12 أبريل، 2024 7:37 ص
Search
Close this search box.

هل بلغ الموقف في الخليج العربي نقطة اللاعودة ؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

في سياق تطور الأزمة بين الولايات المتحدة وايران ، مامعنى قيام زوارق تابعة للحرس الثوري الايراني بمتابعة ناقلة النفط البريطانية ( بريتش هيريتيدج ) بالقرب من مضيق هرمز في محاولة لاحتجازها ، ثم اللوذ بالفرار من المنطقة عندما تدخلت فرقاطة حربية بريطانية لحماية الناقلة ؟! هذا الخبر أعلنته السلطات البريطانية ، لكن الحرس الثوري الايراني نفى وقوع الحادثة من الاساس بينما ايدت وقوعه مصادر امريكية واكدت ان الأقمار الصناعية رصدت الواقعة وصورتها !!

سواء كان الحادث قد وقع فعلاً ام لم يقع فانه يؤكد ان الموقف يتطور للأسوأ .

ان كان صحيحاً فانه خطوة تصعيدية خطرة من جانب ايران ، وان لم يكن صحيحاً فانه يعكس نوايا واضحة لدى التحالف الغربي ( الامريكي – البريطاني وملحقاته المحلية ) لتسجيل المزيد من النقاط ضد ايران في اطار ملف هذه الأزمة . يؤكد ذلك ماصدر عن رئيس أركان الجيش الامريكي ( المرشح لرئاسة هيئة الأركان المشتركة ) من ان الولايات المتحدة وحلفائها بصدد تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز ، وهذا يعني ان علينا توقع قدوم المزيد من القوات الامريكية والحليفة الى المنطقة ، وهذه ليست مناورة او استعراض قوة لان تحركها في عرض البحر خارج قواعدها الدائمة يكلف اموال هائلة ، ويزيد من احتمالات الاحتكاك بالخصم الذي قد يؤدي الى انزلاق الموقف الى مواجهة عسكرية فعلية لايعرف ماسيكون عليه نطاقها .

في تقديري ان الولايات المتحدة تتابع ستراتيجية من ثلاثة محاور : الاستمرار في ، وزيادة ، الضغوط الاقتصادية على ايران من جهة ، والتوجه نحو زيادة وتعزيز وسائل الحرب في المنطقة من جهة ثانية ، وتقوم ببناء تحالف دولي واسع قدر الإمكان ليشكل غطاءاً دولياً لاية عملية عسكرية قادمة ضد ايران .

لقد واجهت الولايات المتحدة امس موقفاً صعباً داخل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، حيث فشلت في دفع الاجتماع الى تبني موقف رسمي ضد ايران ، وهذا امر متوقع لان القرارات داخل الوكالة تتخذ بالتوافق ، وهو امر لم يتحقق في ضوء الموقفين الروسي والصيني ؛ والواقع ان الموقف القانوني والدبلوماسي للولايات المتحدة ينتابه الضعف لانها خرجت منفردة من الاتفاق النووي دون مبررات معقولة ، لكن الموقف الاوروپي ، وحتى الروسي والصيني ، لم يكن الى جانب ايران الخاص باعلان رفع كميات ودرجات تخصيب اليورانيوم خارج الحدود المسموح بها في الاتفاق النووي ؛ كما لايبتعد الموقف الاوروپي عن الموقف الامريكي بشأن بعض أنشطة التسلّح الصاروخي الايراني ، وقد ادان الاوروپيون بعض التجارب الصاروخية ، كما أعلنوا في مناسبات عديدة تفهمهم للقلق الذي تبديه بعض دول المنطقة ، وخاصة اسرائيل ، لقيام ايران بنشر ودعم المليشيات المسلحة في المنطقة .

يمكن القول ان هنالك ارضية كافية كي تعمل الولايات المتحدة لبناء تحالف غربي ضد ايران ، لكن حماسة الاوروپيين لتوسيع مهام هذا التحالف لتشمل عملاً عسكرياً سوف تزداد اذا واصلت ايران سياسة التصعيد في الميدان النووي ، وبشكل خاص اذا رفعت نسبة التخصيب الى ٢٠٪‏ ، كما ستكون عمليات التعرض للملاحة في الخليج العربي عاملاً حاسماً في هذا الاطار . اعتقد ان هذين عاملين حاسمين قد يشكلان نقطة اللاعودة في الطريق الى الحرب .

من هنا يكتسب خبر التعرض للناقلة البريطانية أهميته البالغة ، سواء كان خبراء صحيحاً ام كاذباً ، فقد ترتبت عنه تداعيات مهمة منها اعلان قرب تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة التجارية في الخليج العربي ، وأميل للاعتقاد بان احتجاز ناقلة النفط الايراني في جبل طارق كان نوعاً من الاستدراج للإيرانيين ، وربما كان الاعلان الايراني بان تلك العملية ستزيد الوضع توتراً في منطقة الخليج العربي في غير محله . ان الرد بالمثل ضد الملاحة البريطانية في مياه دولية يمثل خرقاً خطيراً لحرية الملاحة التجارية ويعتبر من اعمال الحرب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب