات وجرائم المليشيات التابعة لإيران والمالكي وبقية الأحزاب؟!،وهذا ما لا تريده إيران والمالكي وأذنابهما.
وهل أن موقفهم هذا لكون التدخل البري يكشف عن الكثير من الجرائم والمؤامرات والمفاسد التي مورست خلال هذه الفترة هل وهل وهل …؟!.
وفي حال أصرت أمريكا ودخلت بريا للعراق فهل أننا سنشهد فتاوى الجهاد وخطابات التحريض ضد أمريكا على السنة من حرم بالأمس مقاومة الاحتلال ؟!.وكيف ستكون طبيعة الفتوى والخطابات وأي شماعة سترفع بحيث يمررونها؟!، وهم بالأمس كانوا يصفون أمريكا بـــ (الصديق والحليف والولي والمنقذ والمخلص ووو..) ،وعند ذلك هل يقبلون أن يقال عنهم بعثية وصدامية وقاعدة وأعداء للمذهب كما اتهموا سابقا كل من رفض الاحتلال ؟!.
تخيلوا أن الرفض صدر من غيرهم ، ألا يقولون عنه داعشيا وعميلا لقطر والسعودية ووو……..؟!!!!.
يا لها من مفارقات غريبة أطلقوا الفتاوى الطائفية وجيشوا وزمروا بحجة داعش ، ويرفضون التدخل البري لقتال داعش ، ويرفضون الحلول الجذرية والمبادرات التي أطلقها السيد الصرخي الحسني ؟!.