23 ديسمبر، 2024 10:36 ص

هل بدأ هرم الطائفية ينهار ؟ !

هل بدأ هرم الطائفية ينهار ؟ !

قد يقول قائل لا أظن جوابا لسؤال عنوان المقال   متعللا بان الامور تستقى وتحلل من خلال الشواهد التي تعكس الاتجاه والفعل ,وصفات ما يحدث هو بعيد نوعا ما عن صفة الرفض الكلي للطائفية من قبل الاطراف المتضادة او المؤثرة على الساحة .. فعلى الصعيد الوطني نجد ان الوحدة الوطنية  لا تزال مهزوزة وغير متماسكة وليست مقدسة بدليل الصراع المستمر بين الاحزاب وقوانين الدولة التي تجرم الاخرين او من خلال محاولة ابادة الاخرين جسديا سواء كان بداخل سجونها ام خارجها او سياسيا , فمنحى الدولة يسير باتجاه الديكتاتورية من خلال ما يسمى اصلاحات الغت مناصب لنواب دولة ورئاسة وزراء ثم تلاها الغاء منصب وزير حقوق الانسان ! وشيئا فشيئا فان كل الصلاحيات ستتمحور بيد رئيس الوزراء , فرغم ان وزارة حقوق الانسان لم تفعل في الفترة السابقة أي شيء ينفع حقوق المواطن العراقي لا من خلال اصلاح القضاء الفاسد الطائفي الذي كان يحكم وفق اهواء طائفية حزبية ولا تقديم قوانين تقوي المسيرة الديمقراطية التي ادعت بها جميع الاحزاب التي ولاها الاستعمار والامبريالية الامريكية مقاليد الحكم في العراق بالرغم من اني اجدني اكاد اسقط من الضحك على احزاب طائفية لحد النخاع وهي تتدعي بالديمقراطية تشارك بما سمي انتخابات مهزلة .. ليقول لي أي قاريء منكم يعارض ما اقول : كيف ان احزاب تأسست طائفيا و حددت اعضائها المنتمين اليها من طائفة واحدة وترفض انضمام اي شخص من طائفة اخرى اليها وهي لا تمثل الا غايات طائفتها من ان تتدعي بانها حزب ديمقراطي وتؤمن بالديمقراطية هل يريدون ان يضحكوا علينا كما يضحك الفرس الصفويين على شعبهم وعلى العالم من خلال ادعائهم انهم يمارسون الديمقراطية والانتخابات التي لا تجيز لاي مرشح للرئاسة او أي وزارة الا ان يكون صفوي ..لا تستطيعون.! ربما يتوجب ان احدد واقول ان كلامي يشمل الاحزاب الطائفية السنية والشيعية كي لا اتهم بالطائفية ايضا!, لان البعض يحاول ان ينفي انه طائفي من خلال اتهام الاخرين بما فيه ورغم شمولية الكلام التي تعني الجميع حتى وان كان مسيحيا او تركمانيا او كرديا .
اذن لا يمكن للوحدة الوطنية ان تتكاثف وتتماسك واحزاب تعطي ولائها لدولة اخرى على حساب الوطن  واحزاب اخرى تعمل على هدم الدولة والانفصال منها .
اما على صعيد المظاهرات وردود الافعال فهي لا تخلوا من مساوئها فتعامل الحكومة كان طائفيا بامتياز من خلال مقارنة رد فعل الحكومة الدموي والارهابي على المظاهرات السلمية التي خرجت تطالب بحقوقها في ما يسمى المناطق السنية وبين مظاهرات الجنوب العراقي ,فرغم التطهير الطائفي الذي مورس على مدار العقد المنصرم منذ تولي الطائفيين للحكم لحد الان فلا تزال جميع المحافظات تتكون من مختلط طائفي ولكن لنسلم بان الاكثرية في الجنوب من اخواننا الشيعة ,لذلك لم يتم اطلاق نار عليهم ولا فعل مجازر كما حدث في جريمتا الحويجة و ديالى و لا ان يتهموا بانهم عملاء لدول اخرى ولا ارهابيين وانما جرى اتهام طائفة السنة وفلول البعث كما يحلوا لهم تسميتها بانهم هم المحرك الرئيسي لهذه التظاهرات وبذلك فنحن نفتخر ان يتم اتهامنا بتحريك هذه المظاهرات التي تطالب باحترام كرامة الانسان العراقي رغم انها بدأت تتحول الى شعارات وحكايات مضحكة واستهداف  و تحويل هذه المظاهرات و الغضب الشبابي طائفيا وكأن مشكلة العراق تكمن فقط في الكهرباء والماء ورواتب البرلمانيين .!
 يا سادة يا كرام يا شباب العراق الابي عراقنا لن يصلح و لن يرتقي ليحترم العراقي عراقيته و يعيش بسلام الا من خلال نبذ الطائفية وتغيير الدستور فكما اصبح لديكم يقينا ان ايران هي التي دمرت العراق واوصلته الى هذه الدرجة من الذل والعوز فانها لم تقوم بذلك الا من خلال احزابها الطائفية التي تنفذ اجندات ايران على حساب المواطن والوطن هذه الاحزاب اقل ما نعتها بانها احزاب فاشلة لا تفهم بالسياسة ولا بالولاء للوطن.. فاصلحوا من مسيرتكم التظاهرية وطالبوا بتمزيق الطائفية واحزابها بالابتعاد عنها أوتأييدها ,وتهديم هرمها من خلال سن دستور جديد يحترم العراقي مهما كان رأيه وعقيدته و لا يكون حصرا على فئة معينة ولا ان يحرم الاخرين الكثيرون من ممارسة وطنيتهم ولا يفرق بين هذا وذاك الا من خلال مجهوده وما يقدمه للوطن