في الوقت الذي يتطلع فيه الشعب الايراني و القوى و المنظمات و الشخصيات الدولية المؤيدة لنضاله من أجل الحرية و الديمقراطية، الى مواقف و إجراءات عملية فعالة من جانب المجتمع الدولي ضد التصعيد الاستثنائي لعمليات الاعدامات في إيران و للإنتهاکات الممنهجة لحقوق الانسان، فإن دولا أوربية صدمت الشعب الايراني و القوى و المنظمات و الشخصيات الدولية المؤيدة لنضاله من أجل الحرية و الديمقراطية عندما بدأت بإستقبال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، بما يعني إنها تغض النظر عن تلك الاعدامات و تتجاهلها عن عمد ظاهر.
الجولات التي يقوم بها وزير الخارجية الايراني لکل من النمسا والسويد وفنلندا ولتوانيا، هي جولات مشبوهة تهدف لقوننة و تبرير الممارسات القمعية والاعدامات و إنتهاکات حقوق الانسان و جعلها أمرا واقعا، خصوصا وإنه خلال العهد الذي تولى فيه ظريف حقيبة وزارة الخارجية، تم إعدام مالايقل عن 2400 شخص. کما إن المقرر الأممي الخاص المعني بحقوق الانسان في إيران في آخر تقريره عن قلقه إزاء ارتفاع عدد الإعدامات والتعذيب وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب وعدم وصول السجناء إلى المحامي وكذلك التمييز ضد النساء وإعدام الأحداث والضغط على الأقليات الدينية والقمع المتزايد لحرية التعبير ومنع أي نشاط سياسي في إيران. وقد كتب أن حوالي ألف شخص أعدموا في إيران في عام 2015 حيث يمثل أكبر عدد منذ العقد الأخير.
هذه الحقائق الدامغة التي هي واضحة للعيان و ليس بالامکان إخفائها أو تجاهلها و خصوصا من جانب الدول الاوربية التي تدرك قبل غيرها معدن و ماهية نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و ممارساته القمعية ضد الشعب الايراني، وإن إستقباله في عواصم تلك الدول، من شأنه أن يعطي إنطباعا سيئا بخصوص هذه الدول لدى الشعب الايراني، ولاسيما وإنها تأتي في ذروة تمادي هذا النظام في إجراءاته القمعية و التعسفية التي يجب أن تدان لاأن تتم مبارکتها عندما تبادر تلك الدول لإستقبال ظريف.
ظريف يمثل نظاما قد جر المنطقة إلى الحرب وأدخلها في الأزمة بإثارة الحروب وتصدير الإرهاب والتطرف فيها. هذا ماأکدته المقاومة الايرانية خلال بيان خاص لها برفض تلك الزيارات و المطالبة بإلغائها و المطلوب هو أن يتم إستجواب ظريف و محاسبته على ماقد إقترفه نظامه بحق شعوب المنطقة و العالم و ليس أن يتم إستقباله.