23 ديسمبر، 2024 2:51 م

هل بدأ العد العکسي لطهران؟

هل بدأ العد العکسي لطهران؟

رافقت زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الاخيرة لنيويورك تهويل إعلامي غير مسبوق بشأن فتح آفاق جديدة من العلاقة بين الولايات المتحدة الامريکية و النظام الايراني لکن هذا التهويل لم يکن شيئا قبالة الجهد الاعلامي الاستثنائي المبذول للنظام بعد توقيع إتفاق جنيف مع مجموعة خمسة زائد واحد و الذي صور وکأنه فتح و إنتصار مبين لروحاني ضد المجتمع الدولي!
مرور الايام و إنقشاع الضباب الکثيف الذي کان يلف إتفاق جنيف، جعل الامور تبدو رويدا رويدا على حقيقتها و بعد أن کان هنالك إتجاه في الاعلام العالمي(موجه من طهران)، يصور مايمکن تشبيهه بإحتفالات النصر في طهران على توقيع هذا الاتفاق، بدأت و بصورة معاکسة و مغايرة تماما تنقل أنباء و تقارير من داخل إيران و من قبل اوساط إعلامية محايدة عن حالة الخلاف و الاختلاف في داخل النظام بشأن هذا الاتفاق، إذ أن هناك اوساطا داخل النظام ترى بأن التنازلات التي تم تقديمها من جانب روحاني کبيرة جدا وانها ليست في صالح النظام و تزامنا مع هذه التقارير بدأت أيضا تقارير و أنبائا دولية أخرى تظهر تؤکد بأن الاتفاق ليس کما يصوره مسؤولون من النظام الايراني بل هو أمر مختلف تمام الاختلاف و انهم ينتظرون أکثر من إشارة تدل على حسن نية و مصداقية النظام بشأن ماقد تعهد به بموجب الاتفاق.
دمشق و المالکي و حزب الله الذين استقبلوا توقيع الاتفاق بفرحة غامرة و إعتبروه نصرا(للجمهورية الاسلامية)، بدأت تظهر على کل واحد منهم أعراض”تراجع”و”إنطواء على النفس”، ذلك أن النظام السوري بدأ يواجه من جديد تهما بإستخدامه الاسلحة الکيمياوي ضد الشعب السوري کما أن العالم کله بدأ يتصرف کما لو أن النظام السوري في طريقه للنهاية ولاسيما بعد أن أکدت أطراف في المعارضة السورية من أنها قد تلقت تأکيدات أمريکية بعدم بقاء الاسد في السلطة کما ان وزير الخارجية العراقي بنفسه قد لمح لهذا الامر و أظهر من خلال تصريح أخير له بأن بغداد لن تذرف الدموع على الاسد.
نوري المالکي، الذي رفضت الولايات المتحدة دعمه للبقاء لولاية ثالثة، لم يکن بوسع النظام الايراني القفز على الموقف الامريکي و تجاهله في هذه الفترة الحساسة، ولهذا فإنها و على الرغم من التنازلات الکبيرة التي قدمها خلال زيارته الاخيرة للنظام الايراني فإن الاخير لم يعطه ردا إيجابيا وانما تم الإيحاء له ضمنا بأن عليه أن يحزم أمتعته لمغادرة منصب رئاسة الوزارة.
أما حزب الله اللبناني، فإن شروعه بمحاولات واضحة للتقرب من البلدان الخليجية و إنتهاج سياسة جديدة تتسم بالمرونة و الانفراج، يرافق ذلك تقديمه لأعداد کبيرة من القتلى على الجبهة السورية و تراجع دوره حتى على صعيد الساحة اللبنانية نفسها، دفعت بالعديد من الاوساط السياسية للإقتناع بأن الحزب مقبل على عهد يشهد خلاله أکثر من إنحدار و تراجع، وان کل هذه الامور مجتمعة تؤکد على حقيقة واحدة وهي ان العد العکسي للنظام الايراني قد بدأ وليس(عصر الصفقة)، کما يطلق عليه من قبل أنصار النظام و مؤيديه، لأن نظام يفقد رکائزه و دعائمه الاساسية التي إعتمد و يعتمد عليها في إرساء و دعم سياساته في المنطقة هو من أقوى الادلة و أبرزها على أن خريف هذا النظام قد بدأ فعلا!
[email protected]